قومي حقوق الإنسان: منع الأعضاء المنتمين للأحزاب من متابعة انتخابات الشيوخ 2025    نتنياهو: أوافق على صفقة التبادل فقط إذا كانت جيدة أما الصفقات السيئة فلن أقبلها    لوكا مودريتش يستقر على رقم قميصه مع ميلان الإيطالي    الداخلية تضبط شخصًا دفع كلبًا تجاه مواطن بهدف المزاح والتربح عبر مواقع التواصل بالدقهلية    تامر حسني: غنائي مع محمد منير جايزة كبيرة    بمشاركة محمد فراج وبسنت شوقي.. حسين الجسمي يطلق كليب "مستنيك"    لفقدان الوزن- 4 أشياء تجنبها قبل التاسعة صباحًا    غدا.. الحكم فى طعن مرشح على قرار استبعاده من انتخابات الشيوخ بقنا    خارجية الشيوخ: كلمة الرئيس السيسي أمام قمة الاتحاد الإفريقي ترسّخ مكانة مصر    حماس: نتنياهو لا يريد التوصل لاتفاق.. ويتفنن في إفشال المفاوضات    يترشح للمرة الثامنة وحكم 43 عامًا.. من هو بول بيا أكبر رئيس دولة في العالم؟    بعد حصولهم على مقعدين ب«الشيوخ».. «عليا الوفد» تعلن إجراءاتها لخوض انتخابات «النواب»    «ريبيرو يرفض».. علي ماهر يجدد طلبه لضم نجم الأهلي    بعد اعتذار الهلال.. حقيقة رفض النصر المشاركة في السوبر السعودي    رسميًا.. لاعب منتخب مصر للشباب يوقع أول عقد احترافي مع أرسنال    محافظ الجيزة يعتمد مواعيد امتحانات الدور الثانى    لليوم الثاني.. استمرار أعمال تصحيح أوراق امتحانات طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية ببنها    رئيس الوزراء: إعداد مشروع إسكان جديد لنقل سكان العمارات الآيلة للسقوط بالإسكندرية    فعل خادش.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو صادم على طريق الإسماعيلية الصحراوي    ضبط عامل ارتكب فعلا خادشا للحياء في القنطرة    النيابة تحيل 20 متهمًا في قضية منصة «FBC» إلى الجنايات الاقتصادية    مصر للطيران تعلن شروط حجز تذاكر موسم العمرة، تعرف على الإجراءات المطلوبة    موعد صرف معاشات شهر أغسطس 2025 بعد الزيادة الجديدة.. رابط وخطوات الاستعلام    «أنا حيّ وأغني».. كاظم الساهر يرد على شائعة وفاته بحفل مرتقب في الكويت    عمرو دياب ونجله عبدالله يتصدران التريند بإعلان أغنية «يلا»    استقرار الحالة الصحية للفنان لطفي لبيب وتلقيه الرعاية اللازمة    من هم أصحاب الأعذار الذين لهم رخصة في الاغتسال والوضوء؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    خالد الجندي: «لا لذّة في الحياة إلا بصحبة الصادقين وأهل الله»    رئيس «الرقابة المالية» يشارك في جلسة نقاشية عن «حوكمة الشركات»    البورصة المصرية تغلق تعاملات الإثنين على ارتفاع جماعي.. ومؤشر EGX30 يصعد 2.04%    حملة تموينية مكبرة لضبط الأسواق بالعاشر من رمضان - صور    ننشر أسماء الفائزين في النسخة ال17 من "كشاف المترجمين"    محافظ الشرقية يشدد على سرعة إنهاء خدمات المواطنين بمركز ههيا التكنولوجي    وزير الداخلية الكويتي: لن نسمح بأي تجاوز لحزب الله اللبناني في بلادنا    تطوير جروبي وحديقة الأزبكية.. بيان جديد من محافظة القاهرة    افتتاح مركز طب الأسرة بقرية صفانية لخدمة 25 ألف مواطن (صور)    أكاديميون إسرائيليون: المدينة الإنسانية برفح جريمة حرب    وزارة النقل تنفي صلة الفريق كامل الوزير بتسجيل صوتي مزيف يروج لشائعات حول البنية التحتية    الإعدام ل3 سائقين والمؤبد ل2 آخرين قتلوا سائق بسبب خلافات سابقة بالقليوبية    ندوات للسلامة المهنية وتدريب العاملين على الوقاية من الحوادث بالأسكندرية    «قناة السويس» تبحث التعاون مع كوت ديفوار لتطوير ميناء أبيدجان    السعيد حويلة.. قصة 45 سنة حداد ماكينات ري الأراضي الزراعية بكفر الشيخ: بحبها من صغري ومعنديش شغلانة غيرها (صور)    لفت الأنظار في المونديال.. بالميراس يرفض 3 عروض أوروبية لريتشارد ريوس    «الوطنية للتدريب» تواصل تنفيذ برنامج «المرأة تقود في المحافظات المصرية»    «الأوقاف» تُطلق الأسبوع الثقافي ب27 مسجدًا على مستوى الجمهورية    رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية لعدد من المشروعات بمحافظة الإسكندرية    تحولات الوعي الجمالي.. افتتاح أولى جلسات المحور الفكري ل المهرجان القومي للمسرح (صور)    رئيس هيئة الرعاية الصحية: تكلفة تشغيل التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة تتخطى 26 مليار جنيه حتى الآن    توزيع 977 جهاز توليد الأكسجين على مرضى التليفات الرئوية «منزلي»    "لازم وقفة وبطالب الأهلي ببلاغ".. شوبير يفتح النار على مصطفى يونس    ماذا قال رئيس مجلس الدولة لوزير الأوقاف خلال زيارته؟    غزة: الاحتلال يشن حرب تعطيش ممنهجة ويرتكب 112 مجزرة بحق طوابير تعبئة المياه    أوروبا تسير على خطى ترامب في مطاردة المعادن الحيوية مع تأجج الحرب التجارية    مستشار الرئيس للصحة: الالتهاب السحائي نادر الحدوث بمصر    12 صورة لضرب لويس إنريكي لاعب تشيلسي بعد المباراة    دعاء في جوف الليل: اللهم اللهم أرِح قلبي بما أنت به أعلم    "عندي 11 سنة وأؤدي بعض الصلوات هل آخذ عليها ثواب؟".. أمين الفتوى يُجيب    أول رد فعل ل وسام أبوعلي بعد بيان الأهلي ببقائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة الكسوة الشريفة من مصر المحروسة لبلاد الحجاز المباركة


كتب: ‬حسين ‬الطيب
تشرفت ‬مصر ‬على ‬مدار ‬تاريخها ‬بصناعة ‬كسوة ‬الكعبة ‬المشرفة ‬وخروج ‬المحمل ‬الشريف ‬إلى ‬الأراضى ‬المقدسة، ‬فى ‬أجواء ‬احتفالية ‬عظيمة ‬يحضرها ‬كبار ‬رجال ‬الدولة ‬لينطلق ‬المحمل ‬حاملًا ‬الكسوة ‬إلى ‬أرض ‬الحرمين ‬ويرافقها ‬حجاج ‬بيت ‬الله ‬الحرام ‬فيما ‬يشبه ‬اليوم ‬البعثة ‬الرسمية ‬للحج.‬
وهو ‬الجمل ‬أو ‬الجمال ‬التى ‬تحمل ‬كسوة ‬الكعبة، ‬ويضم ‬المحمل ‬مع ‬قافلة ‬الحجاج ‬زركب ‬الحجاجس ‬أى ‬الركب ‬السلطانى ‬الذى ‬تصحبه ‬الكسوة ‬الشريفة ‬للحرمين، ‬وكان ‬المحمل ‬أول ‬الأمر ‬عبارة ‬عن ‬حمولة ‬جمل ‬تتضمن ‬هدايا ‬وكسوة ‬الكعبة، ‬ثم ‬نما ‬المحمل ‬نمواً ‬عظيماً، ‬حتى ‬بلغ ‬ثقله ‬قناطير ‬مقنطرة ‬وكان ‬الموكب ‬كان ‬يخرج ‬من ‬مصر ‬كل ‬عام ‬حاملاً ‬كسوة ‬الكعبة ‬إلى ‬الأراضى ‬الحجازية، ‬ويعتقد ‬عند ‬البعض ‬ان ‬المحمل ‬كان ‬يخرج ‬من ‬مصر ‬منذ ‬عهد ‬شجر ‬الدر ‬والمماليك ‬حتى ‬بداية ‬منتصف ‬الخمسينيات ‬من ‬القرن ‬العشرين ‬الميلادي. ‬ولكن ‬الحقيقة ‬أن ‬علاقة ‬كسوة ‬الكعبة ‬لم ‬تكن ‬بدايتها ‬من ‬عصر ‬شجر ‬الدر ‬فحسب ‬بل ‬ترجع ‬لعصر ‬الخلفاء ‬الراشدين، ‬ففى ‬عهد ‬ثانى ‬الخلفاء ‬الراشدين ‬عمر ‬بن ‬الخطاب ‬رضى ‬الله ‬عنه، ‬حيث ‬كان ‬يوصى ‬بكِسوة ‬الكعبة ‬بالقماش ‬المصرى ‬المعروف ‬بالقباطى ‬الذى ‬اشتهرت ‬الفيوم ‬بتصنيعه.‬
والقباطى ‬نسبة ‬إلى ‬قبط ‬مصر، ‬وكان ‬المصريون ‬ماهرين ‬فى ‬نسج ‬أفضل ‬وأفخر ‬أنواع ‬الثياب ‬والأقمشة. ‬فيذكر ‬المؤرخ ‬زأبو ‬الوليد ‬الأزرقيس ‬أن ‬الخليفة ‬الراشدى ‬الفاروق ‬عمر ‬بن ‬الخطاب ‬كسا ‬الكعبة ‬المشرفة ‬بالقباطى ‬من ‬بيت ‬المال، ‬وكان ‬يكتب ‬إلى ‬والى ‬مصر ‬عمرو ‬بن ‬العاص ‬لطلبه.‬
مكان ‬الصنع ‬والتاريخ
ويذكر ‬المقريزي، ‬أن ‬أحد ‬مؤرخى ‬مكة ‬وهو ‬زالفاكهيس، ‬رأى ‬كسوة ‬الكعبة ‬من ‬القباطى ‬المصري، ‬وقد ‬كتب ‬عليها ‬أنها ‬صنعت ‬بأمر ‬الخليفة ‬المهدى ‬فى ‬ورش ‬تنيس ‬على ‬يد ‬والى ‬مصر، ‬ورأى ‬نفس ‬الرجل ‬كسوة ‬من ‬القباطى ‬صنعت ‬فى ‬مصر ‬بأمر ‬الخليفة ‬العباسى ‬هارون ‬الرشيد، ‬فى ‬ورش ‬مدينة ‬تونة ‬بمصر.‬
حيث ‬كانت ‬الكتابات ‬المسجلة ‬على ‬الكسوة ‬عادة ‬ما ‬توضح ‬مكان ‬الصنع ‬والتاريخ ‬وذلك ‬بداية ‬من ‬العصر ‬العباسى ‬أما ‬فى ‬عهد ‬شجر ‬الدر، ‬حيث ‬خرج ‬أول ‬محمل ‬فى ‬عهد ‬المماليك (‬بعض ‬المؤرخين ‬يرى ‬أن ‬شجر ‬الدر ‬أول ‬سلاطين ‬المماليك، ‬بينما ‬يرى ‬البعض ‬الآخر ‬أنها ‬آخر ‬ملوك ‬البيت ‬الأيوبى ‬فى ‬مصرلتوليها ‬الحكم ‬عقب ‬وفاة ‬ابن ‬زوجها ‬توران ‬شاة ‬ذ ‬80 ‬يوما ‬ذ ‬حتى ‬زواجها ‬من ‬السلطان ‬المُعز ‬عِز ‬الدين ‬ايبك )‬، ‬والمحمل ‬نفسه ‬هو ‬عبارة ‬عن ‬هودج ‬فارغ ‬يقال ‬إنه ‬كان ‬هودج ‬شجر ‬الدر. ‬فى ‬العصر ‬المملوكى ‬برز ‬الاهتمام ‬بقافلة ‬المحمل ‬المصري، ‬وتأكد ‬برعاية ‬قافلة ‬الحج ‬والقيام ‬بشؤونها،خصوصاً ‬وأنها ‬تحمل ‬كسوة ‬الكعبة ‬المشرفة، ‬رمز ‬الزعامة ‬والسيادة، ‬ولعبت ‬قافلة ‬الحج، ‬دوراً ‬مهماً ‬فى ‬الحركة ‬التجارية ‬بين ‬الشرق ‬والغرب، ‬حيث ‬تتولى ‬نقل ‬سلع ‬الغرب ‬إلى ‬مكة ‬التى ‬تنقل ‬منها ‬لبلاد ‬المشرق، ‬المختلفة، ‬وتجلب ‬من ‬مكة ‬سلع ‬الشرق ‬لتوزع ‬فى ‬بلاد ‬الغرب،
ويبلغ ‬ارتفاع ‬كسوة ‬الكعبة ‬14 ‬مترا، ‬ويحليها ‬فى ‬الثلث ‬الأعلى ‬منها ‬حزام ‬يعرف ‬بحزام ‬الكعبة ‬المطرز ‬بالأسلاك ‬المصنوعة ‬من ‬الفضة ‬المحلاة ‬بالذهب ‬ونقش ‬عليها، ‬لا ‬إله ‬إلا ‬الله ‬محمد ‬رسول ‬الله ‬والله ‬جل ‬جلاله ‬وسبحان ‬الله ‬وبحمده ‬سبحان ‬الله ‬العظيم ‬ويا ‬حنان ‬يا ‬منان، ‬وتحتها ‬مباشرة ‬سورة ‬الإخلاص. ‬وتم ‬حفظ ‬آخر ‬كسوة ‬صنعت ‬للكعبة ‬داخلها، ‬وظلت ‬تعمل ‬حتى ‬عام ‬1962م. ‬السلطان ‬الظاهر ‬بيبرس ‬هو ‬أول ‬من ‬أرسى ‬الاحتفال ‬بسفر ‬المحمل ‬من ‬القاهرة ‬إلى ‬مكة، ‬حيث ‬كان ‬يعرض ‬كسوة ‬الكعبة ‬فى ‬احتفالات ‬شعبية ‬فى ‬شوارع ‬القاهرة ‬قبل ‬سفرها ‬بيوم، ‬بعدها ‬أصبح ‬المحمل ‬والاحتفال ‬به ‬تقليداً ‬يحرص ‬عليه ‬ملوك ‬مصر ‬وشعبها ‬كل ‬سنة ‬فى ‬وقت ‬خروجه ‬لمكة ‬المكرمة، ‬وكذلك ‬الاحتفال ‬بعودته ‬منها،واستعمل ‬لنقلها ‬عشرون ‬جملاً، ‬وصار ‬انتقال ‬المحمل ‬مع ‬قافلة ‬الحاج ‬إلى ‬مكة ‬من ‬مصر ‬عبارة ‬عن ‬انتقال ‬مجتمع ‬بأكمله، ‬معه ‬السبيل ‬المسبل ‬للفقراء ‬والضعفاء ‬والمنقطعين ‬بالماء ‬والزاد ‬والأشربة ‬والأدوية ‬والعقاقير ‬والأطباء ‬والكحالين ‬والمجبرين ‬والأدلاء ‬والأئمة ‬والمؤذنين ‬والأمراء ‬والجند ‬والقاضي.‬
والشهود ‬والدواوين، ‬والأمناء، ‬ومغسل ‬الموتى، ‬فى ‬أكمل ‬زى ‬وأتم ‬أبهة. ‬وكان ‬المماليك ‬يحتفلون ‬به ‬ثلاث ‬مرات ‬فى ‬رجب ‬ورمضان ‬وشوال ‬ويطوفون ‬به ‬ومن ‬معه ‬مصر ‬والقاهرة ‬فعند ‬ذلك ‬تهيج ‬العزمات ‬وتنبعث ‬الأشواق ‬وتتحرك ‬البواعث ‬ويلقى ‬الله ‬تعالى ‬العزيمة ‬على ‬الحج ‬فى ‬قلب ‬من ‬يشاء ‬من ‬عباده ‬فيأخذون ‬فى ‬التأهب ‬والاستعداد ‬للخروج ‬للحج ‬صحبة ‬المحمل ‬فى ‬شوال ‬بعدما ‬يشق ‬القاهرة ‬ومصر، ‬حتى ‬يراه ‬الناس ‬ويتبركون ‬به ‬وأمامه ‬الأفيال ‬والطبول ‬والزمور، ‬ثم ‬يخرج ‬بعدها ‬المحمل ‬من ‬تحت ‬القلعة ‬إلى ‬باب ‬النصر، ‬ومنه ‬للريدانية ‬صحبة ‬القافلة. ‬أما ‬عن ‬كسوة ‬الكعبة ‬التى ‬جهزت ‬القافلة ‬لحملها ‬فقد ‬حظيت ‬بعناية ‬كبيرة ‬من ‬جانب ‬سلاطين ‬المماليك، ‬واحتفلوا ‬لأجلها ‬وكان ‬السلطان ‬يجلس ‬بنفسه ‬لتعرض ‬عليه ‬فى ‬شوال ‬للتأكد ‬من ‬انتهاء ‬نسجها، ‬ومشاهدة ‬الحمالين ‬وهم ‬يحملونها ‬على ‬رؤوسهم ‬ويشقون ‬بها ‬القاهرة ‬ذهاباً ‬وإياباً ‬ويذكر ‬أوليا ‬جلبي، ‬أن ‬هؤلاء ‬الحمالين ‬كانوا ‬من ‬المغاربة ‬واعتادوا ‬حمل ‬كسوة ‬الكعبةولم ‬يزل ‬الأمر ‬على ‬ذلك ‬إلى ‬أن ‬أوقف ‬عليها ‬الصالح ‬إسماعيل ‬بن ‬الناصر ‬محمد ‬سنة ‬743 ‬ه ‬قرية ‬من ‬نواحى ‬القاهرة ‬يقال ‬لها ‬بيسوس، ‬وبذلك ‬أصبحت ‬نفقة ‬صناعة ‬الكسوة ‬منذ ‬هذا ‬التاريخ ‬وحتى ‬نهاية ‬عهد ‬المماليك ‬تتحصل ‬من ‬ريع ‬الوقف ‬المذكور، ‬ولضمان ‬العناية ‬بوقف ‬الكسوة. ‬
حفل ‬رسمى
وكان ‬يقام ‬حفل ‬رسمي، ‬ثم ‬تخرج ‬الكسوة ‬فى ‬احتفال ‬بهيج ‬وتخرج ‬وراءها ‬الجموع ‬إلى ‬ميدان ‬الرميلة ‬قرب ‬القلعة، ‬وكان ‬مكان ‬هذا ‬المشغل ‬ورشة ‬خميس ‬العدس، ‬كان ‬قد ‬أنشأها ‬محمد ‬على ‬باشا ‬لعمل ‬آلات ‬أصولية ‬مثل ‬السندانات ‬والمخارط ‬الحديد ‬والقواديم ‬والمناشير ‬وأدوات ‬الأنوال ‬لصناعة ‬غزل ‬ونسيج ‬الحرير ‬والقطن. ‬واعتاد ‬المصريون ‬أن ‬يدوروا ‬بالمحمل ‬فى ‬ربوع ‬مصر ‬بدءًا ‬من ‬أشهر ‬رجل ‬خاصة ‬فى ‬عهد ‬أسرة ‬محمد ‬على ‬باشا، ‬وذلك ‬لكى ‬يعرف ‬من ‬يرغب ‬بالحج ‬لكى ‬يستعد ‬لهذه ‬الرحلة ‬المباركة ‬بمرافقة ‬المحمل. ‬وكانت ‬نظارة (‬وزارة) ‬الداخلية ‬ترسل ‬إلى ‬نظارة ‬المالية: ‬إشعاراً ‬بتعيين ‬أمير ‬الحج ‬وأمين ‬الصرة.‬
ثم ‬ترسل ‬المالية ‬إلى ‬كليهما ‬خطاباً ‬محددة ‬فيه ‬واجباتهما، ‬وكشفا ‬بعدد ‬الموظفين ‬والأطباء ‬والمشاعلية ‬وغيرهم ‬من ‬الضباط ‬والجنود ‬والخدم ‬وعدد ‬الخيام ‬والجمال ‬وسائر ‬المستلزمات. ‬و ‬كتقليد ‬متبع ‬فى ‬كل ‬عام، ‬وبالتحديد ‬فى ‬شهر ‬ذى ‬القعدة، ‬كانت ‬نظارة ‬الداخلية ‬ونظارة ‬المالية ‬يتفقان ‬على ‬اليوم ‬المحدد ‬النقل ‬الكسوة ‬من ‬دار ‬الكسوة ‬الشريفة (‬مصلحة ‬الكسوة/ ‬ورشة ‬الخرنفش) ‬التى ‬أمر ‬ببنائها ‬محمد ‬على ‬باشا ‬عام ‬1232 ‬ه، ‬إلى ‬مسجد ‬الإمام ‬الحسين، ‬ويصدق ‬الخديوى ‬على ‬تعيين ‬ذلك ‬اليوم،
رئيس ‬مجلس ‬النشطاء
ويصدر ‬الأمر ‬من ‬رئيس ‬مجلس ‬النظار ‬بتعطيل ‬الدواوين ‬والمصالح ‬الحكومية، ‬وينشر ‬ذلك ‬فى ‬الجريدة ‬الرسمية، ‬وتخطر ‬نظارة ‬الداخلية ‬نظارة ‬الحربية ‬ومحافظة ‬العاصمة ‬ليكون ‬الجميع ‬ضباطا ‬وجنودا ‬على ‬أهبة ‬الاستعداد، ‬كما ‬تقوم ‬المحافظة ‬بإرسال ‬الدعوات ‬إلى ‬العلماء ‬وكبار ‬رجال ‬الدولة ‬لحضور ‬الاحتفال.‬
وهذا ‬الموكب ‬كانت ‬تصحبه ‬الدفوف ‬والاحتفالات ‬والأناشيد، ‬ويسلم ‬الحاكم ‬أمير ‬الحج ‬وقواته ‬سرة ‬الأموال ‬المليئة ‬بالجنيهات ‬الذهبية ‬المصرية، ‬ويعطى ‬إشارة ‬بدء ‬الحركة ‬والتوجه ‬إلى ‬مكة ‬زأم ‬القرىس. ‬وعقب ‬إذن ‬الحاكم ‬بالتوجه ‬إلى ‬مكة، ‬يتوجه ‬المحمل ‬إلى ‬العباسية، ‬وهناك ‬يبات ‬ليلته ‬بالجمال، ‬ثم ‬يتحرك ‬تجاه ‬القلزم ‬بالسويس، ‬وهناك ‬يستقل ‬البواخر، ‬ويظل ‬محفوفًا ‬بالاحتفالات ‬حتى ‬يصل ‬إلى ‬مكة ‬فى ‬آخر ‬شهر ‬ذى ‬القعدة. ‬وبعد ‬الحج ‬يعود ‬المحمل ‬حاملا ‬الكسوة ‬القديمة ‬للكعبة ‬بعد ‬إبدالها ‬بالجديدة ‬وتقطع ‬إلى ‬قطع ‬وتوزع ‬على ‬النبلاء ‬والأمراء، ‬وما ‬زالت ‬هذه ‬القطع ‬موجودة ‬فى ‬متحف ‬كسوة ‬الكعبة،وبعضها ‬فى ‬قبور ‬العائلة ‬الملكية ‬فى ‬مصر ‬حيث ‬زينوا ‬بها ‬أضرحتهم ‬كنوع ‬من ‬التبرك. ‬ويلاحظ ‬أن ‬المحمل ‬المصرى ‬لم ‬يكن ‬الوحيد ‬الذى ‬يخرج ‬للحج ‬فى ‬العالم ‬الإسلامي، ‬بل ‬كان ‬هناك ‬المحمل ‬الشامي، ‬والعراقى ‬واليمني، ‬لكن ‬ما ‬كان ‬يميز ‬المصرى ‬هو ‬خروج ‬الكسوة ‬معه. ‬وظلت ‬الكسوة ‬تُرسل ‬بانتظام ‬من ‬مصر ‬بصورة ‬سنوية ‬يحملها ‬أمير ‬الحج ‬معه ‬فى ‬قافلة ‬الحج، ‬حتى ‬عهد ‬الرئيس ‬جمال ‬عبدالناصر، ‬وعاد ‬قبل ‬أن ‬يصل ‬إلى ‬الأراضى ‬السعودية ‬بسبب ‬خلافات ‬سياسية ‬آنذاك، ‬لتبدأ ‬المملكة ‬صناعة ‬كسوة ‬الكعبة ‬فى ‬منطقة ‬أم ‬الجود، ‬ثم ‬نقلت ‬الصناعة ‬إلى ‬منطقة ‬أجياد، ‬وهناك ‬تستمر ‬صناعتها ‬للآن.‬
المصدر : اللواء الإسلامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.