كلية طب أسنان الجاموسة!!

فيض الخاطر

قال طلاب الفرقتين الأولى والثانية بطب الأسنان بجامعة دمنهور أمام المحكمة إنه لا توجد معامل بالكلية ولا تجهيزات وإن التدريب العملى على المناهج الدراسية يتلقونه على «أسنان الجاموسة»!!
محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، أصدرت حكمها بإغلاق الكلية وأمرت بتحويل الطلاب إلى كليات طب الأسنان بجامعات أخرى طبقاً للمعيار الجغرافى، فى أول تطبيق قضائى لقاعدة «الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف».
ما يعنينى فى قضية كلية طب - لامؤاخذة - أسنان الجاموسة، هو منطوق الحكم، المستشار الجليل يجلس قاعدة حاكمة بضرورة توفر مسوغات إقامة الكليات فى الجامعات ليستقيم قوام العملية التعليمية أولا وقبل قبول الطلاب..
ناهيك عن سؤال رئيس جامعة دمنهور، مستوجب سؤال المجلس الأعلى للجامعات، كيف هذا، كيف تمت الموافقة على كلية أسنان الجاموسة، هل تمت المراجعة قبل الموافقة؟!
حيثيات الحكم تؤسس لقواعد حاكمة فى تأسيس الكليات العملية، المستشار خفاجى يلفتكم إلى أن المعامل والمختبرات تمثل عنصراً هاماً وأساسياً فى نجاح العملية التعليمية فى كليات الطب قاطبة خاصة طب الأسنان التى تستلزم التأسيس المتكامل لمعامل ومختبرات نوعية حديثة ومتطورة تحتوى كافة الأجهزة والآلات والمعدات التى تمكن الطالب من التطبيق العلمى والعملى وتسلحه بالمهارات الحديثة التى تمكنه من الالتحاق بسوق العمل والمنافسة بقوة على المستويين المحلى والدولى، وما تؤدى إليه من تأسيس مستقبل مهنى واعد للطلاب.
ويحلق عاليا فوق رءوس السادة أعضاء المجلس الأعلى للجامعات، لقد تعارفت كليات طب الأسنان على وجود معمل متكامل حديث ومتطور لإنتاج التيجان والجسور مجهز بوسائل التكنولوجيا الحديثة لتصنيع أطقم الأسنان الثابتة والمتحركة وزراعة الأسنان.
وكذلك معمل المحاكاة (الرءوس الوهمية) التى تقدم للطالب فرصة لمحاكاة ما يتم تقديمه من علاج للمرضى، وذلك من خلال المجسمات الصناعية ويشمل هذا المعمل منظومة كاملة من أدوات الحفر وأجهزة التنظيف بالماء والهواء بما يماثل كل ما هو موجود فى «كرسى طبيب الأسنان»، فضلاً عن الأجهزة التى تهتم باختبار الخواص الفيزيائية والميكانيكية لمواد تعويضات الأسنان بالإضافة إلى المجسمات الصناعية لكيفية علاج جذور الأسنان وتمكن الطلاب من التدريب فى مجال تخدير الأسنان وجراحتها، وهو ما خلت منه جميعاً كلية طب الأسنان بدمنهور، وبدون تلك المعامل تصبح دراسة طب الأسنان هى والعدم سواء..
الرسالة كاشفة عن أحوال الجامعات الإقليمية، رسالة بعلم الوصول للدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي!