رئيس جامعة القاهرة يعلن صدور القرار الجمهوري بتعيين "أمل يوسف" عميدًا لكلية العلاج الطبيعي    تسليم شهادات اعتماد سلامة ومأمونية مياه الشرب والصرف الصحي ل5 محطات بسوهاج    الدكتور محمد عبد الوهاب يكتب: هل يُعد قرار الفيدرالي بشراء السندات قصيرة الأجل بداية انتعاش اقتصادي عالمي؟    وزير الثقافة يلتقي سفير اليونان بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون بين البلدين    ضبط محطة وقود جمعت أكثر من 8 أطنان سولار دون وجه حق بمنفلوط في أسيوط    عدالة التقييم    أكسيوس: ترامب يعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار في قطاع غزة    مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه كارثة شتوية بسبب نقص المعدات والخيام    لكحل: مواجهة الجزائر والإمارات مختلفة عن دور المجموعات في كأس العرب    محافظ البحيرة تتفقد اللجان الانتخابية بكوم حمادة لمتابعة سير عملية التصويت    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    الوطنية للانتخابات تعلن فوز العجوز وإعادة بين وليد المليجى ونشوى الديب فى إمبابة    ضبط شخص بالأقصر بحوزته كروت دعائية انتخابية    وزيرة التنمية المحلية والبيئة تعلن الإمساك بتمساح مصرف قرية الزوامل بالشرقية    محافظ المنوفية يسلم 45 كرسي متحرك ومساعدات مالية وعينية لذوي الهمم    منتخب مصر يخوض تدريبا صباحيا استعدادا لأمم أفريقيا    صحيفة.. 24 ساعة تحسم مستقبل صلاح مع ليفربول    الهيئة الوطنية للانتخابات تجدد تحذيرها من أي خروقات خلال الانتخابات    مصر تتابع مع البنك الدولي إعداد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار الأجنبي المباشر    الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا    ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    النيابة تبدأ التحقيق فى واقعة تعدى فرد أمن على أطفال KG2 بمدرسة بالقاهرة الجديدة    سقوط طفل من الطابق الخامس ببورسعيد.. وجهود طبية مكثفة لإنقاذ حياته    أكسيوس: ترامب يخطط لتعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة    أحمد مراد يعتذر: استخدمت كلمة رسول بصيغة عامة.. ولم يكن في نيتي المقارنة أو توجيه إساءة تتعلق بالمقدسات الدينية    الصحة: للعام الثالث على التوالي مصر تحافظ على خلوها الكامل من الحصبة والحصبة الألمانية    ضبط سائق بالغربية ظهر بسلاح نارى فى فيديو متداول على السوشيال ميديا    وزير الخارجية يؤكد الرفض القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية لغزة    القوات الروسية تسيطر على بلدة بخاركيف    53 مترشحًا يتنافسون على 3 مقاعد فردية فى دوائر أسوان المعاد الاقتراع بها    سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول    «الصحة» تعلن نجاح مصر في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية للعام الثالث على التوالي    التراث العربي: إدراج الكشري في قائمة اليونسكو خطوة مبهجة تعزز الهوية الثقافية المصرية    اليوم.. الكنيسة القبطية تحتفي بيوم الصحافة والإعلام في المقر البابوي بالعباسية    شوبير: الأهلي ينجز صفقة يزن النعيمات ويقترب من تجديد عقد حسين الشحات    الليلة.. حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025    «أسامة ربيع»: نستهدف تحقيق طفرة في جهود توطين الصناعة البحرية    إغلاق مطار بغداد موقتًا أمام الرحلات الجوية بسبب كثافة الضباب    مؤسسة هولندية تتبرع بأجهزة ومعدات قيمتها 200 مليون جنيه لدعم مستشفى شفاء الأطفال بسوهاج    يوسف القعيد: نجيب محفوظ كان منظمًا بشكل صارم وصاحب رسالة وتفانٍ في إيصالها    قرارات النيابة في واقعة اتهام فرد أمن بالتحرش بأطفال بمدرسة شهيرة بالتجمع    تايلاند تعلن عن أول قتلى مدنيين عقب تجدد الصراع الحدودي مع كمبوديا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» تعلن تخصيص الخط الساخن 19826 لتلقي الشكاوى    تقييم مرموش أمام ريال مدريد من الصحف الإنجليزية    ثلاث مباريات في افتتاح الجولة ال15 لمسابقة دوري المحترفين    بتكلفة 68 مليون جنيه، رئيس جامعة القاهرة يفتتح مشروعات تطوير قصر العيني    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    حالة الطقس في السعودية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    DC تطرح أول بوستر رسمي لفيلم Supergirl    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    وزارة الصحة تطمئن المواطنين: لا وجود لفيروس «ماربورج» في مصر    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأدوار المركبة.. تأسف على الإزعاج
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 29 - 06 - 2021


‬إشراف :‬ ‬ريزان ‬العرباوى ‬
طبيب ‬نفسي ‬مصاب ‬بعقد ‬نفسية ‬، ‬فتاة ‬تعاني ‬من ‬اضطرابات ‬وسلوك ‬غير ‬سوي ‬يدفعها ‬لإيذاء ‬من ‬حولها ‬والاستمتاع ‬بآلامهم, ‬عاشق ‬يصل ‬لمرحلة ‬الجنون ‬والهوس ‬بمن ‬أحب, ‬صاحب ‬أموال ‬ونفوذ ‬مصاب ‬بداء ‬العظمة ‬والتسلط, ‬طالب ‬يعاني ‬من ‬انفصام ‬في ‬الشخصية ‬وغيرهم.. ‬كلها ‬شخصيات ‬مركبة ‬– ‬سيكوباتية - ‬تحمل ‬انفعالات ‬متناقضة ‬تلهم ‬صناع ‬الفن ‬وتجذب ‬الجمهور ‬وتمنح ‬الفنان ‬فرصة ‬لإخراج ‬طاقات ‬تمثيلة ‬مختلفة ‬قد ‬تشكل ‬علامة ‬فارقة ‬في ‬مشواره ‬الفني, ‬فقد ‬حازت ‬مواضيع ‬علم ‬النفس ‬والإضطرابات ‬النفسية ‬اهتمام ‬مؤلفين ‬الدراما ‬وتم ‬تسليط ‬الضوء ‬على ‬هذا ‬النمط ‬من ‬الأدوار ‬في ‬مجموعة ‬مختلفة ‬من ‬الأعمال ‬الفنية.‬
ولكن ‬إلى ‬أي ‬مدى ‬يعد ‬هذا ‬النمط ‬مطلوبا ‬دراميا, ‬وما ‬تأثيره ‬النفسي ‬على ‬الفنان ‬والمتلقي؟ ‬، ‬وهل ‬هناك ‬قاعدة ‬معينة ‬يجب ‬على ‬الفنان ‬أن ‬يتبعها ‬لبناء ‬أسس ‬معايشته ‬لتلك ‬الشخصيات ‬المعقدة ‬لتفادي ‬تأثيرها ‬السلبي ‬سواء ‬على ‬الفنان ‬نفسه ‬أو ‬على ‬المتلقي؟ ‬
سؤال ‬أجاب ‬عليه ‬د. ‬يسري ‬عبد ‬المحسن - ‬أستاذ ‬الطب ‬النفسي ‬بجامعة ‬القاهرة - ‬قائلا: ‬"أولا ‬لابد ‬من ‬دراسة ‬الشخصية ‬جيدا ‬وأبعادها ‬النفسية ‬والتعمق ‬في ‬الإطلاع ‬بعلم ‬النفس، ‬ليساعد ‬ذلك ‬الفنان ‬على ‬التصرف ‬بمكنونات ‬الشخصية ‬وتحديد ‬نوعية ‬المرض ‬النفسي ‬لإتقان ‬ردود ‬أفعاله ‬وتصرفاته, ‬فعلم ‬النفس ‬يساعد ‬الفنان ‬على ‬تحليل ‬الشخصية ‬التي ‬سيقدمها ‬في ‬قالب ‬درامي، ‬وفهمها، ‬ليتمكن ‬من ‬تجسيدها ‬بشكل ‬مقنع، ‬وإن ‬لم ‬يفعل ‬ذلك ‬سيكون ‬متصنعا ‬في ‬الأداء, ‬فثقافة ‬علم ‬النفس ‬تعد ‬من ‬العناصر ‬الأساسية ‬للفنان، ‬لأنه ‬مجال ‬مرتبط ‬بكل ‬العلوم ‬وكل ‬تفاصيل ‬الحياة, ‬كذلك ‬يجب ‬استشارة ‬مختصين ‬في ‬المجال ‬النفسي ‬إن ‬كان ‬الموضوع ‬معقدا ‬والشخصية ‬بها ‬ألغاز ‬وأمور ‬خفية ‬حتى ‬تقترب ‬الشخصية ‬من ‬الواقع ‬بعيدا ‬عن ‬تجسيدها ‬بشكل ‬هزلي ‬أو ‬مبالغ ‬فيه ‬وتجنب ‬الوقوع ‬في ‬أخطاء ‬علمية ‬قد ‬ينعكس ‬تأثيرها ‬بشكل ‬سلبي ‬على ‬الفنان ‬والمتلقي, ‬فالفن ‬من ‬الأدوات ‬التي ‬تساهم ‬في ‬تشكيل ‬الوعي ‬لدى ‬الأفراد ‬وهناك ‬مجموعة ‬من ‬الدراسات ‬أكدت ‬على ‬أن ‬هناك ‬خلايا ‬تنشط ‬في ‬المخ ‬خلال ‬مشاهدت ‬الأفلام ‬فالمشاهد ‬يضع ‬نفسه ‬محل ‬الأبطال ‬ويشعر ‬بحالة ‬من ‬التماهي ‬مع ‬العمل ‬وشخوصه.. ‬ثانيا ‬فيما ‬يخص ‬السيناريو ‬يجب ‬أن ‬يكتب ‬بصيغة ‬تتماشى ‬مع ‬حقيقة ‬المرض ‬النفسي، ‬فتناول ‬تلك ‬الأنماط ‬فنيا ‬له ‬شق ‬إيجابي، ‬وهو ‬توعية ‬الناس ‬تجاه ‬المرض ‬النفسي ‬وخطورته".‬
ويتابع ‬قائلا: ‬"ثأثر ‬الفنان ‬بالشخصية ‬ومدى ‬سيطرتها ‬عليه ‬بعد ‬انتهاء ‬العمل ‬يتوقف ‬على ‬مدى ‬خبرة ‬الفنان ‬نفسه ‬وطول ‬مدة ‬عمله ‬في ‬الفن ‬فالمتمكن ‬من ‬عمله ‬وصاحب ‬الخبرة ‬هو ‬الذي ‬يتقمص ‬الشخصية ‬وقت ‬التصوير ‬فقط، ‬وبعد ‬الإنتهاء ‬من ‬الدور ‬يعود ‬لطبيعته, ‬أما ‬من ‬لا ‬يمتلك ‬الخبرة ‬فمن ‬الممكن ‬أن ‬تؤثر ‬تلك ‬الشخصيات ‬عليه ‬نفسيا ‬وقد ‬تتسبب ‬له ‬في ‬الإصابة ‬بأمراض ‬عضوية ‬وهذا ‬التأثير ‬على ‬حسب ‬شخصية ‬الفنان ‬ومدى ‬استعداده ‬أو ‬تقبله ‬للمرض ‬وعلى ‬الفنان ‬أن ‬يساعد ‬نفسه ‬بعد ‬الإنتهاء ‬من ‬التصوير ‬بالإختلاط ‬بأهله ‬وأصدقائه ‬ليخرج ‬من ‬الشخصية ‬سريعا ‬وحتى ‬لا ‬يكون ‬فريسة ‬سهلة ‬للعزلة ‬النفسية".‬
‮«‬مناهج ‬متعددة‮»‬
وعن ‬سبب ‬إقبال ‬صناع ‬الفن ‬لتناول ‬الأمراض ‬النفسية ‬والأدوار ‬المركبة ‬التي ‬تحمل ‬عدد ‬من ‬الانفعالات ‬المتناقضة، ‬وإلى ‬أي ‬مدى ‬هي ‬مطلوبة ‬دراميا ‬يقول ‬الناقد ‬عصام ‬زكريا: ‬"الأدوار ‬المركبة ‬موجودة ‬طوال ‬الوقت، ‬لكن ‬بشكل ‬متفاوت ‬أشبه ‬بالموجات، ‬فلا ‬توجد ‬أداة ‬قياس ‬معينة ‬لتحديد ‬المطلوب ‬والغير ‬مطلوب ‬دراميا، ‬لكنها ‬مسألة ‬تحسم ‬حسب ‬احتياج ‬العمل ‬والفكرة ‬الأساسية ‬له، ‬وأحيانا ‬على ‬حسب ‬المزاج ‬العام ‬للجمهور, ‬أما ‬بالنسبة ‬لتقمص ‬الفنان ‬للشخصية ‬المعقدة ‬وتأثيرها ‬النفسي ‬المنعكس ‬عليه، ‬فهي ‬تخضع ‬حسب ‬منهج ‬وطريقة ‬الفنان ‬في ‬التمثيل، ‬وأحد ‬هذه ‬المناهج ‬يعتمد ‬على ‬التقمص ‬الداخلي، ‬وهو ‬منهج ‬قد ‬يشكل ‬خطورة ‬على ‬الفنان ‬ويتسبب ‬في ‬اجهاده ‬نفسيا ‬وجسديا, ‬فيجب ‬على ‬من ‬يتبع ‬هذا ‬المنهج ‬أن ‬يكون ‬ذو ‬خبرة ‬كافية ‬تؤهله ‬للخروج ‬سريعا ‬من ‬الشخصية ‬أو ‬أن ‬يدرب ‬نفسيا ‬تحت ‬إشراف ‬مختصين ‬في ‬علم ‬النفس ‬أومع (‬كوتش) ‬تمثيل ‬يدرب ‬الممثل ‬على ‬الدخول ‬في ‬الشخصية ‬والخروج ‬منها ‬سريعا, ‬وتعد ‬أحد ‬أدوات ‬الممثل ‬المحترف ‬ومطلوبة ‬بشكل ‬كبير، ‬خاصة ‬في ‬المسرح ‬لطبيعته ‬التي ‬تتطلب ‬القدرة ‬السريعة ‬في ‬الاندماج ‬بالشخصية ‬والخروج ‬منها ‬بسهولة".‬
ويضيف: ‬"تميز ‬عدد ‬من ‬الفنانين ‬بأداء ‬هذه ‬الأدوار، ‬وكان ‬لكل ‬منهم ‬طريقة ‬ومنهج ‬مختلف, ‬فمحيي ‬إسماعيل ‬انتهج ‬الطريقة ‬المسرحية ‬الخارجية، ‬وينتمي ‬إلى ‬هذه ‬المدرسة ‬أيضا ‬السوري ‬باسل ‬خياط، ‬أما ‬أحمد ‬زكي ‬فأتبع ‬طريقة ‬التقمص ‬الداخلي ‬للشخصية، ‬وأرى ‬أن ‬جميلة ‬عوض ‬أيضا ‬تفوقت ‬في ‬دور ‬الفتاة ‬التي ‬تعاني ‬بعض ‬المشاكل ‬النفسية ‬لأنها ‬مدربة ‬جيدا ‬تحت ‬إشراف ‬مختصين، ‬وعلى ‬النقيض ‬هناك ‬من ‬يؤدي ‬بشكل ‬مبالغ ‬فيه ‬يصل ‬إلى ‬حد ‬الأداء ‬الكاريكاتيري ‬المفتعل، ‬فيبتعد ‬عن ‬المنطق ‬والواقع, ‬وبالرغم ‬من ‬أن ‬هذه ‬الشخصيات ‬قد ‬تبدو ‬صعبة ‬ومعقدة ‬في ‬الأداء ‬لدى ‬البعض، ‬لكن ‬الحقيقة ‬أنها ‬من ‬أسهل ‬الأنماط ‬التمثيلية، ‬لأنها ‬تحتاج ‬إلى ‬قدر ‬كبير ‬ومباشر ‬من ‬التعبير ‬وأداء ‬مبالغ ‬فيه، ‬عكس ‬الشخصيات ‬العادية ‬التي ‬تتطلب ‬قدر ‬معين ‬ومحسوب ‬بدقة ‬من ‬التعبير ‬والإنفعالات". ‬
‮«‬مستشار ‬نفسى‮»‬
يتفق ‬الناقد ‬الفني ‬طارق ‬الشناوي ‬أيضا ‬على ‬ضرورة ‬الإستعانة ‬بمستشار ‬نفسي ‬وأهمية ‬دراسة ‬الفنان ‬للشخصية ‬وتحديد ‬أبعادها ‬النفسية ‬ويقول: ‬"عند ‬التطرق ‬للشخصيات ‬التي ‬تعاني ‬من ‬الأمراض ‬والإضطرابات ‬النفسية ‬لابد ‬من ‬الإلمام ‬بكل ‬تفاصيلها ‬والحرص ‬على ‬الالتقاء ‬بشخصيات ‬من ‬الواقع ‬قدر ‬الإمكان ‬لمراقبة ‬تصرفاتها ‬عن ‬قرب ‬وتحقيق ‬المصداقية ‬في ‬الأداء ‬وأتذكر ‬أثناء ‬دراستنا ‬في ‬معهد ‬السينما ‬كنا ‬نقوم ‬بزيارات ‬لمستشفى ‬الأمراض ‬العقلية ‬وكان ‬د. ‬حسين ‬عبد ‬القادر - ‬رحمه ‬الله - ‬وهو ‬ممثل ‬وأستاذ ‬في ‬علم ‬النفس ‬يهتم ‬بتدريس ‬هذا ‬الجزء ‬والإلتقاء ‬بالمرضى ‬النفسيين ‬عن ‬قرب، ‬فهي ‬مسألة ‬غاية ‬في ‬الأهمية ‬لمن ‬يعمل ‬بهذه ‬المهنة، ‬فالدراسة ‬الجيدة ‬خطوة ‬هامة ‬في ‬احترافية ‬التمثيل ‬التي ‬تجنب ‬الفنان ‬الإصابة ‬بحالة ‬من ‬الإكتئاب، ‬فبعض ‬الفنانين ‬قد ‬يصلوا ‬لمرحلة ‬عميقة ‬من ‬التقمص ‬بشكل ‬يصعب ‬عليه ‬الخروج ‬من ‬الشخصية ‬بسهولة, ‬وأحمد ‬زكي ‬على ‬سبيل ‬المثال ‬عندما ‬قدم ‬فيلم (‬زوجة ‬رجل ‬مهم) ‬كان ‬يعاني ‬من ‬مشاكل ‬في ‬القولون ‬وأخبرني ‬أن ‬الطبيب ‬لم ‬يحدد ‬سبب ‬عضوى ‬لشكواه ‬وأرجع ‬السبب ‬لتأثره ‬الشديد ‬بالشخصية"،ويضيف ‬الشناوي: ‬"بالنسبة ‬للمتلقي، ‬فلا ‬أعتقد ‬أن ‬لتلك ‬الأدوار ‬تأثير ‬نفسي ‬سلبي ‬ينعكس ‬على ‬المشاهد، ‬لكن ‬قد ‬يتأثر ‬بالممثل ‬ويتعاطف ‬معه، ‬فتعمل ‬السيكودراما ‬على ‬إزالة ‬الستار ‬عن ‬المشكلات ‬والقضايا ‬النفسية ‬المعقدة ‬التي ‬يعيشها ‬بعض ‬الأشخاص، ‬وتهدف ‬إلى ‬إيجاد ‬حلول ‬لها ‬وإخراج ‬الشخص ‬من ‬عزلته ‬النفسية ‬وتعمق ‬استبصار ‬الإنسان ‬بذاته، ‬لذلك ‬أرى ‬أن ‬الفن ‬وعلم ‬النفس ‬وجهان ‬لعملة ‬واحدة".‬
‮«‬أداء ‬متقن‮»‬
هذا ‬النمط ‬من ‬الأدوار ‬المركبة ‬جذب ‬عدد ‬من ‬الفنانين ‬منهم ‬محيي ‬إسماعيل ‬الذي ‬برع ‬في ‬تقديم ‬الأدوار ‬الصعبة ‬المركبة ‬وتجسيد ‬صراعات ‬الإنسان ‬النفسية ‬فأصبح ‬متخصصا ‬في ‬تلك ‬الأدوار، ‬وأطلق ‬عليه ‬لقب ‬"رائد ‬السيكودراما", ‬فقدم ‬دور ‬طالب ‬جامعي ‬معقد ‬نفسيا ‬من ‬خلال ‬فيلم ‬"خلي ‬بالك ‬من ‬زوزو" ‬وأعتبر ‬نقلة ‬حقيقة ‬في ‬حياته، ‬واستطاع ‬أن ‬يلفت ‬الأنظار ‬إليه ‬ويثبت ‬إمتلاكه ‬لموهبة ‬فنية ‬مميزة، ‬ليختاره ‬المخرج ‬حسام ‬الدين ‬مصطفى ‬لدور ‬شاب ‬مصاب ‬بالصرع ‬في ‬فيلم ‬"الإخوة ‬الأعداء" ‬جسد ‬الدور ‬بشكل ‬إحترافي ‬جعل ‬الرئيس ‬الراحل ‬أنور ‬السادات ‬يسأله ‬عند ‬لقائه ‬"هل ‬تعاني ‬من ‬الصرع ‬فعلا؟".‬
ويقول ‬محيي ‬إسماعيل: ‬"أعطي ‬للشخصية ‬ولا ‬أخذ ‬منها، ‬ودراستي ‬للفلسفة ‬ساعدتني ‬على ‬الفهم ‬الكامل ‬للجوانب ‬النفسية ‬للشخصية, ‬فالنفس ‬البشرية ‬مليئة ‬بالتناقضات ‬والمتاهات، ‬وليس ‬لكل ‬منا ‬القدرة ‬على ‬فهمها ‬والغوص ‬بداخلها، ‬إلا ‬من ‬كان ‬لديه ‬الموهبة ‬أولا، ‬ونماها ‬بالعلم ‬والدراسة"، ‬تميز ‬السوري ‬باسل ‬خياط ‬بتقديم ‬أدوار ‬مركبة ‬ومرهقة ‬نفسيا ‬خلال ‬مشواره ‬في ‬الدراما ‬المصرية ‬ولقبه ‬البعض ‬ب"الجوكر", ‬فتمكن ‬من ‬لفت ‬الأنظار ‬إليه ‬من ‬خلال ‬شخصية ‬"يوسف" ‬الطبيب ‬النفسي ‬المصاب ‬بعقد ‬نفسية ‬ينتقم ‬من ‬النساء ‬وتظهر ‬جوانب ‬الشر ‬في ‬شخصيته ‬من ‬خلال ‬مسلسل ‬"حرب ‬أهلية" ‬الذي ‬تم ‬عرضه ‬في ‬شهر ‬رمضان ‬الماضي، ‬من ‬بطولة ‬يسرا ‬وأروى ‬جودة ‬وإخراج ‬سامح ‬عبد ‬العزيز ‬وتأليف ‬منة ‬القيعي ‬وأحمد ‬عادل, ‬قدم ‬أيضا ‬دور ‬الشرير ‬"السيكوباتي" ‬شديد ‬الذكاء ‬صاحب ‬الخطة ‬الموضوعة ‬بعناية ‬لتدمير ‬شخص ‬يقع ‬عليه ‬الاختيار ‬خلال ‬أحداث ‬مسلسل ‬"30 ‬يوم" ‬الذي ‬شارك ‬في ‬بطولته ‬آسر ‬ياسين, ‬فجسد ‬شخصية ‬"طارق" ‬طبيب ‬نفسي ‬يستقبل ‬في ‬عيادته ‬"توفيق ‬المصري" ‬فيجرى ‬عليه ‬تجربة ‬نفسية ‬بهدف ‬تحطيمه ‬على ‬مدار ‬30 ‬يوما, ‬المسلسل ‬تأليف ‬مصطفى ‬جمال ‬هشام ‬وإخراج ‬حسام ‬علي.‬
نالت ‬جميلة ‬عوض ‬إشادة ‬عن ‬دورها ‬في ‬مسلسل ‬"حرب ‬أهلية" ‬حيث ‬جسدت ‬شخصية ‬"تمارا" ‬إبنة ‬يسرا ‬التي ‬تواجه ‬مشاكل ‬نفسية ‬كثيرة ‬بسبب ‬طريقة ‬تربيتها، ‬فتشهد ‬حياتها ‬تحولات ‬عديدة، ‬جميلة ‬مرت ‬بضغوط ‬نفسية ‬أثناء ‬التصوير ‬مما ‬سبب ‬لها ‬آلام ‬في ‬المعدة ‬من ‬التوتر.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.