الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
وزير الري لوفد أفريقي: مصر لجأت لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي لمواجهة فجوة الاحتياجات المائية
مصادر: القائمة الوطنية من أجل مصر تقدم أوراق ترشحها لخوض انتخابات مجلس الشيوخ
الضرائب: تمهد الطريق أمام المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لتحقيق طفرة في النمو
«المشاط» تتابع مع البنك الأوروبي خطوات الاستفادة من برنامج خفض الانبعاثات بقطاع الصناعة
مبعوث ترامب للشرق الأوسط : نقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل انخفضت إلى واحدة فقط
مرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تخطط لاحتجاز سكان غزة قسرا في معسكر اعتقال فوق أنقاض رفح
رئيس الوزراء الصيني: نحرص على بذل الجهود للتعاون مع مصر في كافة المجالات
ليفربول يحدد شرطه لبيع دياز
عودة التواصل تدريجيا في الخدمات المرتبطة بالإنترنت والاتصالات في المنيا
ختام هادىء لامتحانات الثانوية الأزهرية بمطروح
«الداخلية»: ضبط 323 قضية مخدرات و196 قطعة سلاح وتنفيذ 83 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة
«حدوتة حب مصر».. قصور الثقافة تحتفي بمسيرة أحمد منيب بحضور أبنائه غدًا
ولي العهد السعودى يؤكد لوزير الخارجية الإيراني دعم المملكة لحوار تسوية الخلافات
انتظام العمل بالبنوك وتقديم الخدمات المصرفية حتى 5 مساء
عودة خدمات فوري إلى كفاءتها التشغيلية بعد حريق سنترال رمسيس
وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع اللجنة العليا للأسر البديلة الكافلة
لاول مرة مساعد رقمى يتنبأ بالخطر بالمحطات النووية قبل وقوعه ب30 دقيقة
الجدول الزمنى لإجراء لانتخابات الشيوخ مع بداية خامس أيام تلقى أوراق الترشح
دليل اختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة.. مكتب التنسيق يوضح كيفية التسجيل.. محظورات خلال أداء الامتحانات.. و7 خطوات لسداد الرسوم
علاء فاروق: صندوق التكافل ركيزة أساسية لدعم صغار المزارعين
وزير الإنتاج الحربي يستقبل محافظ جنوب سيناء لبحث تعزيز التعاون المشترك
مبيعات فيلم ريستارت تصل إلى 676 ألف تذكرة في 6 أسابيع
بالأسماء، تعيينات قيادات جديدة بكليات ومراكز جامعة القاهرة
كارثة داخل غرفة العمليات في المغرب، أطباء يرقصون على أنغام الشعبي أثناء عملية جراحية (فيديو)
طب قصر العيني تستضيف الامتحان الإكلينيكي للزمالة المصرية في تخصص الأنف والأذن والحنجرة
فيديو.. السفير حسام زكي: حزب الله ارتكب خطايا كبيرة ولا يمكن تناسي إساءاته
هربا من الحر للموت.. وفاة طالبين غرقًا داخل ترعة في قنا
إحباط ترويج ربع طن مخدرات ب34 مليون جنيه| صور
ارتياح بين طلاب الأزهر بالفيوم بعد امتحان التفسير: 'نهاية هادئة لماراثون صعب"
الاستماع لأقوال شهود عيان لكشف ملابسات مقتل سيدة على يد طليقها بأكتوبر
مصرع طفلة أسفل عجلات سيارة في الشرقية
سول تعيد 6 صياديين من كوريا الشمالية إلى بلادهم بعد إنقاذهم في البحر
ارتفاع في الطماطم.. أسعار الخضار اليوم الأربعاء في أسواق مرسى مطروح
انطلاق منافسات تتابع الناشئين والناشئات ببطولة العالم للتتابعات للخماسي الحديث
ما بين السينما والدراما.. نجوم في بلاتوهات التصوير
الثانية هذا العام.. محمد عساف يكسر صمته الغنائي في ليلة من أجل غزة بمهرجان قرطاج الدولي
9 يوليو 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع اليوم
أوكرانيا: روسيا أطلقت 728 طائرة مسيرة و13 صاروخا خلال الليل
تشغيل وحدة القسطرة القلبية بمستشفى طنطا العام وإجراء 12 عملية
وزير الصحة يبحث مع المدير الإقليمي للصحة العالمية التعاون في ملفات المبادرات والتحول الرقمي
مدرب الزمالك السابق يحذر الإدارة من التسرع في ضم نجم بيراميدز: "تحققوا من إصاباته أولًا"
تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. مؤشرات كليات ومعاهد دبلوم سياحة وفنادق
60 فيلمًا و120 مسرحية.. ذكرى رحيل عبد المنعم مدبولى في كاريكاتير اليوم السابع
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا
اغفروا لها هذا الخطأ.. «ليزا نيلسون» تقبل اعتذار مها الصغير
بعد تجديد رونالدو.. عرض من النصر السعودي لضم وسام أبو علي (تفاصيل)
دعاء الفجر| اللهم ارزقني الرضا وراحة البال
الاتحاد المنستيري يرفض استعادة الجفالي.. والزمالك يتحرك لإعارته وتوفير مكان للاعب أجنبي
البابا تواضروس الثاني يلتقي الدارسين وأعضاء هيئة تدريس الكلية الإكليريكية بالإسكندرية
الخارجية الإيرانية: تلقينا رسائل من واشنطن للعودة إلى المفاوضات
بعد ترميمهما.. وزير السياحة ومحافظ القاهرة يفتتحان قبتين نادرتين بالفسطاط
الفيفا يفتتح مكتبا داخل برج ترامب استعدادا لمونديال 2026
الرمادي يفجر مفاجأة بشأن طلب مشاركة زيزو في نهائي الكأس
مدرب الزمالك السابق: يجب أن نمنح جون إدوارد الثقة الكاملة
غالبًا ما تمر دون ملاحظتها.. 7 أعراض خفية لسرطان المعدة
أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة
أمينة الفتوى: «النار عدو لكم فلا تتركوا وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم»
ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الشرطة تنقذ طفلًا قبل ذبحه وتقديمه قربانًا للجن
على عتبات مقبرة أثرية بالشرقية..
أخبار الحوادث
نشر في
بوابة أخبار اليوم
يوم 27 - 02 - 2022
إسلام عبدالخالق
يظل التنقيب عن الآثار وما يدور حوله ويقود إليه؛ جريمة بكل الأعراف والقوانين، لكن ما يتخطى حدود تلك الجريمة ما يزعمه عدد من الدجالين وأهل الشعوذة بوجود جان أو قبيلة من الجن تحرس المقبرة المنشودة وتحول بين فتحها واستخراج الكنز، وبين هذا وذاك يُقنع الدجال ضحيته من راغبي الثراء السريع بضرورة البحث عن ضحية أخرى؛ يكُون في الغالب طفل صغير بريء لأجل إخضاعه لطقوس وتعاويذ وطلاسم تنتهي بذبحه على باب المقبرة قربانًا لمن يحرسونها من جان، في أكاذيب قد تظن لوهلة أنها جزء مما يدور على شاشة السينما يومًا ما، لكنها للأسف واقع وفعل وحديث واتهام رسمي دارت رحاه داخل إحدى القرى الواقعة شرق محافظة الشرقية.. وإلى التفاصيل.
على بُعد أمتار من مدخل قرية الدميين التابعة لدائرة مركز شرطة فاقوس بمحافظة الشرقية، انتقلت عدسة «أخبار الحوادث» إلى منزل «السيد منصور الحبالي» الرجل البسيط الذي تخطت أعوام عمره العقود الخمسة، الذي عاش حياة هادئة يشهد بها الجميع من أهل البلدة، لكن الهدوء تحول إلى هلعِ ورعب قبل نحو أربعة عشر يومًا؛ بعدما فوجئ السيد بنجله الطفل «محمود» الذي بالكاد بلغ عامه الخامس عشر، يُهذي بعباراتٍ غير مفهومة، يتحدث بأحاديث تحوي كلماتٍ لم تسمع بها الأسرة أو يتفوه أفراد أسرتها بأيٍ منها من قبلْ، على شاكلة: «مقبرة – آثار – دولارات»، وكانت الطامة الكبرى فوق ذلك ما ظل يتردد على لسان الفتى سواء كان مستيقظًا أو نائمًا يُهذي بما يؤكد وجود ثمة كارثة بقوله: «أنا هموت»!
ميه «معكرة»!
بدأت الأمور بنهاية امتحانات الطفل «محمود» في ختام أيام امتحانات الفصل الدراسي الأول بالشهادة الإعدادية؛ إذ كان الفتى رفقة جاره وزميله «علاء»، لكن ما أن غادر الاثنان المدرسة حتى فوجئء الفتى بزميله يُطالبه أن يذهب رفقته إلى مسكن الأسرة لأجل شيءٍ ما، وهناك جلس «محمود» بعدما أغراه الجيران بإحدى الألعاب الإلكترونية قبل أن يجلبون إليه وجبة «محشي» تبعها تقديم كوب من المياه التي وصفها الطفل ل«أخبار الحوادث» ب «المياه المعكرة التي كانت تحتوي على طلاسم وأوراق»، شربها محمود وتبدل حاله إلى النقيض، ليغفو وقتًا لم يعرف مداه قبل أن يستيقظ ليجد نفسه جالسًا في منزل جيرانه ووجهه ورأسه مُغطى ب«طرحة» كما لو كانت غمامة، أزالها الفتى ليفاجأ بما حدث ودار، ولا يذكر منه سوى خيالات بينها رؤى عن مقبرة وآثار وكنز.
عاد الفتى إلى منزله مُغيب تمامًا ومتبدل الأحوال، إذ بدا عصبيًا ثائرًا على خلاف طبيعته الهادئة، في أمورٍ وصفتها والدته «سحر» بأن ابنها كان كما لو أنه قد تبدل وتغير ولم يكن هوَّ بطباعه الهادئة، قبل أن تشير إلى أن ليلتها مرت الأمور طبيعية لم يقطع هدوئها سوى عبارات كان يُهذي بها الطفل أثناء نومه ويتحدث عن آثار ومقبرة وأنه سيموت، في سجالٍ وصل مداه إلى أن الصغير أخذ في الانزواء بعيدًا عن سماع القرآن والمياه النظيفة.
مر اليوم وفي صبيحة التالي رافق الابن أباه ذاهبين إلى مسجد القرية لأجل صلاة الجمعة، لكن ما هي إلا لحظاتٍ فصلت بين رفع الآذان حتى فوجئ الأب بنجله يُصيح ويصرخ بعباراتٍ بدأها بالدعاء لمصر وأهلها وختمها بلعناتٍ وسباب آثار استياء جميع من في المسجد، قبل أن ينام الصغير بجانب حائط المسجد، لكنه أعاد الكرة فور إقامة الصلاة ليُهرول خارج المسجد إلى منزله دون انتظار الصلاة أو تأديتها.
قربان
عاد الأب إلى منزله بملامح ملؤها الحزن والوجوم على تبدل حاله، قبل أن يتذكر ما تفوه به صغيره قبل أن يدخل في نوبة هياجه الأولى حين طلب منه الذهاب إلى المنزل لجلب سترته «الجاكت»، وكيف عاد بعد ذلك إلى المسجد واهتاج وحدث ما حدث، وتحدث الأب مع نجله يستفسر منه عما حدث، ليفاجأ بأن الفتى ذهب إلى جيرانه لا إلى المنزل قبل الصلاة، وحين استوضح منه السبب أخبره بأنه كان لديهم ليلة أمس فور انتهاء امتحاناته.
بدأ الأب يربط بين خيوط ما حدث ورآه وتغير في أحوال نجله وبين زيارته منزل جاره «مصطفى» رفقة نجل الجار «علاء»، وبين هذا وذاك كانت زيارة «كريمة» زوجة جاره إلى منزل الأسرة تُحدثهم عن تعرض الطفل إلى نوبة هلع إثر سقوط بابٍ حديدي في المنزل، في حديث لم يكُن ليُقنع طفلًا صغيرًا -بحسب رواية لأب- الذي أكد على أنه ظن في البداية أن فتاه قد يكون تعرض إلى مس جراء صراخ في دورة مياه أو ما شابه، وأنه قد ذهب به إلى أحد المشايخ ليُخبره الأخير بأن نجله قد شرب مياه تحتوي على طلاسم وتعاويذ وكان يُعد ليتم ذبحه قربانًا لفتح مقبرة أثرية.
استقبل الأب رواية الشيخ بضحكاتٍ غير مُصدقٍ، لكن روايه تكررت على يد وزيارة مشايخ آخرين وصل عددهم الإجمالي إلى سبعة من المشايخ -وفقًا لحديث الأب- أكدوا جميعًا على أن الطفل كان على وشك الذبح وتقديمه قربانًا لأجل فتح مقبرة تحتوي على آثار.
رحلة «محمود» مع ما تعرض له لم تخلو من الهذيان بعباراتٍ تشير وتؤكد رواية الأب والمشايخ؛ إذ كان يتحدث دومًا عن أنه سيموت وأن هناك دولارات وكنوز وآثار ومقبرة، لكن ما سبق لجوء الأسرة إلى المشايخ كان غريبًا كل الغرابة؛ بعدما امتنع الفتى عن الطعام والمياه لمدة ثلاثة أيام، تخللتها فترات كان يدخل خلالها دورة المياه ويغسل وجهه بالمياه النجسة الموجودة في قاعدة دورة المياه، فضلًا عن عادة لا تقل غرابة عما اعتاد فعله بأن يبصق في يديه ويمسح وجهه بمياه البصاق، وبين هذا وذاك بعبارات تهديد ووعيد يوجهها لكل من يقترب له ويصرخ ليلًا صرخات يسمعها الجيران ويتحدثون عنها على الدوام حتى باتت سيرة الفتى وما تعرض له ويفعله مثار الحديث بين جميع أهل البلدة، جنبًا إلى جنب مع مع ذكرته والدة الطفل كذلك عن أن نجلها كان يحمل سكاكين المنزل ويُهدد إخوته وكل من تراه عيناه.
الإنقاذ
لاذت الأسرة برجال الأمن بعدما تخطى الأمر حد الاحتمال، إذ تلقى اللواء محمد والي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية في مديرية أمن الشرقية، يفيد بشأن ما تبلغ ل العقيد محمد فؤاد، مأمور مركز شرطة فاقوس، من أسرة الطفل محمود السيد منصور الحبالي، 15 عامًا، طالب بالصف الثالث بالمرحلة الإعدادية، مُقيم في قرية الدميين التابعة لدائرة مركز شرطة فاقوس؛ يتهمون فيه كلًا من: «مصطفى م ص ال» وزوجته «كريمة أ ال» ونجلهما «علاء» وشقيق الزوج «إبراهيم»، جيرانهم في القرية، بتعريض حياة طفلهم للخطر وسقايته مياه تحتوي على طلاسم وتعاويذ، بغرض ونية استخدامه ك«قربان» لفتح مقبرة أثرية بنطاق ودائرة مركز شرطة فاقوس، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1258 إداري مركز شرطة فاقوس لسنة 2022.
جرى ضبط المتهمين الأربعة، وبالعرض على جهات التحقيق في مركز شرطة فاقوس قررت عرض الطفل على الطب الشرعي لبيان حالته، وأمرت بحبس الزوجين وشقيق الزوج على ذمة التحقيقات، مع إخلاء سبيل المتهم الرابع (الطفل علاء) كونه حدث لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره.
وهم طلاسم.. وقرابين الكنوز
.. كأنها حمى محمومة تدفع البعض منا إلى البحث عن الآثار؛ فيلجأون إلى الدجالين والمشعوذين بزعم الوصول إلى الكنوز وبالتالي يحصلون على الثراء السريع، ومن أجل هذا ينفذون ما يطلبه منهم الدجالون، منها استخدام القرابين البشرية خاصة فئة من الأطفال حيث يطلق عليهم السحرة والمشعوذون «هم من سلالة الجن» الذي يشترط السحرة العثور عليهم وذبحهم ك قرابين لفك الطلاسم الموجودة على المقابر واستخراج الكنوز من داخلها، وهو ما تسبب بسبب هذه الخرافات في مقتل عشرات الأطفال، أملا في العثور على الكنوز.
واقعة الطفل «محمود» لم تكن الأولى في تاريخ محافظة الشرقية؛ إذ سبقتها واقعة لم يُكشف النقاب عن سببها سوى بعد مرور الواقعة بعدة أشهر، بعدما قُتل الطفل «عوض» الذي بالكاد أتم ربيعه الثالث في الحياة، على يد خمسة من جيران أسرته في قرية بساتين الإسماعيلية التابعة لدائرة مركز شرطة بلبيس، في واقعة أشارت أصابع الاتهام وحديث الجيران ومصادر مقربة من اسرة الطفل إلى أن المتهمين أقدموا على التخطيط وتنفيذ جريمتهم لأجل استخدام دماء الصغير في البحث عن الآثار، بل وتقديم روح الطفل قربانًا للحصول على الكنز الأثري المزعوم، في جريمة انتهت بالقبض على المتهمين الذين أنهوا حياة الصغير، وساق القدر أسرته للعثور على جثته أعلى سطح بيت المتهمين، ليتم الزج بالمتهمين الخمسة خلف القضبان بتهمة القتل، في قضية لا تزل قيد التحقيق وتحت أنظار القضاء الذي لم يفصل فيها بعدْ.
بعيدًا عن الشرقية، وفي اقصى صعيد مصر، وبالتحديد داخل حواري وأزقة قرية دشلوط التابعة لدائرة مركز شرطة ديروط بمحافظة أسيوط، وقعت جريمة مشابهة لا تقل رعبًا عن مثيلاتها؛ إذ فوجيء أهل الطفلة حبيبة التي بالكاد تخطت ربيعها الثاني في الحياة، باختفاء طفلتهم في ظروف غامضة، وبعدها بنحو أربعة عشر يومًا كانت الطامة الكبرى حين عُثر على الصغيرة جثة هامدة داخل چوال مُلقى أمام منزل قديم مملوك لأحد أفرد أسرتها، وبعد فحص وتمحيص أشارت أصابع الاتهام والتحريات السرية لرجال المباحث الجنائية إلى أن وراء ارتكاب الواقعة وقتل الطفلة؛ سيدتين الأولى تُدعى ع والثانية أ، والمفاجأة أنهما من أقارب الطفلة المجني عليها، وعلى الفور جرى ضبطهن وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات أكدن؛ الجريمة وأنهما قد تعاونتا كلٍ منهما مع دجال، وسط تأكيد على أن الأخير (الدجال) قد طلب ذبح طفلة صغيرة لتقديمها قربانًا للجن الذي يحرس المقبرة، فضلًا عن طلبه معاشرة إحدى السيدتين جنسيًا، بزعم أن الجن هوَّ من يرد ذلك، فيما أفادت التحقيقات وقتذاك بأن المتهمتين قد استدرجتا الطفلة المجني عليها إلى مكان المنزل، وهنا ذبحوها على باب المقبرة المزعومة، وحين انتهت المراسم وطال انتظار فتح المقبرة تبين كذب الدجال فتخلصت المتهمتين من الطفلة بوضعها في چوال وتركها بمكان العثور عليها.
من أسيوط إلى محافظة الجيزة؛ حين أقدم أحد الأشخاص على الخلاص من طفلته وذبحها بزعم تقديمها قربانًا للجن، والسبب كان واحدًا وهوَّ العثور على كنز وفتح مقبرة أثرية دله عليها أحد الدجالين، في جريمة دفعت حياتها الطفلة التي لم تُكمل ربيعها السادس، وراحت ضحية طمع أب لم يُقدر معنى الضنا، وحينذاك تكشفت أستار الجريمة وقتما فوجئت والدة الطفلة المجني عليها بأهالي منطقة الصف يُبلغونها بأن الاب سيقتل ابنته، وهرولت الأم رفقة الجميع نحو مكان الأب ليجدوه قد نفذ جريمته والطفلة كانت جثة هامدة ودماؤها تسيل على باب الكنز المزعوم.
أغرب القضايا وقعت قبل أكثر من سبعة عشر عامًا، ولا تزل عالقة في الأذهان؛ حين استيقظ أهالي عزبة شمس الدين التابعة لدائرة مركز شرطة بني مزار بمحافظة المنيا على مذبحة راح جرائها 3 أسر في ثلاثة منازل بالقرية، إذ أنهى المتهم حياة عشرة أشخاص في غضون ساعتين ونصف الساعة، ولم يكتفِ بالقتل وحده بل مثلَّ بجثت المجني عليهم وقطع أعضائهم التناسلية، ووقتها أفادت التحريات بأن المتهم قد قتل رب المنزل وزوجته وطفلهما، ثم انطلق نحو المنزل الثاني ليقتل محاميً شابًا ووالدته، واختتم مذبحته حيث توجه إلى المنزل الثالث وقتل مدرس وزوجته وطفلتهما.
غياب الوعي والتعلق بالخرافات
..هذه الخرافات التي يذهب ضحيتها أطفال أبرياء، ماذا يقول عنها أساتذة التحليل النفسي؟!
يقول الدكتور عبدالله عسكر، أستاذ التحليل النفسي بكلية الآداب جامعة الزقازيق وعميد كلية الآداب سابقًا؛ إن غياب المعرفة العلمية والثقافة العلمية والمنطق هو ما يدفع الناس إلى التصديق في الأساطير والأوهام وأن هناك عالمًا خفيًا تحت الأرض من كنوز وما على شاكلتها له حراس وجن وغيرها من تلك الخرافات.
وأشار عسكر، خلال حديثه ل«أخبار الحوادث»، أن تلك الاوهام والخرافات والتصديق فيها بمثابة قضايا العاجزين؛ لافتًا إلى أن كل شخص يعمل ومُنتج سعيد جدًا لأنه يعلم أساس ماله وأنه كلما زاد عمله زاد ماله، عكس من يُصدق في تلك الخرافات ويقتنع بكلام الدجالين ومن على شاكلتهم بأن هناك كنوزًا ومقابر تحتاج إلى قرابين وأعمال سحر لفتحها، قبل أن يؤكد على أن تلك الأمور حيلة للكسب السريع دون الأخذ بأسباب الرزق، وعلى رأسها العمل.
ويرى أستاذ التحليل النفسي؛ أن الأفكار السحرية تصبغ الشخصيات غير الناضجة، والمقصود بعدم النضوج هنا لا علاقة لها بالعلم، لكنه نضوج فكر وثقافة، مشيرًا إلى أن اللا وعي عند الشخصيات غير الناضجة هو من يتحكم فيهم ودومًا خلف ذلك شخصيات أنثوية؛ نظرًا لاقتناع وتصديق النساء في تلك الأمر أكثر من الرجال وسهولة اقتناع النساء بأمور الدجل والشعوذة وغيرها من الخرافات، قبل أن يؤكد على أنه كلما فرغت الشخصية من الكفاءة كلما غطتها الأوهام، وأن هناك فئة كبيرة تؤمن بذلك دون السعي لتسليح أنفسهم بالعلم والمعرفة، وهي مشكلة التفكير الغيبي والتفكير القاصر لوجود فجوة روحية دائما في تلك الشخصيات تدفعهم إلى التعلق بالخرافات والأوهام.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الدم والنار يحكمان مافيا التنقيب عن الآثار
بناء على طلب الدجال.. ذبح ابنة أخيه القعيدة في سوهاج قربانًا للجن «حارس الكنز»
حكايات| التنقيب «الدموي» عن الآثار.. قرابين بشرية ومطالب جنسية ل«الأسياد»
تقديم أطفال الصعيد «قرابين» لإرضاء «الجن» الحارس للمقابر الأثرية
الباحثون عن الكنز يذبحون الأطفال قربانًا للجن
أبلغ عن إشهار غير لائق