تتجه الدولة لإقامة مجتمعات زراعية وصناعية متكاملة بعد أن ثبت نجاح هذه التجربة في المشروعات الإنتاجية التى نفذتها الدولة فى الإنتاج السمكى فى بركة غليون بكفر الشيخ والمشروع القومى لإنتاج اللحوم بالفيوم، كما يجب نقل جميع المراكز البحثية المتعلقة بالأنشطة الزراعية أو مشروعات الإنتاج الحيوانى والداجنى والثروة السمكية بهذه المدن. كما تتجه العديد من دول العالم الآن الى إنشاء المدن الزراعية المتكاملة على أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية لتعظيم العائد منها، فلماذا لا يتم إنشاء مدينة زراعية متكاملة بإحدى المناطق المستصلحة على أن تكون عملية تمويل هذه المدينة من خلال العائد من بيع المبانى والمنشآت التى تمتلكها الوزارة ومنها مقرى مركز البحوث الزراعية والصحراء خاصة وأنه خلال الفترة المقبلة سيتم نقل وزارة الزراعة للعاصمة الإدارية الجديدة؟ وقال الدكتور محمد يوسف أستاذ المكافحة البيولوجية والاستخدام الآمن للمبيدات بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، إن القيادة السياسية تحرص على زيادة الرقعة الزراعية بالتوسع الأفقي والرأسي في الأراضي الزراعية والتوسع في المشروعات الإنتاجية سواء الزراعية أو والحيوانية بهدف سد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج وتقليل الاستيراد من الخارج فى ظل تراجع الرقعة الزراعية والزيادة السكانية والتغيرات المناخية. وتابع أنه كاد أن يكون الأمل مفقود إلى أن جاءت قيادة حكيمة لها رؤية مستقبلية واضحة فى قطاع الزراعة وكان من أولوياتها هو إقامة القرية البحثية على أرض توشكى والتى تعتبر من أهم المراكز البحثية والتدريبية العملاقة فى مصر والشرق الأوسط حيث تقوم بتخريج كوادر علمية وعملية مؤهلة للتعامل مع أساليب التكنولوجيا الحديثة فى قطاع الزراعة خاصة أساليب الرى الحديث ومنها الرى المحورى والرش والتنقيط وتطبيق نظام الزراعة الهيدروبونيك والاكوابونك والايروبونك بهدف ترشيد استهلاك المياه في الزراعة وتعظيم الاستفادة القصوى من وحدتى المياه والأرض على أن نبدأ من حيث انتهى الآخرين. وأضاف الدكتور محمد يوسف، أن أهمية إقامة القرية البحثية يرجع الى استخدام التقنية الحديثة فى استنباط أصناف وسلالات من المحاصيل الزراعية الموفرة للمياه والمقاومة للجفاف والملاحة والآفات الحشرية والأمراض ومحاصيل ذات دورة حياة قصيرة تعطى إنتاجية عالية ذات جودة تخدم مجال التصدير وتسد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج فى ظل الشح المائى والزيادة السكانية. وأوضح أنه فى حالة إقامة مدينة زراعية متكاملة لابد وأن تعتمد على شبكات الطاقة الذكية لتزويدها بالطاقة اللازمة للزراعة والري والحصاد من خلال بعض الخلايا الشمسية وتربينات الرياح التي ستزودها بما تحتاج من الطاقة وتقام على مساحة كبيرة في الظهير الصحراوي أو في أي مدينة جديدة وتضم المدينة الزراعية المتكاملة كافة القطاعات الخدمية لمجال الزراعة مثل مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء والمركز القومي للبحوث ليعطي الفرصة لجميع الباحثين من تبادل الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع بمعدلات نجاح عالية بدلاً من العزلة التي تحول بينهم وبين الوصول إلى مصادر المعلومات وفرص إطلاعهم على التجارب والأفكار والمستجدات العلمية. وأشار إلى أن فكرة إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة متخصصة في مجال الزراعة لابد أن تتضمن مستشفيات ومدارس وأماكن سكنية للباحثين، موضحا أنها أفضل طريقة لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع النباتي والحيواني وبالتالى يعتبر أفضل طريقة لجذب استثمارات جديدة لمصر وضمان الحصول على ثقة المستثمرين في الاقتصاد الزراعي والاستثمار داخل مصر بجانب إنشاء معامل متخصصة لإنتاج الأسمدة والمبيدات الحيوية بهدف دعم الزراعة العضوية في مصر بعد إصدار قانون الزراعة العضوية على أن يتم إنشاء مشروع لمعالجة المياه وتحلية مياه البحر. اقرأ أيضا: «بحوث الصحراء»: المدن الزراعية تسهم في حل مشاكل الاحتباس الحراري