الرقمنة ومؤتمر الإفتاء العالمى

غدًا يتجدَّد اللقاء السنوى لعقد المؤتمر العالمى لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحضور لفيف من علماء الإفتاء ورؤساء المؤسسات الإفتائية والباحثين المعنيين بشأن الإفتاء وتجديد الخطاب الدينى فى العالم الإسلامى، وينعقد المؤتمر هذا العام تحت عنوان (مؤسسات الفتوى فى العصر الرقمى)، مناقشًا واحدةً من أهم القضايا التى فرضت نفسها على العالم فى جميع المجالات؛ ومنها الإفتاء الرقمى، فعلى أثر فرض جميع دول العالم العديد من الإجراءات الاحترازية جراء انتشار وباء فيروس كوفيد -19، المعروف بكورونا، اتجه العالم إلى الاعتماد بشكلٍ كبير على وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى وبرامج الفيديو كونفراس؛ لتسيير الأعمال وعقد الاجتماعات، ولا شك أن من مقتضيات تجديد الخطاب الدينى، الذى أكد على الدعوة إليه فى أكثر من مناسبة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ودعا المؤسسات الدينية إلى الاهتمام به، بحيث أصبح مطلبًا مهمًا وضروريًا - أن يُواكب الخطاب الدينى، وبخاصة الإفتائى، كل مستجدات العصر الحديث التى من شأنها توصيل الآراء والأبحاث والفتاوى برؤية إسلامية وسطية تحمل قيم السلام والتعايش، وتسعى للقضاء على التطرف والإرهاب، والرد بشكل علمى على كل ما تثيره جماعات الإسلام السياسى، وبخاصة جماعة الإخوان الإرهابية، وما تفرع عنها من رؤى وأفكار متشددة لا تمت إلى سماحة الإسلام ووسطيته بصلة، شعار المؤتمر (نحو مؤسسات إفتائية رقمية) يحمل كثيرًا من الدلالات والإشارات، لما يمكن أن تكون عليه المؤسسات الإفتائية من تطور وتحديث فى المستقبل القريب، ويهدف المؤتمر إلى إيجاد حالة من الوعى الجماهيرى بأهمية الرقمنة وما يعود على الحالة الدينية والإفتائية من تفعيلها فى المؤسسات والمجتمعات، كما يهدف المؤتمر إلى إظهار قدرة المؤسسات الإفتائية على المواكبة، ومن المتوقع أن يسفر هذا المؤتمر عن الإعلان عن الوثيقة التاريخية للتعاون الإفتائى، ومن المنتظر أن تنص الوثيقة على دعم التعاون فى كل ما يخدم مجال الإفتاء على المستويين المعرفى والإجرائى والعلاقات البينية التى تجمع بين مؤسسات الإفتاء، وبينها وبين مؤسسات الدولة الوطنية، وخدمة قضايا التعاون العالمى والهموم الإنسانية المشتركة.