«مدينة السيارات» العالمية.. تكتب نهاية العشوائية

◄ خبراء يطالبون بإغلاق أي نشاط مخالف وغير مرخص وإعادة النظر في نقل المعارض
◄ مواطنون: سوق مدينة نصر أصابنا بالقلق والتوتر.. أزمات مرورية وعمليات نصب متكررة
سوق جديد للمستعمل ومدينة عالمية للسيارات على طريق العين السخنة تتمتع بكافة المقومات والإمكانات لخدمة قطاع عريض من المواطنين، على قدم وساق تجري الإنشاءات والتجهيزات للتشغيل الرسمي؛ لتكتب بذلك المشهد الأخير لسوق السيارات القديم بمدينة نصر والذي أضر المنطقة بالكامل بمشاهد عبثية على كافة المستويات بدءا من الزحام المروري الخانق والضوضاء والتلوث السمعي وحتى المشاجرات والمشاحنات وعمليات النصب في البيع وفي الشراء، وصولا إلى المعارض التى انتشرت في كافة انحاء القاهرة الكبرى واحتلت الأرصفة بسياراتها وبغت على حقوق المواطنين ليأتي القرار بنقلها لمدينة السيارات في إطار خطة شاملة هدفها تصويب الأوضاع وتحسين المظهر الحضاري.
ترحيب كبير وتأكيد على أهمية نقل سوق السيارات القديم رصدته "أخبار السيارات"، بينما لم يختلف أي من الأطراف المهتمة بتجارة السيارات أو المتخصصين، على أهمية إنشاء مدينة عالمية للسيارات، ولكن البعض له تحفظات على فكرة نقل كل معارض السيارات بعد ثلاثة أشهر إلى المدينة الجديدة دون استثناء.
الملتزمون بالتراخيص
يرى عمر بلبع، رئيس الشعبة العامة للسيارات بالغرفة التجارية بالجيزة، أن قرار نقل المعارض خارج المناطق السكنية، يجب ألا يطبق سواء الآن أو في المستقبل على الملتزمين بالتراخيص والضرائب وشروط المحليات، وقال: بصفة عامة أنا ضد أي تجاوز للقانون وأي شخص يمارس نشاط مخالف وبدون ترخيص فيجب أن يغلق فورا.
ويضيف: أرى أنه يجب ألا يكون نقل المعارض إلزامًا على الكل، فمن يريد الانتقال ينتقل وفق ظروفه ودراسة جدواه وأماكن سكن العاملين لديه.
موضوع متشابك
واتفق مع بلبع في الرأي رئيس شعبة النقل في اتحاد الصناعات، سمير علام، قائلًأ: موضوع نقل معارض السيارات متشابك جدا، فما قيل هو نقل المعارض الموجودة في الكتلة السكنية ولكن ما مفهوم تلك المعارض، وتقريبا كل معارض السيارات في مصر داخل الكتل السكنية، وإذا تم تطبيق هذا القرار، أين المكان الذي يتسع لكل تلك المعارض؟، ويجب أن نعي أن المعارض من الأصل تنقسم إلى أكثر من نوع فمنها "معارض الوكيل، والموزعين ، وأخرى معارض صغيرة، فإذا كان القرار هو نقل الوكيل مثلا، فكيف يحدث ذلك وكل معارض الوكلاء مرخصة، وملتزمون بالعرض داخل المعرض، وبالنسبة للمعارض التي تقوم بإشغال الطريق فحلها هو إزالة الإشغالات وتطبيق المخالفات.
وأضاف علام : "أما المعارض التي لاتحمل ترخيص فالقانون يحتم غلقه، ومن الممكن أن تُنقل تلك المعارض، ولكن حتى إذا تم النقل فلا يوجد حصر بأعداد المعارض لتوفير مكان يستوعب تلك الأعداد، مشيرًا إلى أن إنشاء مدينة سيارات واحدة لن يستوعب كل المعارض في جميع أنحاء مصر، ولكن يتحتم إنشاء مدن مماثلة خارج كل محافظة، وذلك لاستحالة نقل جميع المعارض خلال ثلاثة شهور فقط، وهي المدة المحددة لنقل معارض السيارات خارج الحيز العمراني.
واقترح سمير علام، أن يتم إنذار أصحاب المعارض غير المرخصة لكي يقومون بتوفيق أوضاعهم، وأن يتم استخراج التراخيص اللازمة والالتزام بالشروط وعدم إشغال الطريق، وفي حال مخالفة ذلك يتم غلق المعرض فورا.
وأكد علام، أن القرار رائع والفكرة التنظيمية جيدة ولكن تطبيق القرار بهذه الصورة غير مدروس، مطالبًا بإنشاء مجمع سيارات على حدود كل محافظة ليسهل على أصحاب المعارض في المحافظات المختلفة .
اقرأ ايضا| 3 شهور أشغال شاقة ل«E70» الكهربائية.. سيارة «النصر» في شوارع مصر
الارتقاء بالخدمات
وفي ذات السياق استعرض خبير صناعة السيارات اللواء حسين مصطفى، تفاصيل المدينة العالمية للسيارات، مؤكدًا أن قرار إنشاء المدينة "رائع" ويعتبر إضافة لرغبة الدولة في تحسين أو الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن، فقد كان هناك سوق للسيارات المستعملة بالحي العاشر "سوق الجمعة"، وكان عشوائيًا ويسبب ربكة مرورية، بالإضافة إلى إمكانية حدوث بعض عمليات النصب خلال البيع، وعدم حفظ حق المواطن في شراء سيارات قد يتبين فيما بعد أن أوراق هذه السيارات غير سليمة أو قد يتبين أن بها عيوب غير ظاهرة وتحتاج إلى الكشف الجديد.
وأضاف اللواء حسين مصطفى ان مدينة السيارات الجديدة تقع على مساحة 57 فدان تسع 4000 سيارة وبه 6 ساحات انتظار مساحتها 12.5 فدان، ويحتوي على شبكة طرق داخلية و10 بوابات دخول تحصيل رسوم، بالإضافة إلى أماكن للخدمات الحكومية مثل الشهر العقاري لتسجيل عمليات البيع، وأفرع للبنوك وشركات التمويل لتسهيل الإئتمان، ومبنى للحماية المدنية يتكون من "الشرطة والإسعاف والإطفاء"، كما يوجد مبنى به معارض للسيارات الجديدة ومراكز للخدمة، وعدد من المطاعم ودورات المياة ومناطق العاب أطفال.
وأشار إلى فوائد مدينة السيارات الجديدة قائلًا من أهم ما يميز السوق الجديد بالنسبة للسيارات المستعملة، يمكن للمواطن التأكد من مستندات السيارة التي يرغب في شراءها قبل عملية الشراء، من فرع المرور الموجود، كما يمكنه التأكد من حالتها الفنية والحصول على تقرير فني بما تحتاجه السيارة وحالة المحرك وما إلى ذلك.
وأكد اللواء حسين مصطفى أن هذا السوق سيكون منطقة جذب لمعارض السيارات، حيث يتوجه المواطن لشراء سيارته والتنقل بين المعارض المختلفة للحصول على ما يبتغيه من مواصفات، فتجميع المعارض والسيارات في مكان واحد يفيد المواطن بدلًا من التنقل في مناطق اخرى بين التوكيلات والمعارض المنتشرة حاليا، وكذلك وجود المعارض في منطقة واحدة يكون في صالح المواطن حيث من المنتظران يتم تقديم عروض سعرية أو عروض اخرى على هيئة خدمات مجانية بين معارض السيارات لجذب العميل.
وأضاف أن مدينة السيارات هي الأولى من نوعها في العالم، فلأول مرة نجد تجمعًا لشراء السيارات واستبدالها وانهاء الإجراءات كلها في مكان واحد.
وقال اللواء حسين مصطفى: أرى أن تأجيل قرار نقل المعارض لحين توفر البديل هو الأنسب، ومن يرغب بنقل معرضه الى مدينة السيارات يذهب، ولكن ارى ان فكرة التعميم غير صحيحة ولست مع قرار نقل كل المعارض الى مدينة السيارات واعطائهم مهلة ثلاثة اشهر للنقل خارج الكتلة السكنية.
اقرأ أيضا | حوار| رئيس «النصر»: السيارة الكهربائية.. باكورة عودة الصناعة المصرية
رأي المواطنين
د. فينوس فؤاد، أحد سكان مدينة نصر بالقرب من مقر سوق السيارات القديم، أكدت أن هذا السوق كان يسبب أزمة كبيرة للسكان على مدار ثلاثة أيام من مساء الخميس وحتى السبت، وذلك بسبب ركن السيارات بشكل عشوائي يعيق حركة المرور، وعلى هامش ذلك السوق كان يقام سوق خضار وبيع ملابس البالة، فتحولت المنطقة من منطقة راقية إلى عشوائية وتكدست بها القمامة، ووصل الوضع إلى أن الرصيف كان يتم تأجيره بالسنتيمتر.
وأضافت د. فينوس فؤاد أن سكان المنطقة كانوا يعانون بسبب المشاجرات التي كانت تحدث بالسوق بسبب عمليات السرقة والنصب المتكررة، وبما ان المنطقة سكنية فكان ذلك يسهل على اللصوص التخفي وسط المباني، مضيفة أن فكرة إقامة مدينة عالمية للسيارات يتم نقل السوق القديم إليها هي فكرة رائعة فالمكان عندما يكون مغلق ومؤمن وله عوامل تأمين وتنظيم، وطرق للتأكد من صحة الأوراق تعد مميزات رائعة.
كما أشاد المهندس محمد محمود إبراهيم، أحد سكان مدينة نصر، بقرار نقل سوق السيارات لما كان يسببه ذلك السوق من تكدس مروري وأزمات اسبوعية والذي حول الاجازة الاسبوعية إلى يوم تشوبه الضوضاء والتوتر بسبب المشاجرات المستمرة بسبب الخلافات على السعر أو عمليات النصب المتكررة، وذلك ما أيده الحاج أحمد صاحب أحد المحال التجارية بالمنطقة قائلًا: مشكلات سوق السيارات الاسبوعية كانت أكثر من فوائد وجوده، وقد حول المنطقة إلى عشوائيات ومرتع للباعة الجائلين.