تخيلوا لو كان الراحل الكبير إبراهيم حجازى قد سمع وقرأ ، وهو يقاوم تبعات فيروس كورونا اللعين وتبعاته ، كل ما قاله وكتبه عنه الكثيرون من زملائه ومحبيه نعيا لرحيله الحزين وسردا لمآثره ومواقفه وسيرته العطرة ومواقفه الكبيرة .. وكلها مستحقة وواجبة .. ولكن تخيلوا مدى التأثير والدعم النفسي والمعنوى الذى كان سيقدم له وهو على فراش المرض بالمستشفي يعالج من مشاكل صحية صعبة رحمة الله عليه .. متهيأ لى على الأقل كان مات سعيدا وهو يرى جميل صنعه وثمار زرعه .. لماذا نبخل على الكبار فى حياتهم ولا نذكرهم هكذا إلا عند النعى والرثاء والبكاء .. يا سادة .. اذكروا محاسن أحيائكم . رحمكم الله .. رحيل العزيز الكبير إبراهيم حجازى وما كتب عنه من رثاء بحق نصير الكلمة وصاحب المواقف الشجاعة ، يعيدنا لما كان قد كتبه الأديب الكبير الراحل يوسف السباعى فى كتابه أرض النفاق وكتب الإهداء لنفسه ثم تلاه بقوله : « إنى أود أن أكرم نفسي وهى على قيد الحياة فلأشد ما أخشي ألا يكرمنى الناس .. إلا بعد الوفاة .. نحن شعب يحب الموتى .. ولا يرى مزايا فى الأحياء حتى يستقروا فى باطن الأرض .. إنى أريد كل شئ .. أريد ما بالدنيا وأنا فى الدنيا .. أما الخلود ..والذكرى والتاريخ فما حاجتى إليها وأنا عظام نخرة .. ما حاجتى لتقدير الأحياء وأنا بين الأموات « ؟!! نظرة فلسفية واقعية من السباعى. لكنها تستحق الاهتمام خصوصا لما يحتاجه كل من أعطى وأنجز لدعم نفسى ومعنوى يقويه على مواجهة متاعب الحياة وأنات المرض .. هل نتغير ونذكر محاسن أحيائنا خاصة من العظماء؟ ابراهيم حجازى ..الإنسان.. كان يستحق منا أن نسمعه الكثير عما يستحقه من تقدير وتكريم عن مواقفه فى دعم ومساعدة كل زميل يعرف عن مرضه أو أزمته .. لم ينس حتى وهو فى فراش المرض أن يهاتفنى موصيا على نجل زميل كبير يرغب فى مساعدته ووضعه على أول الطريق .. لم يكن يبخل أبدا على زملائه وأصدقائه وكل من يطلب منه خدمة أو مساعدة .. ابراهيم حجازى ، وعلى رأى يوسف السباعى ، كان يستحق منا أن يسمع كلمة شكر وحب وتقدير ودعم وثناء.. فى حياته ومرضه.. فلا تكرروا بخلكم على مزيد من أحيائكم الكبار .. ألف رحمة ونور على روحك الطيبة الطاهرة .. يا أستاذ.