«رايتس ووتش»: إثيوبيا تحتجز الآلاف بشكل غير قانوني

نيروبى - وكالات الأنباء:
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش فى تقرير لها اليوم إن السلطات الإثيوبية احتجزت بشكل غير قانونى آلاف الإثيوبيين المتحدرين من إقليم تيجراى وارتكبت تجاوزات فى حقهم. وكان هؤلاء التيجرانيون من بين عشرات الآلاف من المهاجرين الإثيوبيين الباحثين عن عمل وتم ترحيلهم إلى بلادهم قبل عام. وسُجلت هذه التجاوزات العرقية وسوء المعاملة ضد المهاجرين العائدين إلى وطنهم بينما تشهد منطقة تيجراى منذ نوفمبر 2020 نزاعا مسلحا بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وبين جبهة تحرير تيجراي.
وقالت «هيومن رايتس ووتش» إنها أجرت مقابلات مع عدد من هؤلاء. وأكدت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أن تيجيرانيين عُزلوا واحتجزوا لدى وصولهم إثيوبيا ومُنع آخرون من العودة إلى تيجراى بعد التعرف عليهم أثناء عمليات تدقيق فى الهويات على الطرق أو فى المطارات، ثم نُقلوا إلى مراكز احتجاز.
وقالت ناديا هاردمان الباحثة فى حقوق اللاجئين والمهاجرين فى المنظمة إن السلطات الإثيوبية اضطهدت هؤلاء عبر احتجازهم بشكل غير قانونى وعبر تنفيذ عمليات اختفاء قسري. وروى عدد من الذين تم اعتقالهم من التيجرانيين أنهم تعرضوا لأعمال عنف، بينما قال آخرون إنهم اتهموا بالتواطؤ مع جبهة تحرير شعب تيجراي.
وقال اثنان من هؤلاء التيجرانيين للمنظمة إن الشرطة اقتادتهما مع رجال آخرين إلى مزارع البن حيث كان عليهم العمل فى ظروف رهيبة، من دون أجر ولقاء قليل من الطعام. ومُنع كثيرون منهم من الاتصال بأسرهم. وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن احتجاز السلطات الإثيوبية لآلاف التيجراى من دون إبلاغ عائلاتهم باعتقالهم أو موقعهم يعادل الاختفاء القسري، الذى يشكل أيضا انتهاكا للقوانين الدولية.
وفى نهاية 2021، دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إثيوبيا إلى إنهاء الاعتقالات التعسفية لمواطنيها على أسس عرقية. وتحدثت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان، الهيئة العامة المستقلة، عن اعتقالات واسعة النطاق لتيجرانيين. وأسفر الصراع فى تيجراى عن سقوط آلاف القتلى وتشريد أكثر من مليونى شخص وإغراق مئات الآلاف من الإثيوبيين فى ظروف تقترب من المجاعة، حسب الأمم المتحدة.
فى تلك الأثناء، نقلت وكالة رويترز للأنباء أمس عن أطباء فى مدينة ميكيلى عاصمة إقليم تيجراى قولهم إن العديد من الأرواح تٌزهق فى المستشفيات بسبب نقص الإمدادات الطبية والأدوية، الناتج عن الحصار الذى تفرضه الحكومة الإثيوبية على المنطقة ومنعها لدخول أى مساعدات، حيث لم تتلق أكبر مستشفى فى المدينة إمدادات جديدة منذ يونيو الماضي.