شهران من الحرب

بدون تردد

الحقيقة الواضحة والمؤكدة التى اثبتتها الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة الآن وطوال الشهرين الماضيين دون نهاية قريبة تلوح فى الأفق، هى إثبات صحة الحكمة أو الحقيقة القديمة قدم الدهر، التى اثبتتها من قبل كل الحروب والمعارك التى نشبت على مر التاريخ الإنسانى، فى كل مكان على ظهر كوكب الأرض.
هذه الحقيقة تقول ببساطة ووضوح، انك تستطيع أن تحدد توقيت وموعد بدء الحرب واشتعال القتال، لكنك لا تستطيع أن تحدد موعد انتهاء المعارك وتوقف الحرب.
وكما انطبقت هذه الحقيقة على كل الحروب والمعارك فى السابق، فهى أيضاً المرشحة للتطبيق والسريان على ما يجرى الآن على الأراضى الأوكرانية.
ليس هذا فقط بل لعلى لا أبالغ إذا ما قلت، أن الشواهد على أرض الواقع هناك تقول بجهود مكثفة وحثيثة للولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة الدول الأوروبية المتحالفة معها، لإطالة أمد الحرب وزيادة اشتعالها بكل السبل الممكنة، وذلك بهدف زيادة التورط الروسى فى المستنقع الأوكرانى.
وفى ذلك تسعى أمريكا وحلفاؤها بكل الوضوح وفى العلن أيضاً، لوضع العراقيل وسد المنافذ أمام الفرص التى يمكن أن تكون متاحة لإنهاء الحرب أو توقف القتال عن طريق المفاوضات، بل على العكس تسعى بكل الوسائل للحيلولة دون ذلك.
وأحسب أنه بات واضحاً أن المخطط الأمريكى والغربى قد نجح حتى الآن فى تحقيق هدفه، فى إطار خطة محددة سلفاً لجر روسياً للدخول فى الحرب والدفع بها إلى ضرورة غزو أوكرانيا، تحت وقع إعلان أوكرانى المتكرر عن رغبتها وسعياً للدخول فى حلف «الناتو»، وتحولها إلى قاعدة عسكرية لحلف الأطلنطى تمثل تهديداً للأمن القومى الروسى،..، وهو ما حدث بالفعل.
نجد أننا أمام مخطط متكامل لجر روسيا إلى فخ أعد سلفا للإيقاع بها، فى إطار الصراع القوى على النفوذ والزعامة على الساحة الدولية.