وداعًا المثقف سمير صبرى

لحظة صدق

الهام أبو الفتح
سمير صبرى الفنان الشامل الموهوب المتميز، كنا نسعد ونبتهج كلما التقيناه، وكنا نلقاه كثيرًا فى أروقة ومكاتب أخبار اليوم، وبالتحديد فى مكتب الراحل الكبير الأستاذ نبيل عصمت، صاحب صفحة أبو نظارة، والناقد الفنى المعروف، فقد كانا أصدقاءً، رحمهما الله.. سمير كان يملأ الدنيا ضحكًا وثقافةً ومودةً.. كان فنانًا متكاملًا، ومذيعًا متألقًا، ومطربًا، خريج فيكتوريا كولدج بالإسكندرية، ابن الأسرة العريقة..
استمر لسنوات يُقدِّم برنامجه المتميز هذا المساء، ثم النادى الدولى على التليفزيون المصرى، فكانا من أهم البرامج التى يتابعها المشاهد فى مصر والوطن العربى، يساعده فى ذلك إتقانه للغات، وثقافته الواسعة، وانتقل نجاحه من الإذاعة، حيث برنامجه الإذاعى الشهير ما يطلبه المستمعون، الذى كان يذاع عبر إذاعة الشرق الأوسط إلى التليفزيون؛ ليُحاور عددًا كبيرًا من المشاهير والأعلام، منهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، والشاعر أحمد رامى، والبابا شنودة، والممثلة أمينة رزق، فى حوارات مميزة يجب أن تُدرّس.. وفى التمثيل لن ننسى أبدًا أدواره الرائعة وأداءه فى "اللص والكلاب وهارب من الزواج ونهر الحياة والراهبة وعدو المرأة".. بالإضافة إلى "بمبة كشر، والبحث عن فضيحة، والتوت والنبوت ونشاطركم الأفراح وجحيم تحت الماء والقتل اللذيذ وجحيم تحت الأرض"، كما أنتج عددًا من الأفلام؛ أبرزها دموع صاحبة الجلالة، وشارك أيضًا فى مسلسلات تليفزيونية عديدة؛ مثل حضرة المتهم أبى وقضية رأى عام وحق مشروع وعدى النهار.
أما فرقتة الاستعراضية، فقد ظلت على مدى سنوات، الفقرة الرئيسية فى كبرى الحفلات والسهرات، وفى عام 2021 تبرَّع بكامل ملابس هذه الفرقة لمسرح البالون. وأهم ما تركه لنا سمير صبرى، هو كتاب بعنوان "حكايات العمر كله"، يحكى فيه مذكراته الفنية ومشواره فى عالم الفن وتقديم البرامج؛ لتتعلم منه الأجيال المقبلة.
حصد صبرى مجموعة كبيرة من الجوائز الفنية، وكُرِّم عن مجمل مشواره الفنى، خلال الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى. وكان آخر ظهور له على الشاشة فى مسلسل فلانتينو مع عادل إمام، خلال رمضان 2020. كما شارك فى الأعوام القليلة الماضية فى عددٍ من الأفلام السينمائية؛ منها 2 طلعت حرب وديدو والمشخصاتى الجزء الثانى، ورغم كل الأعمال الفنية والجوائز يبقى أهم ما يُميز سمير صبرى هو إنسانيته وحبه لزملائه ووقوفه بجوار الجميع.
سمير صبرى هو مدرسة فنية متكاملة فى الفن والثقافة والمعرفة والإنسانية، ورمز لجيل من العظماء.. رحم الله فناننا الكبير سمير صبرى.