لا شىء غامض أو مستتر بالنسبة للنوايا أو الأهداف فى الحرب المشتعلة الآن على الأراضى الأوكرانية، حيث النوايا واضحة والأهداف مُعلنة منذ اليوم الأول لبدء الغزو واندلاع القتال، بل وقبل ذلك أيضا حيث اعلن كل طرف عن نواياه دون مواربة وحَدَّد أهدافه دون غموض. الجانب الروسى كان صريحًا وواضحًا فى تحديد موقفه قبل الغزو ليس بعدة أيام أو أسابيع أو شهور ولكن بعدة أعوام، حيث أعلن عدة مرات موقفه الرافض لتحويل أوكرانيا إلى مصدر تهديد لأمنه القومى، من خلال نشر العديد من الأسلحة الاستراتيجية ومنصات الصواريخ التابعة لحلف الناتو على أراضيها. والرئيس بوتين ومعه كل المسئولين الروس أكدوا منذ سنوات، ومن قبل عام 2014، رفضهم التام لكل المحاولات الغربية لتحويل أوكرانيا إلى ترسانة أسلحة تُهدد الأمن القومى الروسى، وطالبوا طوال تلك السنوات بأن تتم إزالة هذه الأسلحة وعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وأن يتم التوافق أن تكون أوكرانيا دولة محايدة منزوعة السلاح، مع اعترافها بشبه جزيرة القرم تابعة للدولة الروسية. هذا هو مُجمل المطالب الروسية قبل حشد قواتها على الحدود نهاية ديسمبر العام الماضي، وقبل بدء الغزو فجر اليوم الثامن عشر من فبراير الماضى، وهى أيضا الأهداف المُعلنة للغزو، والشروط التى تطالب بها فى المفاوضات الجارية الآن مع أوكرانيا لوقف القتال. وعلى الجانب الآخر يصر الطرف الأوكرانى على رفض هذه المطالب، ويؤكد مدعومًا من الجانبين الأمريكى والأوروبى حقه كدولة ذات سيادة فى اتخاذ قراراته بنفسه، ورفضه الإذعان للمطالب الروسية،...، ويطالب بالانسحاب الكامل للقوات الروسية من كل الأراضى الأوكرانية. فإذا ما أضفنا إلى ذلك ما تعلنه أمريكا والدول الغربية من دعمها الكامل للموقف الأوكراني، ومدَّها بالسلاح ورغبتها المُعلنة فى تحويل المواجهة الأوكرانية للغزو الروسى إلى حرب شوارع،...، لوجدنا أن الهوة مازالت واسعة بين الجانبين، وأن الأمل فى التوافق على وقف القتال مازال بعيدًا، وأن الغزو مستمر حتى إشعار آخر.