ينتخب أعضاء البرلمان الصومالي، غدًا الأحد 15 مايو، رئيسًا جديدًا في اقتراع منتظر منذ أكثر من عام في هذا البلد غير المستقر في القرن الأفريقي، الذي يواجه تمرد الإسلاميين المتطرفين الشباب وجفاف تاريخي. وتقدم عدد قياسي من 39 مرشحًا على الأقل لهذه الانتخابات التي ستجرى وسط إجراءات أمنية مشددة في صالة في مطار العاصمة مقديشو. ورئيس الدولة المنتهية ولايته محمد عبد الله محمد المعروف باسم فرماجو مرشح لإعادة انتخابه، وهو ما لم ينجح في تحقيقه أي من الرؤساء السابقين، الذين ترشح من بينهم اثنان هذه المرة، هما حسن الشيخ محمود (2012-2017) وشريف الشيخ أحمد (2009-2012). كما ترشح رئيس الوزراء السابق حسن علي خير(مارس 2017 إلى يونيو 2020). وبين المرشحين الآخرين رئيس منطقة بونتلاند سعيد عبد الله داني وسيدة واحدة فقط هي وزيرة الخارجية السابقة ونائبة رئيس الوزراء فوزية يوسف حاج آدم. ويفترض أن تسمح هذه الانتخابات بإنهاء أزمة سياسية مستمرة منذ أكثر من عام. انتهت ولاية "فرماجو" في فبراير 2021 من دون اتفاق مع قادة المناطق بشأن تنظيم انتخابات جديدة. وأدى تمديد النواب ولايته سنتين في أبريل 2021 إلى معارك في مقديشو، وأحيا شبح عقود من الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد بعد 1991. كلّف رئيس الوزراء محمد حسين روبله مهمة إجراء الانتخابات لكن العملية تقدمت بصعوبة وتأخرت بسبب النزاعات على رأس السلطة التنفيذية وبين الحكومة المركزية وبعض الولايات الفدرالية. ترى سميرة غايد، المديرة التنفيذية لمعهد هيرال، وهو مؤسسة بحثية تركز على القضايا الأمنية ومقرها مقديشو إن هذه الانتخابات قد تسمح ببداية جديدة. وقالت إن "البلد في حالة استقطاب شديد حاليا وأي شخص يتم انتخابه سيكون عليه العمل لإعادة توحيد البلاد". لم تجر الصومال انتخابات على مبدأ "شخص واحد صوت واحد" منذ 1969 عندما استولى الديكتاتور سياد بري على السلطة. وتجري الانتخابات وفق نظام معقد غير مباشر تختار بموجبه مجالس المناطق ومندوبون من عدد لا يحصى من العشائر وفروعها المشرعين الذين يقومون بدورهم باختيار الرئيس.