انطلاق تصويت أبناء الجالية المصرية بالأردن في 30 دائرة من المرحلة الأولى لانتخابات "النواب"    بعد فشل مفوضات السد الإثيوبي.. هل تلجأ مصر للحرب؟ وزير الخارجية يرد    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الاثنين 8 ديسمبر 2025    أسعار الذهب في مصر اليوم الاثنين 8 ديسمبر 2025    كأس العرب.. السعودية تبحث عن تثبيت الصدارة أمام المغرب.. وعُمان تتشبث بآخر الفرص    سباليتي بعد الخسارة أمام نابولي: يوفنتوس افتقد السرعة    الأرصاد تحذر من تساقط لحبات البرد ونشاط الرياح القوية على بعض المناطق    بدء تصويت المصريين في الخارج ب30 دائرة ملغاة بأحكام القضاء لانتخابات النواب    تايلاند تشن غارات جوية ضد الجيش الكمبودي بعد اشتباكات حدودية دامية    تصاعد التوتر في الشرق الأوسط ومسار "خطة ترامب" بين إسرائيل وأميركا ( تحليل إخباري )    اليوم.. محاكمة 7 متهمين بقضية خلية مدينة نصر الثانية    نتنياهو يشكك في قدرة القوة الدولية على نزع سلاح "حماس"    انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد..كواليس الساعات الأخيرة    انكماش اقتصاد اليابان في الفترة من يوليو إلى سبتمبر    2026 عام الانطلاقة الجديدة لحديقة الحيوان.. والعودة لاتفاقية سايتس    نهال عنبر تنعى صديقة عمرها: قلبي موجوع ومش مصدقة إنك مشيتي    شاب يقتل والدته بتهشيم رأسها لخلافات أسرية في مدينة الشيخ زايد    جامعة الفيوم تنظم ندوة توعوية عن جرائم تقنية المعلومات الأربعاء المقبل    أفضل الطرق الطبيعية لملء الفراغات في الحواجب الخفيفة    نتنياهو: مفاوضات جنوب سوريا تتواصل مع الحفاظ على المصالح الإسرائيلية    ملفات ساخنة وأحداث مُشتعلة فى تغطية خاصة لليوم السابع.. فيديو    الرئيس التشيكي: قد يضطر الناتو لإسقاط الطائرات والمسيرات الروسية    وزير الحرب الأمريكي يتجاهل سؤال الصحفيين حول ضرب فنزويلا    ماسك يشبّه الاتحاد الأوروبي بألمانيا النازية    "من يريد تصفية حسابات معي فليقبض عليّ أنا" ..لماذا تعتقل "مليشيا السيسى "شقيق مذيعة في قناة تابعة للمخابرات !؟    حبس عاطل لقيامه بسرقة وحدة تكييف خارجية لأحد الأشخاص بالبساتين    شئون البيئة: مصر ستترأس اتفاقية برشلونة للبيئة البحرية خلال العامين القادمين    "قطرة ندى" للشاعر محمد زناتي يفوز بجائزة أفضل عرض في مهرجان مصر الدولي لمسرح العرائس    لميس الحديدي: قصة اللاعب يوسف لا يجب أن تنتهي بعقاب الصغار فقط.. هناك مسئولية إدارية كبرى    مجموعة التنمية الصناعية IDG تطلق مجمع صناعي جديد e2 New October بمدينة أكتوبر الجديدة    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    إبراهيم حسن: محمد صلاح سيعود أقوى وسيصنع التاريخ بحصد كأس أمم إفريقيا    حسام أسامة: بيزيرا "بتاع لقطة".. وشيكو بانزا لم يُضِف للزمالك    وزير الإسكان: سنوفر الحل البديل ل الزمالك بشأن أرضه خلال 3-4 شهور    أمريكا: اتفاق «قريب جدًا» لإنهاء حرب أوكرانيا |روسيا والصين تجريان مناورات «مضادة للصواريخ»    غرفة عقل العويط    «القومية للتوزيع» الشاحن الحصري لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2026    رئيس "قصور الثقافة": السوشيال ميديا قلّلت الإقبال.. وأطلقنا 4 منصات وتطبيقًا لاكتشاف المواهب    ياهو اليابانية.. والحكومة المصرية    كم عدد المصابين بالإنفلونزا الموسمية؟ مستشار الرئيس يجيب (فيديو)    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    كيف يؤثر النوم المتقطع على صحتك يوميًا؟    أحمد موسى يكشف أزمة 350 أستاذا جامعيا لم يتسلموا وحداتهم السكنية منذ 2018    أمن مطروح يفك لغز العثور على سيارة متفحمة بمنطقة الأندلسية    حاتم صلاح ل صاحبة السعادة: شهر العسل كان أداء عمرة.. وشفنا قرود حرامية فى بالى    الموسيقار حسن شرارة: ثروت عكاشة ووالدي وراء تكويني الموسيقي    أحمد موسى: "مينفعش واحد بتلاتة صاغ يبوظ اقتصاد مصر"    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    تعرف على شروط إعادة تدوير واستخدام العبوات الفارغة وفقاً للقانون    وزير الرياضة يوضح أسباب وفاة السباح الناشئ يوسف محمد    وائل القبانى ينتقد تصريحات أيمن الرمادى بشأن فيريرا    اليوم.. المصريون بالخارج يصوتون فى ال 30 دائرة المُلغاة    حياة كريمة.. قافلة طبية مجانية لخدمة أهالى قرية السيد خليل بكفر الشيخ    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة الكسوة الشريفة من مصر المحروسة لبلاد الحجاز المباركة


كتب: ‬حسين ‬الطيب
تشرفت ‬مصر ‬على ‬مدار ‬تاريخها ‬بصناعة ‬كسوة ‬الكعبة ‬المشرفة ‬وخروج ‬المحمل ‬الشريف ‬إلى ‬الأراضى ‬المقدسة، ‬فى ‬أجواء ‬احتفالية ‬عظيمة ‬يحضرها ‬كبار ‬رجال ‬الدولة ‬لينطلق ‬المحمل ‬حاملًا ‬الكسوة ‬إلى ‬أرض ‬الحرمين ‬ويرافقها ‬حجاج ‬بيت ‬الله ‬الحرام ‬فيما ‬يشبه ‬اليوم ‬البعثة ‬الرسمية ‬للحج.‬
وهو ‬الجمل ‬أو ‬الجمال ‬التى ‬تحمل ‬كسوة ‬الكعبة، ‬ويضم ‬المحمل ‬مع ‬قافلة ‬الحجاج ‬زركب ‬الحجاجس ‬أى ‬الركب ‬السلطانى ‬الذى ‬تصحبه ‬الكسوة ‬الشريفة ‬للحرمين، ‬وكان ‬المحمل ‬أول ‬الأمر ‬عبارة ‬عن ‬حمولة ‬جمل ‬تتضمن ‬هدايا ‬وكسوة ‬الكعبة، ‬ثم ‬نما ‬المحمل ‬نمواً ‬عظيماً، ‬حتى ‬بلغ ‬ثقله ‬قناطير ‬مقنطرة ‬وكان ‬الموكب ‬كان ‬يخرج ‬من ‬مصر ‬كل ‬عام ‬حاملاً ‬كسوة ‬الكعبة ‬إلى ‬الأراضى ‬الحجازية، ‬ويعتقد ‬عند ‬البعض ‬ان ‬المحمل ‬كان ‬يخرج ‬من ‬مصر ‬منذ ‬عهد ‬شجر ‬الدر ‬والمماليك ‬حتى ‬بداية ‬منتصف ‬الخمسينيات ‬من ‬القرن ‬العشرين ‬الميلادي. ‬ولكن ‬الحقيقة ‬أن ‬علاقة ‬كسوة ‬الكعبة ‬لم ‬تكن ‬بدايتها ‬من ‬عصر ‬شجر ‬الدر ‬فحسب ‬بل ‬ترجع ‬لعصر ‬الخلفاء ‬الراشدين، ‬ففى ‬عهد ‬ثانى ‬الخلفاء ‬الراشدين ‬عمر ‬بن ‬الخطاب ‬رضى ‬الله ‬عنه، ‬حيث ‬كان ‬يوصى ‬بكِسوة ‬الكعبة ‬بالقماش ‬المصرى ‬المعروف ‬بالقباطى ‬الذى ‬اشتهرت ‬الفيوم ‬بتصنيعه.‬
والقباطى ‬نسبة ‬إلى ‬قبط ‬مصر، ‬وكان ‬المصريون ‬ماهرين ‬فى ‬نسج ‬أفضل ‬وأفخر ‬أنواع ‬الثياب ‬والأقمشة. ‬فيذكر ‬المؤرخ ‬زأبو ‬الوليد ‬الأزرقيس ‬أن ‬الخليفة ‬الراشدى ‬الفاروق ‬عمر ‬بن ‬الخطاب ‬كسا ‬الكعبة ‬المشرفة ‬بالقباطى ‬من ‬بيت ‬المال، ‬وكان ‬يكتب ‬إلى ‬والى ‬مصر ‬عمرو ‬بن ‬العاص ‬لطلبه.‬
مكان ‬الصنع ‬والتاريخ
ويذكر ‬المقريزي، ‬أن ‬أحد ‬مؤرخى ‬مكة ‬وهو ‬زالفاكهيس، ‬رأى ‬كسوة ‬الكعبة ‬من ‬القباطى ‬المصري، ‬وقد ‬كتب ‬عليها ‬أنها ‬صنعت ‬بأمر ‬الخليفة ‬المهدى ‬فى ‬ورش ‬تنيس ‬على ‬يد ‬والى ‬مصر، ‬ورأى ‬نفس ‬الرجل ‬كسوة ‬من ‬القباطى ‬صنعت ‬فى ‬مصر ‬بأمر ‬الخليفة ‬العباسى ‬هارون ‬الرشيد، ‬فى ‬ورش ‬مدينة ‬تونة ‬بمصر.‬
حيث ‬كانت ‬الكتابات ‬المسجلة ‬على ‬الكسوة ‬عادة ‬ما ‬توضح ‬مكان ‬الصنع ‬والتاريخ ‬وذلك ‬بداية ‬من ‬العصر ‬العباسى ‬أما ‬فى ‬عهد ‬شجر ‬الدر، ‬حيث ‬خرج ‬أول ‬محمل ‬فى ‬عهد ‬المماليك (‬بعض ‬المؤرخين ‬يرى ‬أن ‬شجر ‬الدر ‬أول ‬سلاطين ‬المماليك، ‬بينما ‬يرى ‬البعض ‬الآخر ‬أنها ‬آخر ‬ملوك ‬البيت ‬الأيوبى ‬فى ‬مصرلتوليها ‬الحكم ‬عقب ‬وفاة ‬ابن ‬زوجها ‬توران ‬شاة ‬ذ ‬80 ‬يوما ‬ذ ‬حتى ‬زواجها ‬من ‬السلطان ‬المُعز ‬عِز ‬الدين ‬ايبك )‬، ‬والمحمل ‬نفسه ‬هو ‬عبارة ‬عن ‬هودج ‬فارغ ‬يقال ‬إنه ‬كان ‬هودج ‬شجر ‬الدر. ‬فى ‬العصر ‬المملوكى ‬برز ‬الاهتمام ‬بقافلة ‬المحمل ‬المصري، ‬وتأكد ‬برعاية ‬قافلة ‬الحج ‬والقيام ‬بشؤونها،خصوصاً ‬وأنها ‬تحمل ‬كسوة ‬الكعبة ‬المشرفة، ‬رمز ‬الزعامة ‬والسيادة، ‬ولعبت ‬قافلة ‬الحج، ‬دوراً ‬مهماً ‬فى ‬الحركة ‬التجارية ‬بين ‬الشرق ‬والغرب، ‬حيث ‬تتولى ‬نقل ‬سلع ‬الغرب ‬إلى ‬مكة ‬التى ‬تنقل ‬منها ‬لبلاد ‬المشرق، ‬المختلفة، ‬وتجلب ‬من ‬مكة ‬سلع ‬الشرق ‬لتوزع ‬فى ‬بلاد ‬الغرب،
ويبلغ ‬ارتفاع ‬كسوة ‬الكعبة ‬14 ‬مترا، ‬ويحليها ‬فى ‬الثلث ‬الأعلى ‬منها ‬حزام ‬يعرف ‬بحزام ‬الكعبة ‬المطرز ‬بالأسلاك ‬المصنوعة ‬من ‬الفضة ‬المحلاة ‬بالذهب ‬ونقش ‬عليها، ‬لا ‬إله ‬إلا ‬الله ‬محمد ‬رسول ‬الله ‬والله ‬جل ‬جلاله ‬وسبحان ‬الله ‬وبحمده ‬سبحان ‬الله ‬العظيم ‬ويا ‬حنان ‬يا ‬منان، ‬وتحتها ‬مباشرة ‬سورة ‬الإخلاص. ‬وتم ‬حفظ ‬آخر ‬كسوة ‬صنعت ‬للكعبة ‬داخلها، ‬وظلت ‬تعمل ‬حتى ‬عام ‬1962م. ‬السلطان ‬الظاهر ‬بيبرس ‬هو ‬أول ‬من ‬أرسى ‬الاحتفال ‬بسفر ‬المحمل ‬من ‬القاهرة ‬إلى ‬مكة، ‬حيث ‬كان ‬يعرض ‬كسوة ‬الكعبة ‬فى ‬احتفالات ‬شعبية ‬فى ‬شوارع ‬القاهرة ‬قبل ‬سفرها ‬بيوم، ‬بعدها ‬أصبح ‬المحمل ‬والاحتفال ‬به ‬تقليداً ‬يحرص ‬عليه ‬ملوك ‬مصر ‬وشعبها ‬كل ‬سنة ‬فى ‬وقت ‬خروجه ‬لمكة ‬المكرمة، ‬وكذلك ‬الاحتفال ‬بعودته ‬منها،واستعمل ‬لنقلها ‬عشرون ‬جملاً، ‬وصار ‬انتقال ‬المحمل ‬مع ‬قافلة ‬الحاج ‬إلى ‬مكة ‬من ‬مصر ‬عبارة ‬عن ‬انتقال ‬مجتمع ‬بأكمله، ‬معه ‬السبيل ‬المسبل ‬للفقراء ‬والضعفاء ‬والمنقطعين ‬بالماء ‬والزاد ‬والأشربة ‬والأدوية ‬والعقاقير ‬والأطباء ‬والكحالين ‬والمجبرين ‬والأدلاء ‬والأئمة ‬والمؤذنين ‬والأمراء ‬والجند ‬والقاضي.‬
والشهود ‬والدواوين، ‬والأمناء، ‬ومغسل ‬الموتى، ‬فى ‬أكمل ‬زى ‬وأتم ‬أبهة. ‬وكان ‬المماليك ‬يحتفلون ‬به ‬ثلاث ‬مرات ‬فى ‬رجب ‬ورمضان ‬وشوال ‬ويطوفون ‬به ‬ومن ‬معه ‬مصر ‬والقاهرة ‬فعند ‬ذلك ‬تهيج ‬العزمات ‬وتنبعث ‬الأشواق ‬وتتحرك ‬البواعث ‬ويلقى ‬الله ‬تعالى ‬العزيمة ‬على ‬الحج ‬فى ‬قلب ‬من ‬يشاء ‬من ‬عباده ‬فيأخذون ‬فى ‬التأهب ‬والاستعداد ‬للخروج ‬للحج ‬صحبة ‬المحمل ‬فى ‬شوال ‬بعدما ‬يشق ‬القاهرة ‬ومصر، ‬حتى ‬يراه ‬الناس ‬ويتبركون ‬به ‬وأمامه ‬الأفيال ‬والطبول ‬والزمور، ‬ثم ‬يخرج ‬بعدها ‬المحمل ‬من ‬تحت ‬القلعة ‬إلى ‬باب ‬النصر، ‬ومنه ‬للريدانية ‬صحبة ‬القافلة. ‬أما ‬عن ‬كسوة ‬الكعبة ‬التى ‬جهزت ‬القافلة ‬لحملها ‬فقد ‬حظيت ‬بعناية ‬كبيرة ‬من ‬جانب ‬سلاطين ‬المماليك، ‬واحتفلوا ‬لأجلها ‬وكان ‬السلطان ‬يجلس ‬بنفسه ‬لتعرض ‬عليه ‬فى ‬شوال ‬للتأكد ‬من ‬انتهاء ‬نسجها، ‬ومشاهدة ‬الحمالين ‬وهم ‬يحملونها ‬على ‬رؤوسهم ‬ويشقون ‬بها ‬القاهرة ‬ذهاباً ‬وإياباً ‬ويذكر ‬أوليا ‬جلبي، ‬أن ‬هؤلاء ‬الحمالين ‬كانوا ‬من ‬المغاربة ‬واعتادوا ‬حمل ‬كسوة ‬الكعبةولم ‬يزل ‬الأمر ‬على ‬ذلك ‬إلى ‬أن ‬أوقف ‬عليها ‬الصالح ‬إسماعيل ‬بن ‬الناصر ‬محمد ‬سنة ‬743 ‬ه ‬قرية ‬من ‬نواحى ‬القاهرة ‬يقال ‬لها ‬بيسوس، ‬وبذلك ‬أصبحت ‬نفقة ‬صناعة ‬الكسوة ‬منذ ‬هذا ‬التاريخ ‬وحتى ‬نهاية ‬عهد ‬المماليك ‬تتحصل ‬من ‬ريع ‬الوقف ‬المذكور، ‬ولضمان ‬العناية ‬بوقف ‬الكسوة. ‬
حفل ‬رسمى
وكان ‬يقام ‬حفل ‬رسمي، ‬ثم ‬تخرج ‬الكسوة ‬فى ‬احتفال ‬بهيج ‬وتخرج ‬وراءها ‬الجموع ‬إلى ‬ميدان ‬الرميلة ‬قرب ‬القلعة، ‬وكان ‬مكان ‬هذا ‬المشغل ‬ورشة ‬خميس ‬العدس، ‬كان ‬قد ‬أنشأها ‬محمد ‬على ‬باشا ‬لعمل ‬آلات ‬أصولية ‬مثل ‬السندانات ‬والمخارط ‬الحديد ‬والقواديم ‬والمناشير ‬وأدوات ‬الأنوال ‬لصناعة ‬غزل ‬ونسيج ‬الحرير ‬والقطن. ‬واعتاد ‬المصريون ‬أن ‬يدوروا ‬بالمحمل ‬فى ‬ربوع ‬مصر ‬بدءًا ‬من ‬أشهر ‬رجل ‬خاصة ‬فى ‬عهد ‬أسرة ‬محمد ‬على ‬باشا، ‬وذلك ‬لكى ‬يعرف ‬من ‬يرغب ‬بالحج ‬لكى ‬يستعد ‬لهذه ‬الرحلة ‬المباركة ‬بمرافقة ‬المحمل. ‬وكانت ‬نظارة (‬وزارة) ‬الداخلية ‬ترسل ‬إلى ‬نظارة ‬المالية: ‬إشعاراً ‬بتعيين ‬أمير ‬الحج ‬وأمين ‬الصرة.‬
ثم ‬ترسل ‬المالية ‬إلى ‬كليهما ‬خطاباً ‬محددة ‬فيه ‬واجباتهما، ‬وكشفا ‬بعدد ‬الموظفين ‬والأطباء ‬والمشاعلية ‬وغيرهم ‬من ‬الضباط ‬والجنود ‬والخدم ‬وعدد ‬الخيام ‬والجمال ‬وسائر ‬المستلزمات. ‬و ‬كتقليد ‬متبع ‬فى ‬كل ‬عام، ‬وبالتحديد ‬فى ‬شهر ‬ذى ‬القعدة، ‬كانت ‬نظارة ‬الداخلية ‬ونظارة ‬المالية ‬يتفقان ‬على ‬اليوم ‬المحدد ‬النقل ‬الكسوة ‬من ‬دار ‬الكسوة ‬الشريفة (‬مصلحة ‬الكسوة/ ‬ورشة ‬الخرنفش) ‬التى ‬أمر ‬ببنائها ‬محمد ‬على ‬باشا ‬عام ‬1232 ‬ه، ‬إلى ‬مسجد ‬الإمام ‬الحسين، ‬ويصدق ‬الخديوى ‬على ‬تعيين ‬ذلك ‬اليوم،
رئيس ‬مجلس ‬النشطاء
ويصدر ‬الأمر ‬من ‬رئيس ‬مجلس ‬النظار ‬بتعطيل ‬الدواوين ‬والمصالح ‬الحكومية، ‬وينشر ‬ذلك ‬فى ‬الجريدة ‬الرسمية، ‬وتخطر ‬نظارة ‬الداخلية ‬نظارة ‬الحربية ‬ومحافظة ‬العاصمة ‬ليكون ‬الجميع ‬ضباطا ‬وجنودا ‬على ‬أهبة ‬الاستعداد، ‬كما ‬تقوم ‬المحافظة ‬بإرسال ‬الدعوات ‬إلى ‬العلماء ‬وكبار ‬رجال ‬الدولة ‬لحضور ‬الاحتفال.‬
وهذا ‬الموكب ‬كانت ‬تصحبه ‬الدفوف ‬والاحتفالات ‬والأناشيد، ‬ويسلم ‬الحاكم ‬أمير ‬الحج ‬وقواته ‬سرة ‬الأموال ‬المليئة ‬بالجنيهات ‬الذهبية ‬المصرية، ‬ويعطى ‬إشارة ‬بدء ‬الحركة ‬والتوجه ‬إلى ‬مكة ‬زأم ‬القرىس. ‬وعقب ‬إذن ‬الحاكم ‬بالتوجه ‬إلى ‬مكة، ‬يتوجه ‬المحمل ‬إلى ‬العباسية، ‬وهناك ‬يبات ‬ليلته ‬بالجمال، ‬ثم ‬يتحرك ‬تجاه ‬القلزم ‬بالسويس، ‬وهناك ‬يستقل ‬البواخر، ‬ويظل ‬محفوفًا ‬بالاحتفالات ‬حتى ‬يصل ‬إلى ‬مكة ‬فى ‬آخر ‬شهر ‬ذى ‬القعدة. ‬وبعد ‬الحج ‬يعود ‬المحمل ‬حاملا ‬الكسوة ‬القديمة ‬للكعبة ‬بعد ‬إبدالها ‬بالجديدة ‬وتقطع ‬إلى ‬قطع ‬وتوزع ‬على ‬النبلاء ‬والأمراء، ‬وما ‬زالت ‬هذه ‬القطع ‬موجودة ‬فى ‬متحف ‬كسوة ‬الكعبة،وبعضها ‬فى ‬قبور ‬العائلة ‬الملكية ‬فى ‬مصر ‬حيث ‬زينوا ‬بها ‬أضرحتهم ‬كنوع ‬من ‬التبرك. ‬ويلاحظ ‬أن ‬المحمل ‬المصرى ‬لم ‬يكن ‬الوحيد ‬الذى ‬يخرج ‬للحج ‬فى ‬العالم ‬الإسلامي، ‬بل ‬كان ‬هناك ‬المحمل ‬الشامي، ‬والعراقى ‬واليمني، ‬لكن ‬ما ‬كان ‬يميز ‬المصرى ‬هو ‬خروج ‬الكسوة ‬معه. ‬وظلت ‬الكسوة ‬تُرسل ‬بانتظام ‬من ‬مصر ‬بصورة ‬سنوية ‬يحملها ‬أمير ‬الحج ‬معه ‬فى ‬قافلة ‬الحج، ‬حتى ‬عهد ‬الرئيس ‬جمال ‬عبدالناصر، ‬وعاد ‬قبل ‬أن ‬يصل ‬إلى ‬الأراضى ‬السعودية ‬بسبب ‬خلافات ‬سياسية ‬آنذاك، ‬لتبدأ ‬المملكة ‬صناعة ‬كسوة ‬الكعبة ‬فى ‬منطقة ‬أم ‬الجود، ‬ثم ‬نقلت ‬الصناعة ‬إلى ‬منطقة ‬أجياد، ‬وهناك ‬تستمر ‬صناعتها ‬للآن.‬
المصدر : اللواء الإسلامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.