عندما وصف الرئيس الأمريكى «بايدن» نظيره الروسى «بوتين» بأنه «مجرم حرب».. كان ذلك إعلاناً بأن التدهور فى العلاقات بين البلدين قد وصل لمستوى يثير القلق وينذر بالخطر. بعدها توالت تصريحات الرئيس الأمريكى فى هذا الاتجاه حيث وصف الرئيس الروسى بأنه «قاتل» أو «سفاح» أو «جزار» بينما كان رد روسيا على ذلك يؤكد أن مجرمى الحرب الحقيقيين هم من دمروا العراق وسوريا وليبيا وشنوا الحرب فى كل أنحاء العالم. مع الإشارة الى أن العلاقات بين أمريكاوروسيا تقترب من القطيعة الكاملة التى لن تكون فى صالح أحد. ورغم أن الأمر ظل فى إطار التصعيد الكلامى، فإنه كان يعنى أن الطريق مسدود أمام التفاوض الحقيقى بين الطرفين الأساسيين فى الصراع، وأن الثقة مفقودة بين المسئولين الكبار فى المعسكرين. ومع ذلك فإن ذلك كله لا يقارن بالتوتر الذى شهدته العلاقات بين أكبر دولتين نوويتين بسبب التصريحات الأخيرة للرئيس بايدن أثناء زيارته لبولندا. فى يومين متتاليين أقام الرئيس بايدن الدنيا ولم يقعدها إلا بصعوبة بالغة بسبب تصريحاته، فى أول أزمة كان يتحدث إلى الجنود الأمريكيين فى بولندا فخاطبهم على أساس أنهم ذاهبون للقتال فى أوكرانيا (!!) وهو ما يعنى - إذا صح - الصدام العسكرى المباشر بين روسياوأمريكا. ورغم خطورة التصريح فقد أمكن تطويقه استناداً إلى سوابق بايدن فى خلط الأسماء والوقوع فى «زلات اللسان» ومع تكرار تأكيد أمريكا إلى أنه لا يوجد جنود أمريكيون فى أوكرانيا، ولا نية للعدول عن سياسة عدم التورط المباشر فى الحرب هناك. وأن الجنود الأمريكيين فى أوروبا موجودون فقط داخل دول «الناتو». الأخطر كان فى اليوم التالى حين أشار بايدن الى الرئيس الروسى مؤكداً أنه «لا يمكن لهذا الرجل أن يبقى فى السلطة». وكان ذلك يعنى أن هناك قراراً أمريكياً بإسقاط بوتين، وأن هدف الحرب تغيير السلطة فى روسيا.. ومرة أخرى كان على البيت الابيض والإدارة الامريكية ان تحاول الخروج من المأزق، وأن تؤكد لموسكو أن بايدن لا يقصد ذلك على الإطلاق، وأنها مجرد «زلة لسان» أو خطأ فى التعبير يحدث كثيراً من بايدن. ستمر الأزمة وإن كانت ستترك آثارها، ولكن هل هذا هو وقت يناسب هذه الأخطاء أو يتحمل «زلات اللسان» التى قد تفتح على العالم أبواب الجحيم؟!