مكابر من ينكر اننا نعيش اياما صعبة علينا أن نتحملها سويا فى صبر، لكن على أن يكون تحمل الأعباء بعدل ومساواة دون تحميل لا يطاق للطبقة المتوسطة سابقا وحتى يتحقق ذلك يجب ان يتوقف البعض وخاصة مذيعى التوك شو عن استفزاز الناس بمطالبتهم بالتقشف ومقاطعة أى سلعة يزيد سعرها، فماذا يفعل هؤلاء مع ارتفاع سعر رغيف العيش وتقزم وزنه، وماذا يفعل من يعيشون على البروتينات النباتية( فول ،طعمية ،باذنجان ،بطاطس) ماذا بعد هذا من تقشف هل يأكلون قشر الفول أو التبن. ويزيد التبن بله أو الطين، إن نصائح أو افتكاسات هؤلاء الإعلاميين تأتى فى وقت لم يعد يخفى على مشاهديهم المرتبات المليونية التى يتقاضاها بعض هؤلاء الإعلاميين، وبالتالى لن تقبل ما يقدمونه من استفزازات أكثر منها نصائح لأنهم لا يقدمون الأسوة للملايين من مشاهديهم . وهم على استعداد لأن يتحملوا لو رأوا توقف الكثير من مظاهر السفه والترف فى الإنفاق فضلا عن توظيف المئات من المستشارين وشراء العديد من السيارات الفارهة لمسئولين حكوميين وغيرها من الموائد والاحتفالات والمهرجانات. أستند فى ذلك إلى ما كشفته مناقشات الجلسة العامة لمجلس النواب للحساب الختامى للموازنة العامة أواخر الشهر الماضى، فقال فريدى البياضى، عضو المجلس عن حزب المصرى الديمقراطى: «قرض صندوق تنمية الصعيد لم يتم الصرف منه، إلا على مرتبات الموظفين وسيارات للبهوات». كما رفض النائب محمود قاسم، الحساب الختامى، منتقدا التجاوزات التى وردت فى التقرير، خاصة ما يتعلق بزيادة الاستعانة بالمستشارين. وقال «قاسم» «إن الحكومة تضرب بتوصيات مجلس النواب عرض الحائط فيما يتعلق بالحد من الاستعانة بالمستشارين وتخفيض النفقات، لافتا إلى إن أحدى الجهات بها 45 مستشارا. منتقدا التوسع فى زيادة مصروفات الإعلانات والنشر، بما يتنافى مع توجهات الدولة فى ترشيد الإنفاق، لافتا إلى أنه فى الوقت نفسه هناك ضعف فى الإنفاق على التعليم والصحة وغيرها من القطاعات المهمة». يجب على الحكومة ان تبدأ حالة تقشف حقيقية يحسها الناس فى الشارع حتى يتحملوا معها مرارة الأيام دون أن يلقى العبء الأكبر عليهم وحدهم .