مازالت مناهج الصف الرابع الإبتدائي تستحوذ على الجزء الأكبر من جدل «جروب الماميز» على مواقع التواصل الاجتماعي والسبب يتمثل فى الصدمة التى تلقاها أولياء الأمور والطلاب بعد خروج المناهج الجديدة إلى النور وتطبيقها لأول مرة هذا العام ضمن خطوات تطوير المنظومة التعليمية. السبب الأساسى للصدمة يعود إلى الفلسفة الجديدة التى تقوم عليها المناهج وتركز على المعارف الحياتية بوجه عام وتمنح مساحات أوسع للأنشطة وتستهدف استنتاج الطلاب القيم التعليمية والتربوية من كل درس دون الاعتماد على الحفظ المباشر الذى اتسمت به المناهج السابقة، لكن كل هذه العوامل الإيجابية تطبق فى نفس البيئة القديمة التى تحتوى على فصول بها كثافات مرتفعة ومعلمين لم يؤهلوا بالشكل المناسب للتعامل مع الفلسفة الجديدة. الصدمة تعود أيضًا للكم الهائل من المعلومات المعرفية والدروس والموضوعات دون النظر للواقع الزمنى سواء على مستوى الفصلين الدراسيين الأول. والثانى، أو على مستوى تقسيم اليوم الدراسى ذاته لفترتين وثلاث بل وأربع مراحل فى بعض المناطق التى تشهد كثافات مرتفعة. وهو ما سيقود فى النهاية لوجود مناهج متطورة لم تجد الطريق الأمثل للاستفادة منها على أرض الواقع سيكون على وزارة التربية والتعليم أن تتدخل لإنقاذ الوضع الراهن لأن هناك شبه إجماع بين معلمى الصف الرابع بأنه من المستحيل الانتهاء من تدريس المقررات الدراسية الخاصة بالفصل الدراسى الأول فى الوقت المحدد ولابد هنا من الاستماع لشكواهم لأنهم الأكثر قدرة على تقييم الوضع وليس لديهم أهداف خاصة بهم لأن الوضع القائم يترتب عليه زيادة الدروس الخصوصية. إذا كان لدينا رغبة فى مواكبة تطورات النظم التعليمية المتقدمة فليس أمامنا سوى التدخل بشكل سريع وعاجل للتعامل مع أي معوقات تجابه عملية التطبيق على الأرض. وإلا فإننا سنكون أمام وضع مشوه قد يفرز تحسنًا على مستوى تقييم منظومة التعليم دون أن يشعر الطلاب بعوائد هذا التحسن. Email: [email protected]