هم ملح الفن ومقبلاته.. بدونهم لا يستقيم العمل الفنى سواء كان دراميا او تليفزيونيا.. لا غنى عنهم فى أى عمل سينمائى.. تجدهم فى شكل مجموعات على بعض مقاهى القاهرة فى انتظار «الريجسير» لكى يأخذهم الى العمل الفنى مقابل حفنة من الجنيهات.. ليس لديهم نقابة تجمعهم ولا كيان يدافع عن حقوقهم.. محرومون من أبسط أنواع الخدمات سواء كانت معاشات أو تأمينا صحيا.. ومع ذلك يؤدون عملهم الفنى بكل حب . مخلصون فى أداء أدوارهم أمام الكاميرا وفى الحياة مع أسرهم .. يعشقون الفن رغم أدوارهم الثانوية أمام أبطال لمعت أسماؤهم فى سماء الفن .. إنهم الكومبارس ..هذه الفئة الفنية التى تعانى التهميش خلف الكاميرا وأيضا فى شتى أنواع المجالات فى الحياة .. «الأخبار» قررت فتح ملف الكومبارس فى مصر للوقوف على معاناتهم ومشاكلهم لنقلها الى المسئولين عبر السطور القادمة. من يدافع عن الكومبارس فى مصر ؟ وهل لهم كيان يجمعهم ويوحدهم ويدافع عن حقوقهم ؟وكم يبلغ عددهم ؟ ولماذا دائما هم فى الصفوف الثانية خلف أبطال العمل الفنى؟ وماهى اهم مشاكلهم ؟ ومتى يتغلبون عليها وعلى النظرة الدونية لهم من قبل المجتمع ككل واهل الفن بصفة خاصة ؟؟ أسئلة كثيرة تتطلب اجابات قاطعة طرحناها عن المسئول الاول عن الكومبارس فى مصر وهو ابراهيم عمران مؤسس جمعية الكومبارس ..والى نص الحوار : فى البداية نحب أن نتعرف على من هو إبراهيم عمران ؟ أنا ممثل مصرى أؤدى بعض الأدوار الثانوية فى المسرح والسينما والتليفزيون ودخلت عالم التمثيل عام 1977 وأنا الآن أبلغ من العمر 64 عاما ولازلت أمارس مهنتى بكل حب وشغف ، وقد عملت مع عمالقة السينما قرابة ما يقرب من 45 عاما متى تم تأسيس الجمعية العامة للكومبارس؟ وما هو دورها ؟ وكيف جاءت فكرة التأسيس؟ تم تأسيس تلك الجمعية عام 2011 وقد تحركت لتأسيسها مع مجموعة من الزملاء بعد تعرض فتاة كومبارس للاغتصاب اثناء عودتها الى منزلها ليلا بعد الانتهاء من التصوير وقد تعرضت تلك الفتاة الى القتل ايضا بعد اغتصابها على يد مجموعة خارجة على القانون لذلك فكرت فى انشاء كيان يحمى الكومبارس فى مصر ويدافع عن حقوقهم ويساهم فى توفير فرص عمل لهم فى الادوار الفنية المختلفة خاصة وأنهم يعملون ساعات طويلة وفى نهاية اليوم يتحصلون على ملاليم كم يبلغ عدد الكومبارس فى مصر ؟ يوجد فى مصر ما يقرب من 7 آلاف كومبارس. لماذا حتى الآن لم يتم إنشاء نقابة للكومبارس فى مصر؟ للأسف المشروع لم يكتمل بعد فقد عرضت هذا الأمر على الفنان القدير فريد شوقى ووعدنى بالسعى فى انشاء نقابة للكومبارس ولكنه توفى قبل أن يتحول الحلم الى حقيقة نفس الأمر حدث مع السينمائى والكاتب والسيناريست القدير ممدوح الليثى ولكن توفاه الله قبل أن يكتمل مشروع نقابة الكومبارس وبالطبع مشروع انشاء نقابة يحتاج الى دعم مالى ومادى كبير نحن لا نستطيع الوفاء به ككومبارس. ما أهم المشكلات التى يعانى منها الكومبارس ؟ أول المشاكل هو زيادة عدد ساعات العمل حيث يعمل الكومبارس قرابة 18 ساعة فى اليوم ويأخذ مقابل ذلك من 100 إلى 150 جنيها فى حين يتقاضى أبطال العمل الملايين من الجنيهات فضلا عن مشكلة السماسرة التى ظهرت فى الآونة الأخيرة حيث يحصل السمسار على نسبة كبيرة من أجر الكومبارس نظير اشراكه فى أحد الأعمال الفنية فضلا عن النظرة الدونية للكومبارس من باقى فريق العمل الفنى حيث الجميع ينظر له على انه مواطن من الدرجة الثانية ليس له أى حقوق. بعض الكومبارس يتهمون هذه الورش الفنية بأنها سبوبة وليس اكثر؟ بالفعل هناك بعض الريجيسير او القائمين على جمع الكومبارس ينظمون ورش فنية من اجل الحصول على المال فقط من المشتركين حيث يدفع المشترك ما يقرب من 20 ألف جنيه فى الورشة الواحدة وقد يتعرض المشترك للنصب ولا يقوم الريجيسير بتشغيله بعد ذلك فى أى أدوار فنية. ما هى أهم مطالب الكومبارس من الدولة ؟ نطالب الدولة بإنشاء نقابة تحمى الكومبارس من السماسرة وتجلب حقوقهم وتحافظ عليها سواء من معاشات او تأمين صحى او صندوق زمالة او اسكان او غيرها من الخدمات المعهودة التى تقدمها مختلف النقابات لاعضائها ، فنحن ككومبارس محرومون من تلك الخدمات لانه باختصار ليس لدينا نقابة. لماذا لا يندرج الكومبارس تحت مظلة نقابة التمثيليين ويلتحقون بها ؟ تحدثت فى هذا الأمر مع د.أشرف ذكى نقيب التمثيليين وأكد لى أن هذا الموضوع فى غاية الصعوبة حيث قال لى « هل يتساوى الكومبارس بخريج المعهد»!.
