تصاعدت حدة المخاوف من تصاعد العنف ضد المسلمين في الهند ، عقب فوز "ناريندرا مودي" بمنصب رئيس الوزراء ، حيث فوزه يعيد للأذهان المذابح التي تم ارتكابها ضد المسلمين في ولاية جوجارات الهندية عام 2002، والتي كان يشغل منصب رئيس حكومة تلك الولاية وقت المذبحة . نشأة «مودي» ولد ناريندرا مودي عام 1950 وكان الثالث من بين 8 أطفال لعائلة هندية بسيطة عمل فى مراهقته بائعا للشاى فى احدى المحطات على الطريق السريع ، وعمل أيضا فى مطعم لعمال النقل البرى بولاية غوجارات. بعد ذلك ترأس الجناح الطلابي لحزب هندوسي متطرف ثم التحق بالحزب القومي الهندوسي "هارتيا جاناتا" عام 1985. أحداث ولاية «جوجارات» في السابع والعشرين من شهر شباط/ فبراير عام 2002، وقع نزاع بين حجَّاج من الهندوس والسكَّان المسلمين في محطة السكك الحديدية جودهرا في ولاية جوجارات الهندية. وفي أثناء هذا النزاع اندلع حريق في قطار، الأمر الذي أسفر عن مقتل 59 شخصًا هندوسيًا. وعلى الرغم من أنَّ أكثر الدلائل كانت تشير في ذلك الوقت إلى أنَّ هذا النزاع قد اندلع بشكل عفوي، إلاَّ أنَّ رئيس وزراء ولاية غوجارات، نارندرا مودي، وصف المسلمين المشاركين في هذا النزاع بأنَّهم "إرهابيون" كما أعلن أن القتلى من الحجاج الهندوس شهداء. وبحسب التقارير التي وردت في وقت لاحق فقد أصدر في اجتماع لمجلس الوزراء تم عقده بعد هذا النزاع أوامر تقضي بالامتناع عن التدخّل في حال وقوع هجمات ضدّ المسلمين. وفي الأيّام والأسابيع التالية، تم وفقًا لمعلومات جماعات حقوق الإنسان، قتل أكثر من ألفي شخص معظمهم من المسلمين، قتلوا في هجمات استهدفت من خلالها الجماعاتُ القوميةُ الهندوسيةُ الأقليةَ المسلمة. وأظهرت التحريات التي تم إجراؤها في وقت لاحق أنَّ هذه المذابح كان مُعدًا لها منذ فترة طويلة وأنَّ مأساة جودهرا لم تكن إلاَّ ذريعة لتنفيذ هذه الخطط. وقد كشفت التحقيقات أيضًا أنَّ أعمال العنف هذه قد تم تأجيجها أكثر وتوجيهها من قبل سياسيي حزب ناريندرا مودي - "حزب بهاراتيا جاناتا" BJP الهندوسي القومي. وأدانت الأسرة الدولية هذه الأحداث لكن لقاء جمع بين مودى والسفير الأمريكى عام 2012 كان كفيلا لإعادة تأهيله سياسيا رغم أخطاء الماضى ، وبعد أكثر من 44 خطابا ألقاه مودى خلال الحملة الانتخابية لا يزال الكثيرون من المسلمين يتخوفون من سياسته التي تعطى دفعا لممارسات الهندوس المتطرفة. تصريحات مودي «العاصفة» وبعد فوز مودي في الانتخابات الهندية ، خرج علينا ليبرر تصريحاته السابقة بشأن مذبحة ولاية جوجارات ضد المسلمين ،قائلا إنه لم يقصد الإهانة عندما قارن ضحايا اعمال العنف الموجهة ضد المسلمين ب"الجراء التي تدهسها السيارات". وفي حديث مع وكالة أنباء عالمية نشر الجمعة تحدث مودي بصراحة وللمرة الأولى عن أحداث 2002 ، واحتلت التصريحات التي أدلى بها لوكالة "رويترز" الصفحات الأولى للصحف الهندية أمس السبت وانتشرت على موقع "تويتر." وعنونت صحيفة "تايمز اوف انديا" "القومي الهندوسي مودي يطلق عاصفة بتصريحاته عن الجراء". وحاول مودي الرد على الانتقادات بتغريدة على "تويتر" في ساعة متأخرة الجمعة قال فيها "كل أشكال الحياة في ثقافتنا موضع تقدير وتبجيل بما فيها حياة الجراء". وقال كمال فاروقي الزعيم البارز لحزب "سماجوادي" المحلي الذي يتمتع بدعم من المسلمين في ولاية اوتار براديش أكبر ولايات الهند كثافة سكانية أن "تعليقاته سيئة جدا وخطيرة ومذلة". وتساءل فاروقي "ما الذي يريد قوله في الحقيقة؟ هل المسلمون أقل شأنا من الجراء؟". وقال مودي انه كان سيشعر "بالذنب" ازاء أعمال العنف "لو انني أنا نفسي ارتكبت خطأ"، لكن "إذا كان شخص آخر يقود سيارة ونحن في المقعد الخلفي، حتى عندها لو دخل جرو تحت العجلة، هل سيكون ذلك مؤلما ام لا؟ طبعا سيكون مؤلما". وتابع "سواء كنت رئيس وزراء أم لا، أنا بشر. لو حصل مكروه في أي مكان، من الطبيعي أن أحزن". ولم يقدم مودي تفسيرا لعدم قيامه بالتحرك خلال أعمال العنف بوصفه رئيس الحكومة المحلية. وقال الأمين العام لحزب المؤتمر الحاكم اجاي ماكن أن على مودي أن يقدم اعتذاره للأمة "على الكلمات التي اختارها والتشبيه الذي استخدمه". ووصف حزب جاناتا دال "المتحد" مودي بإنه "شخص خطير جدا". ودخل وزير القانون الوطني كابيل سيبال في السجال مطالبا بمعرفة "ما الذي كان يفعله مودي في المقعد الخلفي؟" عند اندلاع أعمال العنف. وفي 10 تموز/يوليو كتب مودي في تغريدة "رمضان كريم. عسى أن يعود هذا الشهر الفضيل علينا بالفرح والسلام والازدهار". «مودي» بعد فوزه وخلال الحملات الانتخابية قدم مودي نفسه على انه مؤيد لرجال الأعمال وللإصلاحات ويمكنه اعادة تنشيط ثروات أكبر ديمقراطية في العالم. وقال مودي ، بعد الفوز الساحق الذي حققه حزبه المعارض في الانتخابات العامة، إنه سيعمل بدأب من أجل صالح جميع الهنود. وأضاف "من مسؤوليتنا ضم الجميع حين ندير الحكومة"،ووعد بالتعاون مع أحزاب المعارضة. ويرى مؤيدو مودي أنه أفضل فرصة للهند للخروج من التباطؤ الاقتصادي الشديد الذي تعانيه، ويقول منتقدوه إنه "مستبد يؤمن بتفوق الهندوس." زيارة أمريكا والان لم يفز مودي بالانتخابات البرلمانية الهندية فقط، لكنه فاز أيضا بفرصة لزيارة الولاياتالمتحدة للمرة الأولى خلال عقد من الزمن حيث اتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، برئيس الوزراء الهندي الجديد ناريندرا مودي، ودعاه إلى زيارة واشنطن في وقت يناسب الطرفين. واتفق الطرفان على الاستمرار في توسيع وتعميق التعاون واسع النطاق بين الديمقراطيتين. وكان مودي منع من دخول الولاياتالمتحدة منذ 2005، حيث حملته جماعات حقوق الإنسان وآخرون في الهند مسؤولية الفشل في السيطرة على أحداث ولاية جوجارات. وختاما ، وبالرغم من أن التركيز على التنمية الاقتصادية هي لب برنامج مودي ، الذي وعد بأن يكون القرن الحادي والعشرين هو قرن الهند، فإن السياسي ذو الماضي المثير للجدل عليه أن يثبت بأنه زعيم كل الهنود ويحاول عمليا تضميد جراح الماضي بسياسات جامعة بين الهنود على اختلاف معتقداتهم ومذاهبهم.