لا يزال عشرات الآلاف من الأفغان يسعون إلى الفرار من بلدهم عبر جسر جوى «صعب» اعترف الرئيس الأمريكى جو بايدن بأنه لا يضمن «نتائجه». وفيما تعزز صور الفوضى فى مطار كابول كل يوم الانطباع بأنه لم يجر الاستعداد لعملية الإجلاء، تبرأت طالبان من مسئوليتها عن الاضطرابات فى المطار الذى حاصره آلاف الساعين للفرار، قائلة إنه كان يمكن للغرب ترتيب خطة أفضل للإجلاء. وأعلن الجيش الأمريكى أنه أجلى 13 ألف شخص حتى الآن فى حين استقل آلاف آخرون طائرات خاصة قدمت من دول أوروبية وبريطانيا. ومعظم الذين تم إجلاؤهم رعايا أمريكيون لكن العديد من الأفغان خصوصًا الذين عملوا لحساب الولاياتالمتحدة ويحملون تأشيرات هجرة خاصة (اس آى فى) لأنفسهم ولأقاربهم لا يستطيعون الوصول إلى المجمع الذى يتولى ضمان أمنه أكثر من خمسة آلاف جندى أمريكى، واضطر الجيش الأمريكى قبل يومين لنشر ثلاث مروحيات لنقل 169 أمريكياً لم يتمكنوا من الوصول إلى المطار من فندق فى كابول. وقبل يومين، تم تعليق عمليات إجلاء المدنيين لساعات بسبب امتلاء القواعد الأمريكية فى الخليج وخصوصًا فى قطر، حيث يتواجد آلاف اللاجئين، وذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى جو بايدن، تحدث هاتفياً مع أمير قطر لشكره لمساعدة الجانب القطرى فى عملية الإجلاء من أفغانستان، وأشار بايدن إلى أن هذا هو أكبر جسر جوى فى التاريخ وأنه لولا الدعم المبكر من قطر لتسهيل نقل آلاف الأشخاص يومياً لما أصبح ذلك أمراً ممكناً. كما أعربت الخارجية الأمريكية عن امتنانها لكل من الإمارات والبحرين، لتسهيل عبور المواطنين الأمريكيين وموظفى السفارة من أفغانستان فى إطار عمليات الإجلاء، مؤكدة أنه ليس هناك أولوية «أعلى من سلامة وأمن مواطنى الولاياتالمتحدة فى الخارج»، بما فى ذلك عناصر الجيش والدبلوماسيين الذين يخدمون فى أفغانستان. وحصلت الولاياتالمتحدة على ضوء أخضر من برلين لإرسال بعض الذين تم إجلاؤهم إلى ألمانيا حيث تملك واشنطن العديد من القواعد العسكرية بما فى ذلك قاعدتها الكبيرة فى «رامشتاين» ومستشفاها العسكرى المهم. ووصل أكثر من مائة أفغاني إلى العاصمة الإسبانية «مدريد» على متن رحلة إجلاء هى الثانية التى تنظمها الحكومة. كما تم إجلاء 85 مواطناً هندياً من كابول، قالت تقارير هندية إنهم تعرضوا للاحتجاز المؤقت. من جهته، أكد مسئول فى طالبان أن عناصر الحركة لم يخطفوا أى أجنبى، منوهاً بأن بعضهم قيد الاستجواب قبل خروجهم من البلاد.