توجيهات من وزير التعليم للتحقيق مع مدرسة دولية لهذا السبب    سيارة مرسيدس GLC الكهربائية.. تصميم كلاسيكي بإمكانات عصرية    «لأسباب شخصية».. استقالة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي من منصبه    منتخب مصر يخوض تدريباته باستاد العين استعدادا لمواجهة أوزبكستان وديا    الأهلي يفوز على سبورتنج في ذهاب نهائي دوري المرتبط للسيدات    وقف الإجازات ونشر السيارات.. 6 إجراءات استعدادًا لنوة المكنسة بالإسكندرية    رئيس المتحف الكبير: ندرس تطبيق نظام دخول بمواعيد لضمان تجربة منظمة للزوار    مراسل إكسترا نيوز بالبحيرة ل كلمة أخيرة: المرأة تصدرت المشهد الانتخابي    «هيبقى كل حياتك وفجأة هيختفي ويسيبك».. رجل هذا البرج الأكثر تلاعبًا في العلاقات    أحمد السعدني يهنئ مي عزالدين بزواجها: سمعونا زغروطة    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    رئيس العربية للتصنيع: شهادة الآيرس تفتح أبواب التصدير أمام مصنع سيماف    تهديد ترامب بإقامة دعوى قضائية ضد بي بي سي يلقي بالظلال على مستقبلها    هل يشارك الجيش التركي ب«عمليات نوعية» في السودان؟    كريم عبدالعزيز يوجه رسالة لوالده عن جائزة الهرم الذهبي: «علمني الحياة وإن الفن مش هزار»    جائزتان للفيلم اللبناني بعذران بمهرجان بيروت الدولي للأفلام القصيرة    تقرير لجنة التحقيق في أحداث 7 أكتوبر يؤكد فشل المخابرات العسكرية الإسرائيلية    الجارديان: صلاح خطأ سلوت الأكبر في ليفربول هذا الموسم    هند الضاوي: أبو عمار ترك خيارين للشعب الفلسطيني.. غصن الزيتون أو البندقية    ضبط أخصائي تربيه رياضية ينتحل صفة طبيب لعلاج المرضى ببنى سويف    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل رئيس نادي قضاه الأسكندرية    الهيئة الوطنية للانتخابات: لا شكاوى رسمية حتى الآن وتوضيح حول الحبر الفسفوري    استجابة من محافظ القليوبية لتمهيد شارع القسم استعدادًا لتطوير مستشفى النيل    ديشامب يوضح موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي    المخرج عمرو عابدين: الفنان محمد صبحي بخير.. والرئيس السيسي وجّه وزير الصحة لمتابعة حالته الصحية    الصين تحث الاتحاد الأوروبي على توفير بيئة أعمال نزيهة للشركات الصينية    الجامعات المصرية تشارك في البطولة العالمية العاشرة للجامعات ببرشلونة    هؤلاء يشاركون أحمد السقا فى فيلم هيروشيما والتصوير قريبا    إبداعات مصرية تضىء روما    الرئيس السيسي: مصر تؤكد رفضها القاطع للإضرار بمصالحها المائية    انقطاع التيار الكهربائى عن 24 قرية وتوابعها فى 7 مراكز بكفر الشيخ غدا    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    الزمالك يشكو زيزو رسميًا للجنة الانضباط بسبب تصرفه في نهائي السوبر    تأجيل لقاء المصرى ودجلة بالدورى ومباراتي الأهلى والزمالك تحت الدراسة    نقل جثمان نجل مرشح مجلس النواب بدائرة حلايب وشلاتين ونجل شقيقته لمحافظة قنا    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    الفريق ربيع عن استحداث بدائل لقناة السويس: «غير واقعية ومشروعات محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ»    توافد الناخبين على لجنة الشهيد إيهاب مرسى بحدائق أكتوبر للإدلاء بأصواتهم    حادث مأساوي في البحر الأحمر يودي بحياة نجل المرشح علي نور وابن شقيقته    الحكومة المصرية تطلق خطة وطنية للقضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي 2025-2030    عمرو دياب يطعن على حكم تغريمه 200 جنيه فى واقعة صفع الشاب سعد أسامة    غضب بعد إزالة 100 ألف شجرة من غابات الأمازون لتسهيل حركة ضيوف قمة المناخ    تأجيل محاكمة 8 متهمين بخلية مدينة نصر    الكاف يعلن مواعيد أول مباراتين لبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة علمية حول "خطورة الرشوة" بجامعة أسيوط التكنولوجية    بعد قليل.. مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء بمقر الحكومة فى العاصمة الإدارية    مراسل "إكسترا نيوز" ينقل كواليس عملية التصويت في محافظة قنا    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    بعد غياب سنوات طويلة.. توروب يُعيد القوة الفنية للجبهة اليُمنى في الأهلي    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    محافظ الإسكندرية: انتخابات النواب 2025 تسير بانضباط وتنظيم كامل في يومها الثاني    "البوابة نيوز" تهنئ الزميل محمد نبيل بمناسبة زفاف شقيقه.. صور    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    إيديتا للصناعات الغذائية تعلن نتائج الفترة المالية المنتهية فى 30 سبتمبر 2025    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وادي بنجشير.. هل يكون مقبرة طالبان؟!


تقرير ‬يكتبه: ‬عمرو ‬فاروق ‬
..‬رغم ‬الحديث ‬عن ‬سقوط ‬وادي ‬بنجشير، ‬مازالت ‬الأوضاع ‬مشتعلة ‬بين ‬قوات ‬أحمد ‬مسعود، ‬وحليفه ‬نائب ‬الرئيس ‬الأفغاني ‬أمر ‬الله ‬صالح، ‬الذي ‬نصب ‬نفسه ‬رئيسًا ‬شرعيًا ‬لأفغانستان، ‬ووحدات ‬الجيش ‬الأفغاني، ‬وبين ‬حركة ‬طالبان ‬المسيطرة ‬فعليًا ‬على ‬الساحة ‬الأفغانية ‬بالكامل، ‬والمدعومة ‬من ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية، ‬بعد ‬انسحاب ‬قواتها ‬التي ‬ظلت ‬لأكثر ‬من ‬20 ‬عامًا ‬وفقًا ‬لاتفاق ‬تم ‬بالعاصمة ‬الدوحة ‬في ‬29 ‬فبراير ‬2020.‬
تتكون ‬جبهة ‬المقاومة ‬الأفغانية ‬من ‬جنود ‬وقادة ‬وطيارين ‬رفضوا ‬الاستسلام، ‬عندما ‬اجتاحت ‬طالبان ‬كل ‬الولايات ‬الأخرى ‬في ‬أفغانستان، ‬إذ ‬تمكنوا ‬من ‬شق ‬طريقهم ‬إلى ‬وادي ‬بنجشير، ‬شمال ‬شرق ‬كابول، ‬على ‬رأسهم ‬وزير ‬الدفاع ‬الجنرال ‬بسم ‬الله ‬خان ‬محمدي ‬الذي ‬قاتل ‬ضد ‬طالبان ‬في ‬عهد ‬مسعود، ‬وكانت ‬بنجشير ‬معقلاً ‬للمقاومة ‬المناهضة ‬للسوفيت ‬في ‬الثمانينيات، ‬والمقاومة ‬المناهضة ‬لطالبان ‬في ‬التسعينيات، ‬وظلت ‬بعيدة ‬عن ‬سيطرة ‬طالبان ‬حتى ‬دخول ‬القوات ‬الأمريكية ‬وسقوط ‬طالبان.‬
عمل ‬مسلحو ‬جبهة ‬المعارضة ‬على ‬تعزيز ‬الدفاعات ‬الطبيعية ‬للوادي ‬المتمثلة ‬في ‬الجبال ‬الشاهقة ‬والمداخل ‬الضيقة، ‬من ‬خلال ‬تأمين ‬مخابئ ‬المدافع ‬الرشاشة ‬وقذائف ‬الهاون ‬وأكياس ‬الرمال، ‬في ‬نقاط ‬استراتيجية ‬تطل ‬على ‬الوادي ‬تحسبًا ‬لهجوم ‬طالبان.‬
يقع ‬‮«‬وادي ‬بنجشير‮»‬ (‬وتعني ‬خمسة ‬أسود ‬باللغة ‬الفارسية) ‬على ‬بعد ‬130 ‬كيلومترا ‬شمال ‬شرقي ‬العاصمة ‬كابول، ‬بالقرب ‬من ‬الحدود ‬الأفغانية ‬الباكستانية، ‬ومحاط ‬بالجبال ‬الشاهقة، ‬وتبلغ ‬مساحته ‬3610 ‬كيلو ‬متر ‬مربع، ‬وعدد ‬سكانه ‬173 ‬ألف ‬نسمة ‬وغالبيتهم ‬من ‬قومية ‬الطاجيك ‬التي ‬ينتمي ‬إليها ‬أحمد ‬مسعود ‬أيضًا.‬
يعود ‬السبب ‬الرئيسي ‬في ‬عدم ‬قدرة ‬طالبان ‬على ‬بناء ‬قاعدة ‬جماهيرية ‬لها ‬في‮»‬وادي ‬بنجشير‮»‬، ‬إلى ‬كون ‬غالبية ‬أنصار ‬الحركة ‬ينتمون ‬إلى ‬قومية ‬البشتون، ‬و ‬لذلك، ‬لم ‬تلقَ ‬طالبان ‬ترحيبًا ‬في ‬هذه ‬المنطقة.‬
التاريخ ‬يعيد ‬نفس ‬رواية ‬المعارضة ‬المسلحة ‬ضد ‬حركة ‬طالبان، ‬بتولي ‬زمامها ‬أحمد ‬مسعود، ‬نجل ‬أحمد ‬شاه ‬مسعود ‬مؤسس ‬‮«‬قوات ‬تحالف ‬الشمال‮»‬،التي ‬شاركت ‬بشكل ‬مباشر ‬في ‬إسقاط ‬طالبان ‬عام ‬2001، ‬تحت ‬مظلة ‬الإدارة ‬الأمريكية ‬حينها، ‬إذ ‬ظل ‬صامدًا ‬أمام ‬كثير ‬من ‬الصعاب ‬حتى ‬لقي ‬حتفه ‬في ‬تفجير ‬لتنظيم ‬القاعدة ‬قبل ‬يومين ‬من ‬هجمات ‬11 ‬سبتمبر ‬2001.‬
كان ‬‮«‬تحالف ‬قوات ‬الشمال‮»‬ ‬بوادي ‬بنجشير، ‬الذي ‬أسسه ‬شاه ‬مسعود، ‬يمثل ‬أكثر ‬من ‬30 % ‬من ‬سكان ‬الأفغانستان، ‬وتم ‬دعمه ‬من ‬قبل ‬الولايات ‬المتحدة، ‬بهدف ‬السيطرة ‬على ‬كابول ‬والإطاحة ‬بطالبان ‬من ‬السلطة ‬بعد ‬أحداث ‬11 ‬سبتمبر ‬التي ‬نفذتها ‬القاعدة ‬وراح ‬ضحيتها ‬3000 ‬أمريكي.‬
لم ‬يتردد ‬أحمد ‬مسعود ‬نجل ‬أحمد ‬شاه ‬مسعود ‬في ‬توجيه ‬نداء ‬عاجل ‬لواشنطن ‬وعدد ‬من ‬دول ‬الاتحاد ‬الأوروبي، ‬في ‬مقال ‬نشرته ‬صحيفة ‬‮«‬واشنطن ‬بوست‮»‬، ‬لدعمه ‬بالمال ‬والسلاح ‬للوقوف ‬أمام ‬طالبان ‬ومحاولتها ‬في ‬فرض ‬إرادتها ‬المطلق ‬وتوجهاتها ‬الفكرية ‬والمذهبية ‬بقوة ‬السلاح ‬على ‬التراب ‬الأفغاني.‬
وأضاف ‬أحمد ‬مسعود؛ ‬‮«‬ما ‬زال ‬بإمكان ‬أمريكا ‬أن ‬تكون ‬ترسانة ‬كبيرة ‬للديمقراطية‮»‬ ‬عبر ‬دعم ‬مقاتليه ‬‮«‬الذين ‬أصبحوا ‬مستعدين ‬مرة ‬أخرى ‬لمواجهة (‬طالبان)‬‮»‬.‬
وأوضح ‬أحمد ‬مسعود ‬في ‬مقالته: ‬‮«‬أن ‬أفرادًا ‬من ‬الجيش ‬الأفغاني؛ ‬بمن ‬فيهم ‬بعض ‬من ‬‮«‬وحدات ‬الصفوة‮»‬ ‬من ‬القوات ‬الخاصة، ‬هبوا ‬لنصرته، ‬وناشد ‬الغرب ‬تقديم ‬يد ‬المساعدة. ‬وأضاف: ‬‮«‬لدينا ‬مخازن ‬ذخيرة ‬وأسلحة ‬جمعناها ‬بصبر ‬منذ ‬عهد ‬والدي؛ ‬لأننا ‬كنا ‬نعلم ‬أن ‬هذا ‬اليوم ‬قد ‬يأتي‮»‬،.‬وتابع: ‬‮«‬إذا ‬شن ‬أمراء ‬طالبان ‬هجومًا؛ ‬فإنهم ‬سيواجهون ‬بالطبع ‬مقاومة ‬شديدة ‬من ‬جانبنا‮»‬.‬
يتمتّع ‬أحمد ‬مسعود ‬بخبرة ‬عسكرية ‬نظرًا ‬لدراسته ‬في ‬أكاديمية ‬‮«‬ساندهيرست‮»‬ ‬العسكرية ‬الملكية ‬البريطانية، ‬وحصوله ‬على ‬درجة ‬علمية ‬في ‬دراسات ‬الحرب ‬من ‬جامعة ‬‮«‬كينغز ‬كوليدج‮»‬ ‬البريطانية، ‬ودرجة ‬الماجستير ‬في ‬السياسة ‬الدولية ‬من ‬جامعة ‬‮«‬سيتي‮»‬ ‬في ‬لندن، ‬ما ‬جعله ‬مستهدفًا ‬من ‬قبل ‬‮«‬طالبان‮»‬، ‬التي ‬حاولت ‬خلال ‬الأيام ‬الماضية ‬تحييده ‬وتفكيك ‬جبهته ‬المسلحة ‬تحت ‬نشر ‬شائعات ‬تفيد ‬مبايعته ‬للحركة ‬مقابل ‬موافقتها ‬على ‬مشاركته ‬في ‬تشكيل ‬الحكومة ‬الجديدة.‬
الكثير ‬من ‬التقارير ‬تشير ‬إلى ‬وجود ‬ما ‬يزيد ‬على ‬8 ‬آلاف ‬مسلح، ‬من ‬فلول ‬وحدات ‬الجيش ‬والقوات ‬الخاصة ‬وكذلك ‬مجموعات ‬الميليشيات ‬المحلية، ‬تجمعوا ‬في ‬وادي ‬بنجشير، ‬ينتمي ‬غالبيتهم ‬إلى ‬القوات ‬الخاصة ‬الأفغانية، ‬المعروفة ‬ب ‬‮«‬الكوماندوس‮»‬، ‬التي ‬تقدر ‬بنحو ‬20 ‬ألف ‬مقاتل، ‬من ‬إجمالي ‬300 ‬ألف ‬مُقاتل، ‬يمثلون ‬مجموع ‬أفراد ‬الجيش ‬الأفغاني، ‬وتحت ‬يدهم ‬20 ‬قاعدة ‬عسكرية، ‬بالإضافة ‬إلى ‬بعض ‬الطائرات ‬الهليكوبتر ‬والمركبات ‬العسكرية.‬
خاضت ‬القوات ‬الخاصة ‬الأفغانية ‬مئات ‬المواجهات ‬ضد ‬حركة ‬طالبان، ‬وتشير ‬التقديرات ‬الغربية ‬إلى ‬أن ‬80 % ‬من ‬المواجهات ‬الميدانية ‬بينهما، ‬أدت ‬لهزيمة ‬مقاتلي ‬حركة ‬طالبان، ‬لاسيما ‬في ‬السنوات ‬الثلاث ‬الأخيرة، ‬بعدما ‬اكتسبت ‬هذه ‬القوات ‬خبرات ‬متتالية ‬منذ ‬العام ‬2007، ‬وقت ‬تأسيسها، ‬وأن ‬عملية ‬سقوط ‬كابول ‬جاءت ‬نتيجة ‬خيانة، ‬وليس ‬هزيمة ‬للقوات ‬العسكرية ‬والأمنية.‬
يتمتع ‬أفراد ‬الجيش ‬الأفغاني، ‬بالكثير ‬من ‬الخبرات ‬والتدريبات ‬التي ‬تلقوها ‬على ‬يد ‬القوات ‬الأمريكية، ‬على ‬مدار ‬أكثر ‬من ‬20 ‬عامًا، ‬بجانب ‬الفرق ‬الخاصة ‬المعنية ‬بمجال ‬الاتصالات ‬والحرب ‬عبر ‬الطائرات ‬المُسيرة ‬والأسلحة ‬الحرارية.‬
توقعت ‬التقارير ‬الغربية ‬العسكرية ‬صمود ‬المعارضة ‬الأفغانية ‬المسلحة ‬في ‬حال ‬تعثر ‬الأزمات ‬بينها ‬وبين ‬حركة ‬طالبان، ‬وتمكنهم ‬من ‬الحصول ‬على ‬دعم ‬لوجيستي ‬الذي ‬يصعب ‬سقوط ‬وادي ‬بنجشير ‬في ‬يد ‬الحركة، ‬مثلما ‬تعثر ‬سقوطها ‬في ‬التسعينات، ‬لا ‬سيما ‬أن ‬المعركة ‬الميدانية ‬ستكون ‬متمركزة ‬في ‬نمط ‬‮«‬حرب ‬العصابات‮»‬،وليس ‬استراتيجية ‬الجيوش ‬النظامية.‬
اتخذت ‬طالبان ‬عدة ‬قرارات ‬أهمها ‬تشكيل ‬مجلس ‬لإدارة ‬الدولة ‬الأفغانية ‬كنوع ‬من ‬تصدير ‬حالة ‬المشاركة ‬السياسية ‬أمام ‬دوائر ‬صنع ‬القرار ‬العربي ‬والغربي، ‬بينما ‬رفضت ‬مشاركة ‬كل ‬من ‬الجنرال، ‬عبد ‬الرشيد ‬دوستم، ‬والجنرال ‬محمد ‬نور، ‬والممثلين ‬عن ‬أمراء ‬الرحب ‬الأفغان، ‬لما ‬لهما ‬من ‬تاريخ ‬طويل ‬في ‬مكافحة ‬حركة ‬طالبان، ‬على ‬مدار ‬السنوات ‬الماضية.‬
كما ‬عينت ‬الحركة ‬كلا ‬من ‬جول ‬أغا ‬سيكون ‬وزيرًا ‬للمالية، ‬وصدر ‬إبراهيم ‬وزيرًا ‬للداخلية، ‬ونجيب ‬الله ‬لرئاسة ‬المخابرات،والملا ‬شيرين، ‬حاكمًا ‬على ‬كابول، ‬وحمد ‬الله ‬نعماني، ‬محمد ‬إدريس، ‬رئيسًا ‬لمصرف ‬أفغانستان .‬
مازالت ‬مصادر ‬تمويل ‬حركة ‬طالبان ‬مثيرة ‬للشك ‬والريب ‬لاسيما ‬في ‬ظل ‬قيام ‬موقع ‬‮«‬ناشونال ‬إنترست‮»‬ ‬الأمريكي ‬المعني ‬بالشئون ‬العسكرية ‬والاستراتيجية، ‬بنشر ‬تقرير ‬حول ‬المصادر ‬ال6 ‬للحركة ‬والتي ‬تنحصر ‬في ‬تجارة ‬المخدرات ‬وفرض ‬الضرائب، ‬واستخراج ‬المعادن، ‬وغسيل ‬الأموال ‬التبرعات ‬والعقارات.‬
ويضيف ‬الموقع ‬أنه، ‬خلال ‬السنوات ‬العشرين ‬الماضية، ‬تزايدت ‬ثروة ‬مسلحي ‬طالبان، ‬خاصة ‬بعد ‬سقوط ‬نظامها ‬عام ‬2001، ‬إثر ‬الغزو ‬الأمريكي، ‬وأنه ‬في ‬السنة ‬المالية ‬التي ‬انتهت ‬في ‬مارس ‬2020، ‬حقتت ‬طالبان ‬عائدات ‬وصلت ‬إلى ‬1.‬6 ‬مليار ‬دولار، ‬وفق ‬تقرير ‬سري ‬في ‬الحركة ‬تسرب ‬لوسائل ‬الإعلام.‬
وأشار ‬الموقع ‬إلى ‬أن ‬الأمم ‬المتحدة، ‬أكدت ‬في ‬تقرير ‬المخدرات ‬الذي ‬صدر ‬عام ‬2020، ‬أن ‬أفغانستان ‬شكلت ‬نحو ‬84 % ‬من ‬إجمالي ‬إنتاج ‬الأفيون ‬العالمي، ‬خلال ‬السنوات ‬الخمس ‬الأخيرة ‬، ‬وأن ‬أرباح ‬هذه ‬المخدرات ‬ذهبت ‬لحركة ‬طالبان، ‬التي ‬تدير ‬زراعة ‬الأفيون ‬في ‬المناطق ‬الخاضعة ‬لسيطرتها، ‬لاسيما ‬أنها ‬تفرض ‬ضريبة ‬تصل ‬إلى ‬10 % ‬على ‬كل ‬مرحلة ‬من ‬مراحل ‬إنتاج ‬الأفيون، ‬وأن ‬خزينة ‬طالبان، ‬تكسبت ‬أكثر ‬من ‬400 ‬مليون ‬دولار ‬من ‬تجارة ‬الأفيون ‬فقط.‬
وأضاف ‬الموقع ‬الأمني، ‬أن ‬طالبان ‬تقوم ‬بعمليات ‬غسيل ‬الأموال، ‬من ‬خلال ‬الاستيراد ‬والتصدير، ‬وفق ‬مجلس ‬الأمن ‬الدولي ‬الذي ‬قال؛ ‬إن ‬الحركة ‬تعمل ‬تحت ‬ستار ‬سلسلة ‬شركات ‬‮«‬نورزاي ‬براذرز ‬المحدودة‮»‬، ‬التي ‬تستورد ‬قطع ‬السيارات ‬وتبيع ‬السيارات ‬المعاد ‬تجميعها، ‬وأن ‬عائدات ‬الحركة ‬وصلت ‬إلى ‬240 ‬مليون ‬دولار ‬في ‬سنة ‬واحدة ‬من ‬وراء ‬الاستيراد ‬والتصدير، ‬وأن ‬مكاسب ‬الحركة ‬السنوية ‬من ‬التبرعات ‬والضرائب، ‬بلغت ‬أكثر ‬من ‬450 ‬مليون ‬مليون ‬دولار.‬
ويوضح ‬المراقبون،أن ‬الجماعات ‬الأصولية ‬المسلحة، ‬اعتبرت ‬وصول ‬طالبان ‬للحكم ‬جاء ‬نتيجة ‬لثمرة ‬كفاحها ‬على ‬مدار ‬20 ‬عامًا، ‬رغم ‬أن ‬طالبان ‬سارعت ‬إلى ‬طمأنة ‬الجميع، ‬بأنها ‬لن ‬تسمح ‬باستخدام ‬الأراضي ‬الأفغانية، ‬في ‬أنشطة ‬مضادة ‬لدول ‬أخرى.‬
الكثير ‬من ‬التقارير ‬الأممية ‬وثقت ‬استمرار ‬العلاقة ‬طالبان ‬بتنظيم ‬القاعدة، ‬رغم ‬الاتفاق ‬الذي ‬تم ‬بين ‬الحركة ‬والإدارة ‬الامريكية ‬في ‬الدوحة، ‬فوفقا ‬لتقرير ‬الأمم ‬المتحدة ‬الصادر ‬في ‬حزيران ‬يونيو ‬2021 ‬، ‬فإن ‬أعدادًا ‬كبيرة ‬من ‬قيادات ‬تنظيم ‬‮«‬القاعدة‮»‬، ‬وعناصر ‬إرهابية ‬أخرى ‬متحالفة ‬مع ‬‮«‬طالبان‮»‬ ‬موجودين ‬في ‬أجزاء ‬مختلفة ‬من ‬أفغانستان ‬واحتفلوا ‬بخروج ‬القوات ‬الأمريكية ‬وحلف ‬شمال ‬الأطلسي ‬من ‬البلاد ‬باعتباره ‬انتصار.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.