أزمة الاحتباس الحراري هي واحدة من أخطر أزمات المناخ التي تحدث نتيجة انبعاثات الغازات الدفيئة مما ينتج عنها تغيرات بيئية واجتماعية مباشرة أو غير مباشرة بما في ذلك التراجع الجليدي والتغيرات في توقيت الأحداث الموسمية والتغيرات في الإنتاجية الزراعية وارتفاع مستوى سطح البحر . ووفقا للأمم المتحدة، فإن استهلاك اللحوم يعد أحد أكبر العوامل التي تساهم في تغير المناخ وتلوث العالم بسبب غاز الميثان والذي يعد مضرا بنحو 84 مرة أكثر من غاز ثاني أكسيد الكربون والذي يصدر في أثناء عملية الهضم عند الابقار وغيرها من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن نشاطات متعلقة بتربية الحيوانات كتسميد الحقول ونقل الأعلاف واستخدام الآلات. ولذلك بدأ المتخصصون في التفكير للوصول إلى طريقة تساعد على تقليل هذه الانبعاثات وفي ظل عالم محكوم بالرقمية رأى البعض أن التحول من الطبيعة للمعامل قد ينقذ الطبيعة من الأضرار التي تتعرض لها وبالتبعية ينقذ الإنسان ومن هنا بدأ التفكير في التوقف عن تربية الحيوانات والاعتماد على اللحوم المزروعة في المختبر وحسب موقع " Cnn " فان اللحم المستزرع معمليا القائم على علم "هندسة الأنسجة" لا يختلف في أساسياته عن "زراعة الخلايا" فيتم الحصول على عينة صغيرة من العضلات مأخوذة بإبرة دقيقة من حيوان حي ثم تجري تغذيتها على مصل غني باحتياجات نموها. فتتكاثر وتتضاعف أعدادها ويتم نسجها على هياكل بالغة الدقة لتحاكي شكل الألياف العضلية للحم الحيوان وبعد أن تأخذ الزرعة حجمها الكافي وشكلها ومحتواها من البروتين المطلوب يتم حصدها وطهيها كاللحوم الخالية من العظم. وتم تمويل أولى محاولات استزراع اللحم من قبل وكالة ناسا عام 2002 بهدف إنتاج لحم أسماك يمكن تنميته في الفضاء لتوفير غذاء بروتيني لرواد الرحلات الفضائية الطويلة حتى وصلت الفكرة إلى لندن وتم انتاج أغلى قطة برجر في العالم مصنوع من أول لحم مستزرع معمليا وبلغ سعر هذه القطعة من اللحم نحو 300 الف دولار. لتكون أول خطوات حصول البشر على لحم مستدام دون ذبائح ولا جزارين أو مراعي ولا تجارة ماشية حتى طورت شركات ناشئة في سان فرانسيسكو منتج لحوم قائم على الخلايا يكون مذاقه ومظهره مثل الدجاج أو اللحم وبحسب موقع " Daily Mail " تمكن فريق من العلماء في جامعة أوساكا اليابانية من طباعة لحوم أبقار "الواغيو" Wagyu والتي تعد من أغلى أنواع اللحوم في العالم بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في المعمل وكانت تشبه إلى حد كبير منتجات اللحوم التقليدية وتحتوي على دهون وعضلات وأوعية دموية. ووفقا لموقع " Scientific American " فإن العلماء يؤكدون أن من خلال إنتاج اللحوم المستزرعة قد تكون انبعاثات الغازات الدفيئة أقل بنسبة تتراوح بين ال 78 و 96% كما تقل المياه المستخدمة بنسبة تتراوح بين 82 و 96% كما يمكن تعزيز هذه اللحوم بالدهون الصحية كأوميجا 3 والفيتامينات واللقاحات. إضافة إلى أن هذه اللحوم المستزرعة ستتمكن من تحاشي الأمراض التي تنقلها الحيوانات كإنفلونزا الطيور وغيرها فالحيوانات التي ستؤخذ منها عينات خلايا المنشأ للاستزراع ستكون منتقاة وتحت السيطرة. «بكتيريا اللحوم».. قنبلة موقوتة من الجراثيم تخلصي منها بهذه الطرق