تجتاح الهند موجة واسعة من كراهية المسلمين (الإسلاموفوبيا) مع صمت واضح للسلطات الهندية الحاكمة حيث يتعرض المسلمون هناك كما اكدت صحيفتا لوموند الفرنسية والنيويورك تايمز الامريكية الى موجة كراهية برعاية رسمية من مسؤولى الحزب الحاكم. فالعنف الطائفى الذى يمارسه الهندوس المتطرفون على المسلمين فى الهند اتخذ طابعا جديدا وخطيرا تمثل فى هدم المنازل والمحالّ والمتاجر والمساجد وحظى بتبريرات من المسئولين. ففى عدة ولايات هندية، وبالذات تلك التى يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا الذى ينتمى له رئيس الوزراء ناريندرا مودى يسيرالمتطرفون الهندوس المسلحون بالسيوف والمسدسات اثناء مواكبهم بمناسبة الأعياد الهندوسية أمام المساجد أو داخل أحياء المسلمين، وهم يهتفون بشعارات معادية للمسلمين وشتائم تكون أحيانا سببا لوقوع مواجهة بين الطرفين، وعلى إثر ذلك يقوم مسؤولو الحزب المحليون بإلصاق التهم بالمسلمين واعتقالهم ثم تدمير منازلهم أو حرقها. تحدث هذه العمليات دائما فى ولايتى جوجارات وماديا براديش، كما تكررت نفس العملية العقابية فى اواخر أبريل بمنطقة جهانجير بورى شمال العاصمة نيودلهي، فبعد 4 أيام من موكب هندوسى وسلسلة من الاستفزازات وإلقاء الحجارة على أحد المساجد وعلى المصلين فيه دمرت الجرافات تحت أعين كاميرات التلفزيون المدعوة لهذه المناسبة جميع المحلات التجارية التابعة للمسلمين حول المبنى الديني، ولم تسلم من ذلك العربات المتواضعة للباعة المتجولين. ورغم أن المحكمة العليا الهندية أمرت بوقف عمليات الهدم على الفور، الا ان مسؤولى حزب بهاراتيا جاناتا تجاهلوا أمرها وادعوا أن البناء غير قانوني، وواصلوا هدم بوابات وجدران فناء المسجد ومحلات الباعة. ورغم ان أكثر من 100 من كبار السياسيين السابقين الهنود كتبوا فى وسائل الاعلام الهندية رسالة مفتوحة لرئيس الوزراء يطالبونه فيها بإنهاء «سياسة الكراهية» التى يمارسها حزب بهاراتيا جاناتا ضد المسلمين دون رادع الا ان ذلك لم يشكل تغييرا. وسائل التواصل الاجتماعى هناك ايضا تساعد فى تأجيج أعمال العنف بتحريضها للجماعات المحلية وتحويلها المتصاعد للمناسبات الدينية إلى أحداث سياسية تروّج للقومية الهندوسية وتحيل الأقليات إلى مواطنين من الدرجة الثانية حيث يجد الهندوس المتطرفون رعاية من الحكومة لترسيخ أيديولوجية سيادة الهندوس على الأديان الأخرى فى البلاد واستغلال السلطة فى أعمال العنف لتخويف الأقليات الأخرى.
