"هذا القرار من موسكو سوف يطيل العصر الجليدي في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي".. هكذا أبرز وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عنوان مشهد قرار روسيا تعليق عمل مكتبها لدى الناتو. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الاثنين، أن بلاده ستعلق عمل مكتبها لدى الناتو اعتبارًا من 1 نوفمبر المقبل. وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي، "ردًا على تصرفات الناتو، قمنا بتعليق عمل بعثتنا الدائمة في الناتو، بما في ذلك عمل الممثل العسكري الرئيسي، وذلك اعتبارًا من 1 نوفمبر، أو ربما يستغرق الأمر بضعة أيام أخرى". وأضاف لافروف: "تم إنهاء أنشطة المكتب الإعلامي لحلف الناتو في موسكو، والذي تم إنشاؤه في سفارة مملكة بلجيكا". وتابع لافروف: "إذا كان لدى أعضاء الناتو أي مسائل عاجلة، فيمكنهم الاتصال بسفيرنا في بلجيكا الذي يقوم بتسيير العلاقات الثنائية بين روسيا ومملكة بلجيكا بشأن هذه القضايا". واعتبر هايكو ماس أن القرار الروسي يجعل كل شيء أكثر صعوبة والوضع معقد بالفعل، حسب قوله. وقال ماس للصحفيين، عقب اجتماعٍ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إن ألمانيا في الناتو دعت إلى إجراء حوار مع روسيا، مضيفًا أن الحلف أكد استعداده للحوار، داعيًا إلى تشكيل مجلس روسيا والناتو. وتابع ماس: "نحن مستعدون للحوار، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار حقيقة أن روسيا، على ما يبدو، ليست مستعدة. هذا القرار هو أكثر من مؤسف". الحرب الباردة وقبل أشهرٍ قليلةٍ، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، في 14 يونيو الماضي، أن العلاقات مع روسيا وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة. تصريح ستولتنبرج جاء قبل يومين فقط من قمةٍ عُقدت لاحقًا في مدينة جنيف السويسرية، وجمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره الروسي فلاديمير بوتين. ولم تثمر القمة أي نقلة إيجابية على أرض الواقع، في وقت لا يزال الجمود عنوانًا فاصلًا بين الغرب وروسيا. وضعٌ أشبه بما كانت عليه من قبل في النصف الثاني من القرن الماضي أيام الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي انتهت بإعلان الرئيس السوفيتي الأوحد، ميخائيل جرباتشوف، تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991. فهل يستمر منحنى العلاقات بين روسيا والغرب في السقوط نحو مستنقع التوتر والأزمات، ليستقر عند مستنقع الحرب الباردة كما كان الوضع في النصف الثاني من القرن الماضي؟ اقرأ أيضًا: لافروف: روسيا كانت على استعداد للتفاوض مع «الناتو» لكن الحلف تجاهل موسكو
