الواقع القائم على الأرض فى ساحات المعارك المشتعلة على الأراضى الأوكرانية حاليا، يؤكد غيبة الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المتورطة فى الحرب، لوقف القتال وانتهاء المعارك والركون إلى الحل السياسى والطرق الدبلوماسية لحل الصراع. بل على العكس من ذلك، هناك من الشواهد الطافية على السطح، ما يؤكد غياب السعى الجاد من الطرفين الأوكرانى والروسى، للتوصل إلى حل وسط توافقى يمكن أن يكون مقبولا من كل منهما لوقف القتال وإنهاء الحرب. وفى ظل عدم المرونة البادية من الطرفين يصبح من الصعب التنبؤ بموعد قريب أو متوقع لانهاء الحرب، أو هذا على الأقل ما تشير إليه المواقف المعلنة من الجانبين، والتى تؤكد إصرار كل منهما على موقفه، وعدم الاستعداد للتنازل عنها حتى الآن. وفى ذلك الإطار لا يجب النظر على الاطلاق إلى ما جرى ويجرى على الأراضى الأوكرانية، على أنه مجرد حرب محدودة بين أوكرانيا وجارتها الكبيرة روسيا . ومن هنا تأتى أهمية وخطورة ما يجرى الآن، باعتباره فى الحقيقة والواقع أحد فصول الصراع الدامى بين القوى العالمية العظمي، لتحديد شكل وطبيعة المعايير الحاكمة للنظام الدولي، ولمن ستكون الهيمنة والسيطرة على مقاليد الأمور فى عالم اليوم والغد. أى أنه صراع الديناصورات والقوى العظمى على الأراضى الأوكرانية. (وللحديث بقية) .