إبراهيم نجم أمين عام هيئات الإفتاء: نواجه الانحرافات الفقهية.. ونسعى لتوحيد الفتوى (حوار)

قال الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن «المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية» التى أطلقتها دار الإفتاء المصرية عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم تعد أكبر موسوعة علمية تجمع أركان العملية الإفتائية وتدعم التطبيق الأمثل لها.
وأضاف «نجم» فى حواره ل«المصرى اليوم» أن الأمانة تسعى إلى تحقيق حزمة أهداف استراتيجية بغرض تحسين إدارة المؤسسات الإفتائية وتطوير ودعم التحول الرقمى فى دور وهيئات الإفتاء فى العالم.. وإلى نص الحوار:
■ بداية نود إلقاء المزيد من الضوء على «المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية».
- تعد المعلمة أكبر موسوعة علمية تجمع أركان العملية الإفتائية وتدعم التطبيق الأمثل لها، فهى تنقسم إلى عدة أقسام تغطى كل ما يتعلق بالإفتاء، فتبدأ بالمقدمات التى تعرّف المستخدم بالمشروع والمنهج الذى اتبعته فى عرض المادة العلمية وجمعها والأهداف وخطوات الناتج العلمى، كما أن المقدمة تتضمن مدخلًا رئيسيًّا لعلم الإفتاء من: المبادئ، والتعريف بالفتوى والإفتاء، وأهمية الفتوى وحكم الإفتاء، وتاريخ الإفتاء والمؤسسات الإفتائية.
ويختص القسم الثانى من المعلمة برصد المفاهيم الإفتائية المستخدمة فى الفتوى قديمًا وحديثًا؛ والعمل على بيان أصولها، وبيان أهم المؤثرات أو القيود أو المحترزات أو الأركان أو الشروط ذات الصلة بها، أما القسم الثالث فَلِعرض المقاصد الكلية للفتوى مع ذِكر تطبيقاتها فى فتاوى المؤسسات المعتمدة فى المسائل المستجدة.
وجاء القسم الرابع من المعلمة - تأهيل المفتين - وهو قسم يستعرض أهم علوم الإفتاء اللازمة لتأهيل المفتين، ثم المهارات الإفتائية التى يجب أن يتمتع بها المتصدر للفتوى وطرق صقلها وتنميتها. أما القسم الخامس فيختص بالبحث الإفتائى، ويُعنى بعرض وتأصيل مناهج البحث فى الدراسات الإفتائية لتكون معينًا للدارسين والباحثين الذين هم بصدد البحث والتأليف فى مجال علوم الفتوى، ولتكون داعمًا حقيقيًّا للدراسات الأكاديمية فى مجال الإفتاء.
ويتناول القسم السادس والأخير: إدارة العملية الإفتائية، وطريقة العمل المؤسسى، وتطبيق التميُّز المؤسسى فى دور وهيئات الإفتاء عبر أحدث أساليب الإدارة.
■ أطلقت الأمانة العامة لدور الإفتاء جائزة الإمام القرافى للتميز الفقهى.. فماذا عنها؟
- أعلنت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم إطلاق مبادرة «جائزة الإمام القرافى للتميُّز الإفتائى» لتُمنَح سنويًّا خلال المؤتمر العالمى السنوى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم. وتهدف الجائزة لتشجيع البحث العلمى الشرعى وتقدير دوره فيما يخدم القضايا الفقهية والإفتائية؛ وبخاصة المعاصرة منها، ودعم التميز والإبداع فى مجال البحث العلمى والنشر فى موضوعات تُثرى الجوانب العلمية والشرعية والفقهية المتعلقة بالفتوى والإفتاء.
■ ما دور الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم؟
- الأمانة ومقرها دار الإفتاء المصرية هى أول هيئة علمية متخصصة تضم ما يزيد على 35 مفتيًا وعالمًا من مختلف دول وقارات العالم، يحملون المنهج الوسطى، وتم الإعلان عنها فى 15 ديسمبر 2015.
ويمكن القول بأن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم هى استجابة لمعطيات الواقع ومشكلات المسلمين وأوضاع دولهم وجالياتهم، فالأزمات والمشكلات التى يمر بها المسلمون فى مختلف أرجاء المعمورة تتطلب استجابات نوعية تواكب حجم المشكلات والتحديات الراهنة.
■ ماذا حققت الأمانة من إنجازات خلال الفترة الماضية؟
- أطلقت الأمانة خلال عام 2020 العديد من المبادرات والمشروعات التى تضاف إلى سجلها الحافل بالتطوير والابتكار لخدمة مجال الفتوى والمؤسسات الإفتائية فى إطار رسالتها السامية، ومن أهم هذه الإنجازات تنظيم اليوم العالمى للإفتاء، ووحدة مرصد المستقبل الإفتائى التى دشنتها الأمانة العامة عام 2019، ومركز دعم البحث الإفتائى لطلبة الماجستير والدكتوراة، ومكتبة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم. كما تم الانتهاء من نسخة المؤشر للعام 2021 والتى رسمت خريطة تحليليةً دقيقة لما كان عليه خطاب الفتوى بالعالم هذا العام، كما أنشئت منصة «هداية» منذ 3 سنوات لخلق بيئة علمية يأمن فيها الناس على أنفسهم وأولادهم لتعلم الإسلام الصحيح؛ وتعمل على تزويد المسلم فى كل مكان بكل ما يحتاجه من معارف وعلوم ومهارات، ومحاربة الأفكار المتطرفة والهدامة من خلال تحويل الردود العلمية المنهجية التى قام بها كبار العلماء إلى برامج وصور إلكترونية تتناسب وثقافة العصر.
كما أتمت الأمانة إعداد مرجع أساسى فى مجال العمل الإفتائى وهو «دليل المهارات الإفتائية»، والدليل المرجعى لمواجهة التطرف، وموسوعة الانحرافات الفقهية عند المتطرفين، كما صدر القسم الثالث من «الجمهرة» فى 5 مجلدات، يحتوى على التعريف بأكابر المفتين فى العراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين، ومعجم المفاهيم الإفتائية التراثية والمعاصرة بكافة صورها وأشكالها سواء أكانت مفاهيم متعلقة بالفتوى المقروءة أو المسموعة أو المرئية، واستمرت فى إصدار نشرة «جسور» الدورية الشهرية التى تهدف لمد جسور التواصل وتبادل الخبرات بين المؤسسات الإفتائية، وصدر منها 27 عددًا.
■ تستعد دار الإفتاء لعقد مؤتمرها السنوى أغسطس المقبل.. فماذا أعددتم هذا العام؟
- نعمل على قدم وساق على وضع اللمسات الأخيرة لخروج مؤتمرنا العالمى الذى سيعقد خلال الفترة من 2 إلى 3 أغسطس المقبل بشكل مشرّف، إذ يتابع فريق عمل المؤتمر تنفيذ الأهداف المرجوة منه من خلال التحضير لموضوعات المؤتمر وورش العمل والأوراق البحثية المقدمة، والتواصل مع المشاركين من أعضاء الأمانة العامة. ويدور موضوع المؤتمر حول «مؤسسات الفتوى فى العصر الرقمى»، ويعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبمشاركة أكثر من 80 دولة من مختلف دول العالم.
■ ما الأهداف التى تسعون إليها من وراء هذا المؤتمر؟
- نسعى من خلال المؤتمر إلى تحقيق حزمة أهداف استراتيجية، بغرض تحسين إدارة المؤسسات الإفتائية وتطوير ودعم التحول الرقمى فى دور وهيئات الإفتاء فى العالم. ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر إزاحة الستار عن عدد من المشروعات والمبادرات المهمة التى تثرى الحقل الإفتائى فى الداخل والخارج، وتستشرف بها الدار ما هو منتظر منها فى المستقبل من خطط طموح ومشروعات واعدة وفعاليات دولية وإصدارات علمية وكل ما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة ويمنع نشر الأفكار الإرهابية المتطرفة ويعزز مسيرة العمل الوطنى، فضلا عن عرض مجموع الأبحاث المواكبة لمقتضيات العملِ الدينى، كما يسعى المؤتمر المرتقب إلى الاتفاق على آليات التعاون بين دور وهيئات الإفتاء فى سبيل تحقيق الأهداف المشتركة، والمشاركة فى معالجة تحديات التطور التقنى، والدخول بالمؤسسات الإفتائية إلى عصر الرقمنة عبر دعم التحول الرقمى.
■ ما محاور المؤتمر؟ وهل سيكون هناك ورش عمل؟
- من خلال فعاليات المؤتمر المختلفة نتناول عدة محاور، منها: «الإفتاء الجماعى ومؤسساته.. الواقع والمأمول- مؤسسات الفتوى فى العصر الرقمى.. تحديات التطوير ونماذج المعالجة- الإفتاء الجماعى فى أزمنة الجوائح والأزمات- تفعيل التطور الرقمى فى مؤسسات الفتوى لمواجهة الجوائح وعبور الأزمات».
وبالتوازى مع فعاليات المؤتمر، سنعقد 3 ورش عمل حول «الفتوى والعصر الرقمى.. كيف نقتحم الميدان؟»، وورشة أخرى عن «عرض نتائج حصاد المؤشر العالمى للإفتاء 2020 /2021»، وورشة أخيرة بعنوان «التعليم عن بعد طريق للتأهيل الإفتائى باستخدام التقنية الرقمية».
■ ذكرتم أن من بين محاور المؤتمر موضوع الإفتاء الجماعى.. فما أهميته فى عصرنا الحالى؟
- يناقش المشاركون بالمؤتمر أهمية الإفتاء الجماعى فى أزمنة الوباء وتبادل المعلومات المتخصصة وتأثيرها على الأحكام الفقهية لتحقيق مصالح المسلمين فى كل مكان، كما يناقشون مدى الاستفادة من توحيد الفتوى فى مستجدات ونوازل أزمنة الأوبئة وكيفية تحقيق ذلك، كما يستشرف المشاركون أهم المسائل المستقبلية التى قد تؤثر فى الفتوى والإفتاء فى أزمنة الجوائح، وكيف يمكن تحديد اتجاهات التعاطى مع هذه المسائل إفتاءً، وشكل الإفتاء فيما بعد زمن كورونا.
■ ما المأمول من المؤتمر؟
- بالتوازى مع تفعيل جملة أهداف استراتيجية للأمانة؛ وعلى رأسها إقامة جسور التعاون بين المؤسسات الإفتائية، يأتى تطوير العمل الإفتائى بتطبيق التحول الرقمى؛ إذ تؤدى الأمانة رسالتها وتحقق أهدافها فى تفعيل التعاون بين أعضائها من المؤسسات الإفتائية، وخاصة فى سياق الدخول بالعملية الإفتائية فى عصر النهضة الرقمية.
■ ماذا عن المشروعات التى ستعلنون عنها فى مؤتمر هذا العام؟
- من المنتظر أن يشهد المؤتمر إزاحة الستار عن عدد من المشروعات والمبادرات المهمة التى تثرى الحقل الإفتائى فى الداخل والخارج، وعلى رأس تلك المشروعات والمبادرات الإعلان عن وثيقة التعاون الإفتائى، وإزاحة الستار عن أكبر موسوعة فقهية فى 20 مجلدا، وهى «المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية»، والإعلان عن الدليل المرجعى لمواجهة التطرف، والانحرافات الفقهية للمتطرفين، إلى جانب مجموعة أخرى من الإصدارات والتطبيقات التكنولوجية المهمة، من بينها «التأسلم السياسى»، و«معجم مصطلحات التطرف»، والمكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائى، كما سيتم إعلان الفائز بجائزة الإمام القرافى لهذا العام، وتخريج دفعة من أئمة المساجد فى الخارج، إلى جانب عرض نتائج المؤشر العالمى للفتوى.. وتحت شعار «مؤسسات إفتائية رقمية»، يسعى المؤتمر المرتقب إلى الاتفاق على آليات التعاون بين دور وهيئات الإفتاء فى سبيل تحقيق الأهداف المشتركة والمشاركة فى معالجة تحديات التطور التقنى والدخول بالمؤسسات الإفتائية إلى عصر الرقمنة عبر دعم التحول الرقمى.