ليس من المبالغة فى شىء القول بأن أكثر ما يشغل البشر بطول العالم وعرضه الآن، يدور حول الموعد المتوقع أو المحتمل لانتهاء الحرب المشتعلة على الأراضى الأوكرانية حالياً. ورغم أهمية هذا السؤال، إلا أن الواقع يشير إلى صعوبة الإجابة عليه، فى ظل المواقف التى تتخذها الأطراف المشاركة فى الحرب، والأهداف المعلنة لكل منها،..، وما يمكن أن ينجم عن هذه الأهداف من متغيرات على القواعد الخاصة بتوازنات القوى، فى هذه المنطقة التى تعد الأكثر أهمية وحساسية بالنسبة للعالم القائم الآن، وهى القارة الأوروبية وجوارها الآسيوى. وصعوبة الإجابة لا ترتبط فقط بمواقف روسياوأوكرانيا، ولكنها تعود فى جملتها وتفاصيلها إلى الأطراف الأخرى المتورطة والغارقة فى صراع القوى الدائر بين الديناصورات على الساحة الدولية فى هذه المنطقة وهى أمريكا والغرب الأوروبى.. وروسيا. وحتى نتبين صعوبة الإجابة يجب أن نشير إلى الحقيقة القائمة على أرض الواقع حالياً، والتى تؤكد أن الصراع القائم حالياً لم يشهد العالم له مثيلاً منذ عام 1945، الذى كان إيذاناً بنظام دولى جديد بعد الحرب العالمية الثانية. والواقع يقول إن هناك صراع إرادات وتصادماً بين أكبر قوتين على مستوى العالم، وهى أمريكا والغرب فى جانب وروسيا فى الجانب الآخر،..، وبالتالى فإن نهاية الحرب وتوقف المعارك يعود فى أساسه إلى رغبة الطرفين، ووصولهما إلى توافق على الأسس التى يقوم عليها ذلك. وكل المؤشرات تقول بصعوبة تحقيق هذا التوافق، فى ظل إصرار روسيا على الحصول على أهدافها فى نزع التهديدات لأمنها القومى، المتمثلة فى رغبة أوكرانيا الانضمام لحلف الأطلنطى وتصر على إزالة الأسلحة الاستراتيجية للحلف من أوكرانيا، واعتراف أوكرانيا بالقرم جزءاً من الأراضى الروسية، بينما تصر أوكرانيا على رفض ذلك كله. ومن هنا فإنه يصبح من الصعب الإجابة على السؤال الخاص بموعد انتهاء الحرب وتوقع وقف القتال.