سمر ياقوت لم يكن يشغل بال الصغيرة ذات التسعة سنوات سوى اللعب بالعرائس واللهو وارتداء الملابس الجديدة كانت احلامها وطموحاتها بسيطة وبريئة لا تعرف إلا اللعب والمرح بحكم سنوات عمرها القليلة؛ ولكن القتها الظروف في طريق من لا يعرفالرحمة؛ عندما تعرضت للتعذيب على يد زوجة ابيها التي تجردت من كل مشاعر الإنسانية، فأصبحت مأساتها حديث أهالي قريتها الصغيرة بالسنبلاوين، مأساة تقشعر لها الابدان عاشتها الصغيرة أسماء بعد انفصال والديها، ومنذ هذه اللحظة بدأت رحلة عذاب ومأساة بدون رحمة او شفقة، تعرضت للحرق والضرب المبرح والتعذيب، دون ان ترحم "أمنا الغولة" توسلاتها، فأخذتتكيل لها الضربات على جسدها النحيل وسط دموع وصرخات الصغيرة التي تشق القلوب إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة على يد زوجة أبيها، المأساة تمتلأ بالتفاصيل المريرة نسردها في السطور التالية. هنا داخل بيت بسيط بقرية الحاج عزب بقرية السنبلاوين بمحافظة الدقهلية تروي الأم المكلومة جيهان المأساة التي عاشتها مع طليقها، وبعد تنهيدة طويله وعينيها تملأها الدموع والحسرة والندم وبصوت مبحوح تقول؛ كنت أعيش معه وكانت حياتنا هادئة بعض الشيء وبعد مرور 9 اشهر بالتمام من الزواج انجبت ابنتي أسماء حينها شعرت بالسعادة وكأنني امتلك الدنيا وما فيها فكانت هي جنتي على الأرض، ملأت عليّ الحياة،عوضتني عن جفاء رأيته وعشته بعد ذلك ومعه انقلبت حياتي رأسًا على عقب؛ تبدل حال زوجي واصبح سيئ المزاج فكثرت الخلافات الزوجية بيننا وتوالت المشكلات لكنني تحملت من اجل تربية ابنتي الصغيرة أسماء وكي تعيش وسط أب وأم، وكلي أمل أن ينصلح حاله ويرجع الأب لصوابه. كنت الأم تحتوى الأمور لكى تسير الحياة؛ لكنها فوجئت بعد مرور ثلاث سنوات على تلك الزيجة بعودته لزوجته الأول ثم احضرها إلى البيت لتعيش معهم، ومن هنا- وكما تقول جيهان- تحولت حياتي إلى جحيم،تحملت رغمًا عني من اجل طفلتي ولكن كثرت الخلافات بشكل لا يحتمل مما جعلني افكر في الانفصال عنه وبالفعل تركت بيت زوجي واخذت طفلتي أسماء وذهب إلى بيت ابي بعدها رفعت قضية طلاق ونفقة لكنه امتنع عن الدفع والانفاق على ابنته،لم يكتف بذلك؛ فوجئت بهيرفع دعوى انكار نسب ابنته اليه،طلبت من المحكمة اجراء تحليل دي ان ايه، لأثبات نسبها له، وهذا ما اكدته نتائج التحليل، بعد ذلك تعمدت ترك الطفلة له بعض الوقت له لكى اثبت امام اهل القرية انها نجلتها وعدت للحياة بمنزل ابى، وكنت اراها مرة واحدة في الأسبوع ولكن بمرور الوقت طليقي منعني من رؤية طفلتي. رحلة عذاب وبعيون لم تتوقف دموعها لحظة واحدة تابعت الأم قائلة؛ من هنا بدأت أفكر كيف أرى أسماء مجدداُ بعد ان منعها والدها عني؛ فكنت اذهب إلى بيتهواقف بعيدًاوما أن المحاسماء تخرج تلعب وتلهو في الشارع أذهب إليها واضمها الى حضني،وما ان ذهبت للمدرسةكنت أزورها باستمرار، وفي إحدى المرات حملت معي بعض الشوكولاتة والحلويات الخاصة بالمولد النبوي وتركتها عند مدير المدرسة وطلبت منه أن يعطى كل يوم منها لابنتي، وثاني يوم فوجئت بأن المدير يطلب منى عدم رؤية أسماء مرة أخرى، وعقابًا لها تعرضت الصغيرة للضرب على يد زوجة الأب، بعد علمها بأنني أزور ابنتي، وطلب منى منعا للمشاكل أن أخذ الحلويات معي، خرجت من المدرسة حينها اجر خيبات الامل والحسرة وانهرت من البكاء على حال ابنتي التي تعاملها مرات الأب بقسوة شديدة على الرغم من أنها لديها طفلة في ذات المدرسة ولكن في مرحلة عمرية اكبر،كنت احزن عندما ارى ابنتها ترتدى أفضل الثياب على عكس ابنتي، وهو ما دفع مدير المدرسة لاستدعاء الأب، وتوجيه اللوم له على هذا الفعل وأن الطفلة تأتى بشكل غير لائق وبدون اهتمام، بالإضافة إلى ظهور علامات تشوه على جسدها بعد ذلك بدأ الامر يتكرر بشكل ملحوظ مما جعل مدير المدرسة والاخصائية الاجتماعية يتواصلان معي بشأن ابنتي بعدما كثرت اثار الضرب على جسد الصغيرة، كانت أسماء حينها لا يتعدى عمرهاالثلاث سنوات حتى ذات يوم علمت بالصدفة بأن ابنتي كانت بين الحياة والموت في احدى المستشفيات الخاصة بالسنبلاوين وتتلقى العلاج بالعناية المركزة؛ توجهت إليها للاطمئنان على حالتها الصحية وعلمت حينها انها تعانى من نزيف مع تورم بالمخ وشلل بالعصب الثالث واضطراب حاد بدرجة الوعي واثار اعتداء علي الجانب الأيمن في الفخذ شعرت حينها بالأسى،فتوجهت على الفور لتحرير محضر حمل رقم 23199 لسنة 2015 جنح السنبلاوين ولكن وتم حفظه. الواقعة استيقظت في الصباح- والكلام لا يزال على لسان الأم- كنت اشعر برهبة وقلق بلا مبرر، وقلبي كاد أن ينخلع من صدري؛ فجأة وجدت صورة ابنتيأمام عيني لم تغادر مخيلتي ثانية واحدة، وصوتها يرن باسمي في أذنيانتابني شعور قوي بأني لن ارها بعد ذلك؛ارتديت ملابسي على عجل واستعديت للرحيل ويحدوني أمل أن اراها ولو من بعيد؛ حتى سمعت رنين، لم يأتيني صوت أحد فقط سمعتأصوات عالية وبكاءوعويل ثم صمت قليلا وفوجئت بخبر وفاة صغيرتي اثناء تواجدها بالمنزل مع زوجة ابيها توجهت على الفور إلى قرية الحاج عزب بالسنبلاوين، وكأن الخبر سقط على رأسي كالصاعقة والدموع تنهمر من عيني. لكن بعد مرور وقت وجيز شكت الأم في وفاة ابنتها، لتطلب توقيع الكشف الطبي عليها اخذت تنتظر النتيجة بفارغ الصبر ليفاجئها مفتش الصحة؛ بأن وفاة الطفلة غير طبيعية ووجود اثار حرق بمختلف انحاء الجسم وخنق بالرقبة انهرت في البكاء حينها، اظلمت الدنيا في عيني لم اتردد لحظة في اني اخذ حق صغيرتي من التي قامت بتعذيبها ولم تعش طفولتها البريئة؛ حررتالمحضر رقم 5830 لسنة 2021 ادارى مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، ضد طليقي وزوجته، بالواقعة وقد أمرت النيابة، بعرض الطفلة على الطب الشرعي الذى كشف تعرض الطفلة إلى حروق بمناطق مختلفة بجسدها، بالإضافة إلى وجود آثار خنق حول رقبتها، وهو ما أكد شكوكي بقيام زوجة طليقي بتعذيبها لأنها كانت تفعل ذلك باستمرار، وسمعت كلاما كثيرا من الجيران والمدرسين بمدرستها في حق هذه المرأة قاسية القلب،فكانت ابنتي تذهب إلى مدرستها وآثار التعذيب عليها، وتم استدعاء ولى الأمر أكثر من مرة بسبب ذلك، وقد تم استدعاؤهم في النيابة واعترفوا بكل التفاصيل، واختتمت الأم كلامها؛بأنها تطالب بحق ابنتها لأنها في الفترة الأخيرة عندما علمت بتعذيب الطفلة طلبت من والدها ان تعود ابنتها للعيش معها، لكنه رفض وعندما توجهت لرؤيتها كانت تقوم زوجة الأب بحفلة تعذيب لها وتحرمها من الأكل. قتل عمد ويقول محمد خالد محام ان ما حدث للطفلة أسماء من قبل زوجة ابيها يشكل انتهاك عظيم لحقوق الطفل الوارد بالاتفاقية الدولية العامة.واضاف : بتشريح جثةالطفلة لمعرفة سبب الوفاة وورد تقرير الطب الشرعي وتقرير اللجنة الثلاثية بتاريخ 21 /8/2021 الذي جاء في مضمونها (ان الضحية مصابة بحرق ناري من الدرجة الاولي والثانية بيمين جدار الصدر بمساحة 20 سم، ومصابة ايضاً بكدمات حول الفم والانف ويوجد اثار انطباع اسنان المجني عليها من الداخل وذلك جراء الضغط بقوة علي الفم والانف وان الوفاه جنائية، وان سبب الوفاة اسفكسيا كتم النفس،ومازالت النيابة العامة تستكمل التحقيقات في القضية حيث طلبت تحريات المباحث، وسماع اقوال شهود الاثبات ومواجهة المتهمين بالأدلة الفنية والقولية،