احتفالا بذكرى تحريرها.. المطرب مينا عطا يطرح كليب "سيناء"    محافظ مطروح يطمئن على حالة مدير الأوقاف إثر تعرضه لحادث سير    متى يبدأ التوقيت الصيفي 2024.. اعرف مواقيت الصلاة بعد تغيير الساعة    انقطاع المياه عن بعض المناطق فى البياضية والحبيل بالأقصر    توريد 22 ألف طن قمح للشون والصوامع الحكومية بالمنيا    بالفيديو.. تصعيد غير مسبوق من الاحتجاجات بالجامعات الأمريكية بسبب غزة    الرئيس الفلسطيني يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار فورا في غزة ومنع التهجير    رئيس بيلاروس يحذر من كارثة نووية حال تواصل الضغوط الغربية على روسيا    الترجي يهزم الأهلي ويتأهل لنهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    مدرب الترجي: سنعمل على تعطيل القوة لدى صن داونز.. وهدفنا الوصول لنهائي إفريقيا    وزير الرياضة يشهد افتتاح البطولة الأفريقية للجودو المؤهلة لأوليمبياد باريس    استجابة لشكاوى المواطنين.. محافظ القاهرة: تحرير 5 محاضر و18 حالة إزالة بالبساتين    بلغ من العمر عتياً.. مسن ينهى حياة زوجته بعصا خشبية بقرية البياضية بالمنيا    معلومات مهمة حول امتحانات الدبلومات 2024    تاريخ موعد عيد الأضحى في مصر فلكيًا مدفوعة الأجر للموظفين 2024    رئيس جامعة قناة السويس يُعلن انطلاق أكبر حملة تشجير بجميع الكليات    أجمل 10 صور وعبارات تهنئة بمناسبة عيد القيامة المجيد..عيد على حبايبك    أكاديمية الفنون تنظم مهرجان الفيمتو آرت الدولي الثالث بمشاركة 11 دولة منتصف مايو المقبل    تفاصيل الاجتماع المشترك بين "الصحفيين" و"المهن التمثيلية" ونواب بشأن أزمة تغطية جنازات المشاهير    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    حسام المندوه يعقد جلسة مع جوميز في مطار القاهرة | تفاصيل    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    بشرى للسيدات.. استحداث وثيقة تأمين على الطلاق يتحمل الزوج رسومها كاملة    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    هشام الحلبي: إرادة المصريين لم تنكسر بعد حرب 67    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    محافظ شمال سيناء: كل المرافق في رفح الجديدة مجانًا وغير مضافة على تكلفة الوحدة السكنية    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    فرج عامر: لم نفكر في صفقات سموحة حتى الآن.. والأخطاء الدفاعية وراء خسارة العديد من المباريات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    منصة شاهد تعرض أول حلقتين من مسلسل البيت بيتي 2    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. إيقاف قيد الزمالك وبقاء تشافي مع برشلونة وحلم ليفربول يتبخر    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة الكسوة الشريفة من مصر المحروسة لبلاد الحجاز المباركة


كتب: ‬حسين ‬الطيب
تشرفت ‬مصر ‬على ‬مدار ‬تاريخها ‬بصناعة ‬كسوة ‬الكعبة ‬المشرفة ‬وخروج ‬المحمل ‬الشريف ‬إلى ‬الأراضى ‬المقدسة، ‬فى ‬أجواء ‬احتفالية ‬عظيمة ‬يحضرها ‬كبار ‬رجال ‬الدولة ‬لينطلق ‬المحمل ‬حاملًا ‬الكسوة ‬إلى ‬أرض ‬الحرمين ‬ويرافقها ‬حجاج ‬بيت ‬الله ‬الحرام ‬فيما ‬يشبه ‬اليوم ‬البعثة ‬الرسمية ‬للحج.‬
وهو ‬الجمل ‬أو ‬الجمال ‬التى ‬تحمل ‬كسوة ‬الكعبة، ‬ويضم ‬المحمل ‬مع ‬قافلة ‬الحجاج ‬زركب ‬الحجاجس ‬أى ‬الركب ‬السلطانى ‬الذى ‬تصحبه ‬الكسوة ‬الشريفة ‬للحرمين، ‬وكان ‬المحمل ‬أول ‬الأمر ‬عبارة ‬عن ‬حمولة ‬جمل ‬تتضمن ‬هدايا ‬وكسوة ‬الكعبة، ‬ثم ‬نما ‬المحمل ‬نمواً ‬عظيماً، ‬حتى ‬بلغ ‬ثقله ‬قناطير ‬مقنطرة ‬وكان ‬الموكب ‬كان ‬يخرج ‬من ‬مصر ‬كل ‬عام ‬حاملاً ‬كسوة ‬الكعبة ‬إلى ‬الأراضى ‬الحجازية، ‬ويعتقد ‬عند ‬البعض ‬ان ‬المحمل ‬كان ‬يخرج ‬من ‬مصر ‬منذ ‬عهد ‬شجر ‬الدر ‬والمماليك ‬حتى ‬بداية ‬منتصف ‬الخمسينيات ‬من ‬القرن ‬العشرين ‬الميلادي. ‬ولكن ‬الحقيقة ‬أن ‬علاقة ‬كسوة ‬الكعبة ‬لم ‬تكن ‬بدايتها ‬من ‬عصر ‬شجر ‬الدر ‬فحسب ‬بل ‬ترجع ‬لعصر ‬الخلفاء ‬الراشدين، ‬ففى ‬عهد ‬ثانى ‬الخلفاء ‬الراشدين ‬عمر ‬بن ‬الخطاب ‬رضى ‬الله ‬عنه، ‬حيث ‬كان ‬يوصى ‬بكِسوة ‬الكعبة ‬بالقماش ‬المصرى ‬المعروف ‬بالقباطى ‬الذى ‬اشتهرت ‬الفيوم ‬بتصنيعه.‬
والقباطى ‬نسبة ‬إلى ‬قبط ‬مصر، ‬وكان ‬المصريون ‬ماهرين ‬فى ‬نسج ‬أفضل ‬وأفخر ‬أنواع ‬الثياب ‬والأقمشة. ‬فيذكر ‬المؤرخ ‬زأبو ‬الوليد ‬الأزرقيس ‬أن ‬الخليفة ‬الراشدى ‬الفاروق ‬عمر ‬بن ‬الخطاب ‬كسا ‬الكعبة ‬المشرفة ‬بالقباطى ‬من ‬بيت ‬المال، ‬وكان ‬يكتب ‬إلى ‬والى ‬مصر ‬عمرو ‬بن ‬العاص ‬لطلبه.‬
مكان ‬الصنع ‬والتاريخ
ويذكر ‬المقريزي، ‬أن ‬أحد ‬مؤرخى ‬مكة ‬وهو ‬زالفاكهيس، ‬رأى ‬كسوة ‬الكعبة ‬من ‬القباطى ‬المصري، ‬وقد ‬كتب ‬عليها ‬أنها ‬صنعت ‬بأمر ‬الخليفة ‬المهدى ‬فى ‬ورش ‬تنيس ‬على ‬يد ‬والى ‬مصر، ‬ورأى ‬نفس ‬الرجل ‬كسوة ‬من ‬القباطى ‬صنعت ‬فى ‬مصر ‬بأمر ‬الخليفة ‬العباسى ‬هارون ‬الرشيد، ‬فى ‬ورش ‬مدينة ‬تونة ‬بمصر.‬
حيث ‬كانت ‬الكتابات ‬المسجلة ‬على ‬الكسوة ‬عادة ‬ما ‬توضح ‬مكان ‬الصنع ‬والتاريخ ‬وذلك ‬بداية ‬من ‬العصر ‬العباسى ‬أما ‬فى ‬عهد ‬شجر ‬الدر، ‬حيث ‬خرج ‬أول ‬محمل ‬فى ‬عهد ‬المماليك (‬بعض ‬المؤرخين ‬يرى ‬أن ‬شجر ‬الدر ‬أول ‬سلاطين ‬المماليك، ‬بينما ‬يرى ‬البعض ‬الآخر ‬أنها ‬آخر ‬ملوك ‬البيت ‬الأيوبى ‬فى ‬مصرلتوليها ‬الحكم ‬عقب ‬وفاة ‬ابن ‬زوجها ‬توران ‬شاة ‬ذ ‬80 ‬يوما ‬ذ ‬حتى ‬زواجها ‬من ‬السلطان ‬المُعز ‬عِز ‬الدين ‬ايبك )‬، ‬والمحمل ‬نفسه ‬هو ‬عبارة ‬عن ‬هودج ‬فارغ ‬يقال ‬إنه ‬كان ‬هودج ‬شجر ‬الدر. ‬فى ‬العصر ‬المملوكى ‬برز ‬الاهتمام ‬بقافلة ‬المحمل ‬المصري، ‬وتأكد ‬برعاية ‬قافلة ‬الحج ‬والقيام ‬بشؤونها،خصوصاً ‬وأنها ‬تحمل ‬كسوة ‬الكعبة ‬المشرفة، ‬رمز ‬الزعامة ‬والسيادة، ‬ولعبت ‬قافلة ‬الحج، ‬دوراً ‬مهماً ‬فى ‬الحركة ‬التجارية ‬بين ‬الشرق ‬والغرب، ‬حيث ‬تتولى ‬نقل ‬سلع ‬الغرب ‬إلى ‬مكة ‬التى ‬تنقل ‬منها ‬لبلاد ‬المشرق، ‬المختلفة، ‬وتجلب ‬من ‬مكة ‬سلع ‬الشرق ‬لتوزع ‬فى ‬بلاد ‬الغرب،
ويبلغ ‬ارتفاع ‬كسوة ‬الكعبة ‬14 ‬مترا، ‬ويحليها ‬فى ‬الثلث ‬الأعلى ‬منها ‬حزام ‬يعرف ‬بحزام ‬الكعبة ‬المطرز ‬بالأسلاك ‬المصنوعة ‬من ‬الفضة ‬المحلاة ‬بالذهب ‬ونقش ‬عليها، ‬لا ‬إله ‬إلا ‬الله ‬محمد ‬رسول ‬الله ‬والله ‬جل ‬جلاله ‬وسبحان ‬الله ‬وبحمده ‬سبحان ‬الله ‬العظيم ‬ويا ‬حنان ‬يا ‬منان، ‬وتحتها ‬مباشرة ‬سورة ‬الإخلاص. ‬وتم ‬حفظ ‬آخر ‬كسوة ‬صنعت ‬للكعبة ‬داخلها، ‬وظلت ‬تعمل ‬حتى ‬عام ‬1962م. ‬السلطان ‬الظاهر ‬بيبرس ‬هو ‬أول ‬من ‬أرسى ‬الاحتفال ‬بسفر ‬المحمل ‬من ‬القاهرة ‬إلى ‬مكة، ‬حيث ‬كان ‬يعرض ‬كسوة ‬الكعبة ‬فى ‬احتفالات ‬شعبية ‬فى ‬شوارع ‬القاهرة ‬قبل ‬سفرها ‬بيوم، ‬بعدها ‬أصبح ‬المحمل ‬والاحتفال ‬به ‬تقليداً ‬يحرص ‬عليه ‬ملوك ‬مصر ‬وشعبها ‬كل ‬سنة ‬فى ‬وقت ‬خروجه ‬لمكة ‬المكرمة، ‬وكذلك ‬الاحتفال ‬بعودته ‬منها،واستعمل ‬لنقلها ‬عشرون ‬جملاً، ‬وصار ‬انتقال ‬المحمل ‬مع ‬قافلة ‬الحاج ‬إلى ‬مكة ‬من ‬مصر ‬عبارة ‬عن ‬انتقال ‬مجتمع ‬بأكمله، ‬معه ‬السبيل ‬المسبل ‬للفقراء ‬والضعفاء ‬والمنقطعين ‬بالماء ‬والزاد ‬والأشربة ‬والأدوية ‬والعقاقير ‬والأطباء ‬والكحالين ‬والمجبرين ‬والأدلاء ‬والأئمة ‬والمؤذنين ‬والأمراء ‬والجند ‬والقاضي.‬
والشهود ‬والدواوين، ‬والأمناء، ‬ومغسل ‬الموتى، ‬فى ‬أكمل ‬زى ‬وأتم ‬أبهة. ‬وكان ‬المماليك ‬يحتفلون ‬به ‬ثلاث ‬مرات ‬فى ‬رجب ‬ورمضان ‬وشوال ‬ويطوفون ‬به ‬ومن ‬معه ‬مصر ‬والقاهرة ‬فعند ‬ذلك ‬تهيج ‬العزمات ‬وتنبعث ‬الأشواق ‬وتتحرك ‬البواعث ‬ويلقى ‬الله ‬تعالى ‬العزيمة ‬على ‬الحج ‬فى ‬قلب ‬من ‬يشاء ‬من ‬عباده ‬فيأخذون ‬فى ‬التأهب ‬والاستعداد ‬للخروج ‬للحج ‬صحبة ‬المحمل ‬فى ‬شوال ‬بعدما ‬يشق ‬القاهرة ‬ومصر، ‬حتى ‬يراه ‬الناس ‬ويتبركون ‬به ‬وأمامه ‬الأفيال ‬والطبول ‬والزمور، ‬ثم ‬يخرج ‬بعدها ‬المحمل ‬من ‬تحت ‬القلعة ‬إلى ‬باب ‬النصر، ‬ومنه ‬للريدانية ‬صحبة ‬القافلة. ‬أما ‬عن ‬كسوة ‬الكعبة ‬التى ‬جهزت ‬القافلة ‬لحملها ‬فقد ‬حظيت ‬بعناية ‬كبيرة ‬من ‬جانب ‬سلاطين ‬المماليك، ‬واحتفلوا ‬لأجلها ‬وكان ‬السلطان ‬يجلس ‬بنفسه ‬لتعرض ‬عليه ‬فى ‬شوال ‬للتأكد ‬من ‬انتهاء ‬نسجها، ‬ومشاهدة ‬الحمالين ‬وهم ‬يحملونها ‬على ‬رؤوسهم ‬ويشقون ‬بها ‬القاهرة ‬ذهاباً ‬وإياباً ‬ويذكر ‬أوليا ‬جلبي، ‬أن ‬هؤلاء ‬الحمالين ‬كانوا ‬من ‬المغاربة ‬واعتادوا ‬حمل ‬كسوة ‬الكعبةولم ‬يزل ‬الأمر ‬على ‬ذلك ‬إلى ‬أن ‬أوقف ‬عليها ‬الصالح ‬إسماعيل ‬بن ‬الناصر ‬محمد ‬سنة ‬743 ‬ه ‬قرية ‬من ‬نواحى ‬القاهرة ‬يقال ‬لها ‬بيسوس، ‬وبذلك ‬أصبحت ‬نفقة ‬صناعة ‬الكسوة ‬منذ ‬هذا ‬التاريخ ‬وحتى ‬نهاية ‬عهد ‬المماليك ‬تتحصل ‬من ‬ريع ‬الوقف ‬المذكور، ‬ولضمان ‬العناية ‬بوقف ‬الكسوة. ‬
حفل ‬رسمى
وكان ‬يقام ‬حفل ‬رسمي، ‬ثم ‬تخرج ‬الكسوة ‬فى ‬احتفال ‬بهيج ‬وتخرج ‬وراءها ‬الجموع ‬إلى ‬ميدان ‬الرميلة ‬قرب ‬القلعة، ‬وكان ‬مكان ‬هذا ‬المشغل ‬ورشة ‬خميس ‬العدس، ‬كان ‬قد ‬أنشأها ‬محمد ‬على ‬باشا ‬لعمل ‬آلات ‬أصولية ‬مثل ‬السندانات ‬والمخارط ‬الحديد ‬والقواديم ‬والمناشير ‬وأدوات ‬الأنوال ‬لصناعة ‬غزل ‬ونسيج ‬الحرير ‬والقطن. ‬واعتاد ‬المصريون ‬أن ‬يدوروا ‬بالمحمل ‬فى ‬ربوع ‬مصر ‬بدءًا ‬من ‬أشهر ‬رجل ‬خاصة ‬فى ‬عهد ‬أسرة ‬محمد ‬على ‬باشا، ‬وذلك ‬لكى ‬يعرف ‬من ‬يرغب ‬بالحج ‬لكى ‬يستعد ‬لهذه ‬الرحلة ‬المباركة ‬بمرافقة ‬المحمل. ‬وكانت ‬نظارة (‬وزارة) ‬الداخلية ‬ترسل ‬إلى ‬نظارة ‬المالية: ‬إشعاراً ‬بتعيين ‬أمير ‬الحج ‬وأمين ‬الصرة.‬
ثم ‬ترسل ‬المالية ‬إلى ‬كليهما ‬خطاباً ‬محددة ‬فيه ‬واجباتهما، ‬وكشفا ‬بعدد ‬الموظفين ‬والأطباء ‬والمشاعلية ‬وغيرهم ‬من ‬الضباط ‬والجنود ‬والخدم ‬وعدد ‬الخيام ‬والجمال ‬وسائر ‬المستلزمات. ‬و ‬كتقليد ‬متبع ‬فى ‬كل ‬عام، ‬وبالتحديد ‬فى ‬شهر ‬ذى ‬القعدة، ‬كانت ‬نظارة ‬الداخلية ‬ونظارة ‬المالية ‬يتفقان ‬على ‬اليوم ‬المحدد ‬النقل ‬الكسوة ‬من ‬دار ‬الكسوة ‬الشريفة (‬مصلحة ‬الكسوة/ ‬ورشة ‬الخرنفش) ‬التى ‬أمر ‬ببنائها ‬محمد ‬على ‬باشا ‬عام ‬1232 ‬ه، ‬إلى ‬مسجد ‬الإمام ‬الحسين، ‬ويصدق ‬الخديوى ‬على ‬تعيين ‬ذلك ‬اليوم،
رئيس ‬مجلس ‬النشطاء
ويصدر ‬الأمر ‬من ‬رئيس ‬مجلس ‬النظار ‬بتعطيل ‬الدواوين ‬والمصالح ‬الحكومية، ‬وينشر ‬ذلك ‬فى ‬الجريدة ‬الرسمية، ‬وتخطر ‬نظارة ‬الداخلية ‬نظارة ‬الحربية ‬ومحافظة ‬العاصمة ‬ليكون ‬الجميع ‬ضباطا ‬وجنودا ‬على ‬أهبة ‬الاستعداد، ‬كما ‬تقوم ‬المحافظة ‬بإرسال ‬الدعوات ‬إلى ‬العلماء ‬وكبار ‬رجال ‬الدولة ‬لحضور ‬الاحتفال.‬
وهذا ‬الموكب ‬كانت ‬تصحبه ‬الدفوف ‬والاحتفالات ‬والأناشيد، ‬ويسلم ‬الحاكم ‬أمير ‬الحج ‬وقواته ‬سرة ‬الأموال ‬المليئة ‬بالجنيهات ‬الذهبية ‬المصرية، ‬ويعطى ‬إشارة ‬بدء ‬الحركة ‬والتوجه ‬إلى ‬مكة ‬زأم ‬القرىس. ‬وعقب ‬إذن ‬الحاكم ‬بالتوجه ‬إلى ‬مكة، ‬يتوجه ‬المحمل ‬إلى ‬العباسية، ‬وهناك ‬يبات ‬ليلته ‬بالجمال، ‬ثم ‬يتحرك ‬تجاه ‬القلزم ‬بالسويس، ‬وهناك ‬يستقل ‬البواخر، ‬ويظل ‬محفوفًا ‬بالاحتفالات ‬حتى ‬يصل ‬إلى ‬مكة ‬فى ‬آخر ‬شهر ‬ذى ‬القعدة. ‬وبعد ‬الحج ‬يعود ‬المحمل ‬حاملا ‬الكسوة ‬القديمة ‬للكعبة ‬بعد ‬إبدالها ‬بالجديدة ‬وتقطع ‬إلى ‬قطع ‬وتوزع ‬على ‬النبلاء ‬والأمراء، ‬وما ‬زالت ‬هذه ‬القطع ‬موجودة ‬فى ‬متحف ‬كسوة ‬الكعبة،وبعضها ‬فى ‬قبور ‬العائلة ‬الملكية ‬فى ‬مصر ‬حيث ‬زينوا ‬بها ‬أضرحتهم ‬كنوع ‬من ‬التبرك. ‬ويلاحظ ‬أن ‬المحمل ‬المصرى ‬لم ‬يكن ‬الوحيد ‬الذى ‬يخرج ‬للحج ‬فى ‬العالم ‬الإسلامي، ‬بل ‬كان ‬هناك ‬المحمل ‬الشامي، ‬والعراقى ‬واليمني، ‬لكن ‬ما ‬كان ‬يميز ‬المصرى ‬هو ‬خروج ‬الكسوة ‬معه. ‬وظلت ‬الكسوة ‬تُرسل ‬بانتظام ‬من ‬مصر ‬بصورة ‬سنوية ‬يحملها ‬أمير ‬الحج ‬معه ‬فى ‬قافلة ‬الحج، ‬حتى ‬عهد ‬الرئيس ‬جمال ‬عبدالناصر، ‬وعاد ‬قبل ‬أن ‬يصل ‬إلى ‬الأراضى ‬السعودية ‬بسبب ‬خلافات ‬سياسية ‬آنذاك، ‬لتبدأ ‬المملكة ‬صناعة ‬كسوة ‬الكعبة ‬فى ‬منطقة ‬أم ‬الجود، ‬ثم ‬نقلت ‬الصناعة ‬إلى ‬منطقة ‬أجياد، ‬وهناك ‬تستمر ‬صناعتها ‬للآن.‬
المصدر : اللواء الإسلامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.