تُبنى العلاقة الزوجية على الثقة المتبادلة والوضوح الذى يسوده جو من الحب والتفاهم، أما أسس الحياة الصحية السليمة فهى احترام كل شريك للآخر لتكوين علاقة سوية، ولكن قد تتسبب الغيرة فى تعكير صفو هذه الحياة، فعلى الرغم من كونها مطلوبة وتعتبر «بهارات» الحب إلا أنها إذا زادت عن الحد تسببت فى مشاكل لا حصر لها. تقول د.شيماء عراقى استشارى إرشاد أسرى وتعديل السلوك: إن الغيرة المعتدلة سلوك طبيعى وغريزة صحية يتولد من خلالها مشاعر الحب وتجدد العلاقة بين الزوجين، ولكن حينما تتخذ الغيرة شكلا مختلفا فتتحول العلاقة من حب إلى ساحة نزاع ومراقبة وشك فى كل التصرفات.. وتابعت: الغيرة المرضية تجعل الحياة على صفيح ساخن طوال الوقت، ولا تكون من طرف واحد بل يكون الزوجان شريكين فيها، فتتحول من حياة صحية آمنة إلى حياة غير مستقرة تبدأ بالغيرة وتنتهى بالشك الذى يهدد الاستقرار النفسى للطرفين وربما تنتهى العلاقة بالانفصال وهدم الحياة الزوجية، بل وتزيد إلى العنف بين الزوجين سواء على العنف اللفظى أو العنف الجسدى.. ووصل الأمر فى بعض الحالات إلى شك بعض الأزواج فى سلوك الطرف الآخر دون التحقق من تلك الشكوك التى تفسر كل التصرفات بالخيانة والغدر وربما يخطئ الزوجان فى تفسير سلوكيات بعضهم، وخاصة إذا كانت الزوجة تعمل فى بيئة عمل مشتركة مع زملائها ويكون هناك اتصال دائم بحكم طبيعة العمل. وأشارت عراقى إلى أن الغيرة قد تحدث أيضا بسبب السوشيال ميديا والعلاقات فى العالم الافتراضى وتكون سببا رئيسيا فى افتعال المشاكل الزوجية وفقدان الثقة بينهم. كما أن المفهوم الخاطئ بين الزوجين بفكرة الامتلاك وحب التملك والاستحواذ على الطرف الآخر يزيد الفجوة بين الزوجين وتنتهى لغة الحوار بينهم ويفتقد الطرفان للحياة المستقرة الهادئة.. ونصحت بوجود ضوابط من أجل التحكم فى تلك الغيرة المرضية وعلاجها منذ بداية العلاقة ليضع كلا الزوجين ميثاقا بينهم مبنيا على التفاهم وعدم كتمان أى أمر والمناقشة والمشاركة فى كل جوانب الحياة لإعادة التوازن فى العلاقة بينهما لتكون الحياة مستقرة هادئة تجعل الأزواج أكثر أمنا وسعادة.. وتصبح لغة الحوار بينهما أقل توترا وأكثر حرية فى اتخاذ القرارات التى تساعدهما على استمرار العلاقة الزوجية بشكل صحى ومتوازن. إقرأ أيضاً|حمام التلات | لتكونى ملهمة.. اطلقى طاقة الأنوثة داخلك
