إدارة صيدليات 19011 تستغيث بالرئيس السيسي من مسئول يتعنت ضدهم بعد إعادة تشغيلها    رئاسة الجمهورية تؤكد الالتزام الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية الفريدة والمقدسة لدير سانت كاترين وعدم المساس بها.. وتؤكد أن الحكم القضائي الصادر مؤخرا يرسخ هذه الثمة    محمود مسلم: مقترح ويتكوف يتسم بالجدية ومصر ليست مجرد وسيط بل المدافع الأول عن الفلسطينيين    "أونروا": غزة تحولت من جحيم إلى مقبرة بسبب تزايد القصف الإسرائيلي    بعد غرامة المليون جنيه، إمام عاشور يعتذر للشناوي على الهواء    السيطرة على حريق داخل مبنى السموم بمستشفى قصر العيني دون إصابات    حماية المستهلك: رقابة مشددة على الأسواق وزيارة 190 ألف منشأة خلال الفترة الماضية    تامر حسني يحتفل بالعرض الخاص لفيلم ريستارت بالإمارات (صور)    حماس: المقترح الأمريكي الذى وافقت عليه إسرائيل حول غزة لا يستجيب لمطالبنا    بسبب صاروخ حوثي.. سكان تل أبيب يختبئون في الملاجئ وتوقف حركة الطيران وإجلاء رئيس إسرائيل    «العقل لا يستوعب».. أول تعليق من أكرم توفيق بعد رحيله عن الأهلي    مصطفى كامل يطرح ثاني أغاني ألبومه بعنوان «كتاب مفتوح» (فيديو)    تناولها بانتظام.. 6 فواكه غنية بالألياف وتساعد على فقدان الوزن    6 اختبارات منزلية لاكتشاف العسل المغشوش.. خُذ قطرة على إصبعك وسترى النتيجة    أحمد السعدني عن حصد الأهلي لبطولة الدوري: "ربنا ما يقطعلنا عادة    كلمات تهنئة للحجاج المغادرين لأداء فريضة الحج    القبض على عامل خردة بتهمة قتل زوجته في الشرقية    مطار سفنكس يستعد لاستقبال الوفود الرسمية المشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير    دعاء تهنئة بعيد الأضحى المبارك 2025.. أفضل الأدعية    والدة غادة عبد الرحيم: يجب على الجميع توفير الحب لأبنائهم    خالد الجندي: لا يصح انتهاء الحياة الزوجية بالفضائح والانهيار    قصور الثقافة تختتم عروض مسرح إقليم شرق الدلتا ب«موسم الدم»    صدمته سيارة.. تشييع وكيل الإدارة العامة للمرور في مسقط رأسه بالمنوفية (صور)    تقارير: مانشستر سيتي يبدأ مفاوضات ضم ريان شرقي    "حقيقة المشروع وسبب العودة".. كامل أبو علي يتراجع عن استقالته من رئاسة المصري    ميلانيا ترامب تنفي شائعة رفض "هارفارد" لبارون: "لم يتقدم أصلاً"    الإفتاء: توضح شروط صحة الأضحية وحكمها    أجمل ما يقال للحاج عند عودته من مكة بعد أداء المناسك.. عبارات ملهمة    تعليقًا على بناء 20 مستوطنة بالضفة.. بريطانيا: عقبة متعمدة أمام قيام دولة فلسطينية    الحكومة: استراتيجية لتوطين صناعة الحرير بمصر من خلال منهجية تطوير التكتلات    المطارات المصرية.. نموذج عالمي يكتب بأيادٍ وطنية    إحباط تهريب صفقة مخدرات وأسلحة في نجع حمادي    مجلس جامعة القاهرة يثمن قرار إعادة مكتب التنسيق المركزي إلى مقره التاريخي    الوزير محمد عبد اللطيف يلتقي عددا من الطلاب المصريين بجامعة كامبريدج.. ويؤكد: نماذج مشرفة للدولة المصرية بالخارج    رواتب مجزية ومزايا.. 600 فرصة عمل بمحطة الضبعة النووية    البورصة: تراجع رصيد شهادات الإيداع للبنك التجاري ومجموعة أي أف جي    رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكلية الهندسة- صور    دموع معلول وأكرم واحتفال الدون وهدية القدوة.. لحظات مؤثرة في تتويج الأهلي بالدوري.. فيديو    إنريكي في باريس.. سر 15 ألف يورو غيرت وجه سان جيرمان    بين التحضير والتصوير.. 3 مسلسلات جديدة في طريقها للعرض    يوم توظيفي لذوي همم للعمل بإحدى شركات صناعة الأغذية بالإسكندرية    مجلس حكماء المسلمين يدين انتهاكات الاحتلال بالقدس: استفزاز لمشاعر ملياري مسلم وتحريض خطير على الكراهية    محافظ المنوفية يشهد استلام 2 طن لحوم كدفعة جديدة من صكوك الإطعام    نائب رئيس الوزراء: قصر العينى أقدم مدرسة طبية بالشرق الأوسط ونفخر بالانتماء له    مصنع حفاضات أطفال يسرق كهرباء ب 19 مليون جنيه في أكتوبر -تفاصيل    "قالوله يا كافر".. تفاصيل الهجوم على أحمد سعد قبل إزالة التاتو    لحج آمن.. 7 نصائح ذهبية للحماية من الشمس والجفاف    «أوقاف الإسكندرية»: تجهيز 610 ساحات لأداء صلاة عيد الأضحى 2025    حملات تفتيشية على محلات اللحوم والأسواق بمركز أخميم فى سوهاج    الكرملين: أوكرانيا لم توافق بعد على عقد مفاوضات الاثنين المقبل    الإسماعيلى ينتظر استلام القرض لتسديد الغرامات الدولية وفتح القيد    لندن تضغط على واشنطن لتسريع تنفيذ اتفاق تجارى بشأن السيارات والصلب    وزير الزراعة يشهد تخرج متدربين صوماليين ضمن برنامج إدارة التربة    الإحصاء: انخفاض نسبة المدخنين إلى 14.2% خلال 2023 - 2024    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بوحدة طوسون    ماريسكا: عانينا أمام بيتيس بسبب احتفالنا المبالغ فيه أمام نوتينجهام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حفلات الهولوجرام وتلوين الأبيض والأسود
الذكاء الاصطناعى إبداع أم تزييف؟
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 06 - 2021


ريزان ‬العرباوى
تخطى ‬عنصر ‬الزمن, ‬إلغاء ‬كلمة ‬المستحيل, ‬وإعادة ‬تشكيل ‬وجوه ‬الماضى ‬ليقف ‬عمالقة ‬الفن ‬مثل ‬‮«‬أم ‬كلثوم ‬وعبد ‬الحليم ‬حافظ‮»‬ ‬على ‬المسارح ‬الغنائية ‬من ‬جديد ‬بعد ‬رحيلهم ‬لتتحقق ‬أمنية ‬لقائهم ‬افتراضيا ‬من ‬خلال ‬تقنية ‬‮«‬الهولوجرام‮»‬، ‬كذلك ‬إضافة ‬شيء ‬من ‬الحياة ‬وكثير ‬من ‬الألوان ‬على ‬أفلام ‬ومسرحيات ‬الأبيض ‬والأسود ‬، ‬ماذا ‬بعد ‬؟ ‬من ‬تقدم ‬فى ‬مضمار ‬الثورة ‬الرقمية ‬وتدخل ‬الذكاء ‬الاصطناعى ‬بشكل ‬كبير ‬فى ‬شتى ‬أمور ‬الحياة ‬وبالأخص ‬فى ‬مجال ‬الإبداع ‬الفنى؟
ولكن ‬ما ‬الجوانب ‬القانونية ‬لإحياء ‬صورة ‬وأصوات ‬الراحلين ‬أو ‬تغير ‬أصل ‬المحتوى ‬وتلوينه؟, ‬وهل ‬من ‬الممكن ‬أن ‬يثير ‬مشاكل ‬قانونية ‬حول ‬حقوق ‬الملكية ‬الفكرية ‬والأداء ‬العلنى؟.‬
الهولوجرام ‬عبارة ‬عن ‬تقنية ‬تعمل ‬على ‬إعادة ‬تكوين ‬صورة ‬الأجسام ‬بأبعادها ‬المختلفة ‬تعتمد ‬على ‬الموجات ‬الضوئية ‬التى ‬تتولى ‬مسئولية ‬التصوير ‬ثلاثى ‬الأبعاد ‬للأجسام ‬بكفاءة ‬عالية, ‬فيتم ‬تجسيد ‬شخصية ‬الفنان ‬الراحل ‬بصورة ‬طبيعية ‬توحى ‬للمشاهد ‬بأنه ‬حاضرا ‬على ‬خشبة ‬المسرح ‬بشكلة ‬وجسده ‬وحركاته ‬المميزه, ‬فكرة ‬أثارت ‬إعجاب ‬وترحاب ‬شديد ‬من ‬الجمهور ‬إلا ‬أنها ‬تسببت ‬فى ‬بعض ‬المشاكل ‬مع ‬الورثة ‬لقيام ‬عدد ‬من ‬تلك ‬الحفلات ‬دون ‬الرجوع ‬إليهم ‬وحصولهم ‬على ‬حقوقهم, ‬كون ‬الوريث ‬هو ‬المفوض ‬الوحيد ‬باستغلال ‬صوت ‬وأداء ‬الفنان.‬
ولمعرفة ‬الإجراءات ‬القانونية ‬اللازمة ‬فى ‬هذا ‬الصدد ‬لحفظ ‬حقوق ‬جميع ‬الأطراف.. ‬كان ‬التعقيب ‬للموسيقار ‬صلاح ‬الشرنوبى ‬عضو ‬مجلس ‬إدارة ‬جمعية ‬المؤلفين ‬والملحنين ‬الذى ‬نوه ‬فى ‬بداية ‬حديثة ‬عن ‬مدى ‬أهمية ‬تقنية ‬"الهولوجرام" ‬التى ‬تهدف ‬إلى ‬إعادة ‬إحياء ‬كنوز ‬الفنون ‬الراقية ‬وإلقاء ‬الضوء ‬على ‬أيقوناتها ‬والتى ‬شكلت ‬ملامح ‬الهوية ‬المصرية، ‬وإتاحة ‬هذا ‬الفن ‬بشكل ‬براق ‬لجذب ‬الشباب ‬والأجيال ‬الجديدة ‬كما ‬أنها ‬تعد ‬توثيقا ‬لرموز ‬الفن ‬العربى ‬لتبقى ‬أعمالهم ‬خالدة .. ‬على ‬حسب ‬قوله, ‬ويتابع: ‬أعتبرها ‬رسائل ‬تثرى ‬الحياة ‬الفنية ‬ومرجعية ‬ومثل ‬عليا ‬للجيل ‬الجديد ‬من ‬المطربين ‬وأمل ‬لإنقاذ ‬الموسيقى ‬العربية، ‬مما ‬آلت ‬إليه ‬من ‬تدهور, ‬ونفخر ‬بتقديم ‬هؤلاء ‬النجوم ‬على ‬المسرح ‬بصورة ‬راقية ‬تليق ‬بهم ‬وبتاريخهم.‬
أما ‬عن ‬المشاكل ‬التى ‬قد ‬تواجه ‬هذه ‬النوعية ‬من ‬الحفلات ‬وما ‬هى ‬الإجراءات ‬المتبعة ‬للحفاظ ‬على ‬حقوق ‬الملكية ‬الفكرية ‬وحقوق ‬الورثة ‬يقول ‬الشرنوبى:‬درءا ‬لأى ‬كوارث ‬أو ‬مشاكل ‬قد ‬تواجه ‬تلك ‬الحفلات ‬لابد ‬من ‬حصول ‬المنتج ‬أو ‬منظم ‬الحفل ‬على ‬مايثبت ‬الملكية ‬الفكرية ‬لكل ‬صناع ‬العمل ‬ومنهم ‬ورثة ‬المطرب ‬وورثة ‬المؤلف ‬وكذلك ‬الملحن ‬لأن ‬الفكرة ‬قائمة ‬على ‬تجسيد ‬المطرب ‬بصوته ‬وشكله ‬ولا ‬يحق ‬لأى ‬شخص ‬استغلال ‬ذلك ‬سوى ‬الورثة ‬فقط ‬لذلك ‬يجب ‬الحصول ‬على ‬تصريح ‬وإذن ‬من ‬الوريث ‬مقابل ‬مبلغ ‬مالي ‬متفق ‬عليه ‬من ‬الطرفين ‬حتى ‬لايتم ‬تشويه ‬أو ‬تحرف ‬للأصل ‬، ‬وبالنسبة ‬للمؤلف ‬والملحن ‬فهناك ‬حق ‬الأداء ‬العلنى ‬من ‬قانون ‬حماية ‬الملكية ‬الفكرية ‬وفقا ‬للحكم ‬القضائى ‬الصادر ‬من ‬سنة ‬82 ‬إلى ‬2020 ‬آخر ‬قانون ‬أقرته ‬الدولة ‬فى ‬هذا ‬الشأن ‬ولابد ‬من ‬التعامل ‬معه ‬من ‬خلال ‬الجهة ‬الوحيدة ‬المنوطة ‬بهذا ‬الأمر ‬وهى ‬جمعية ‬المؤلفين ‬والملحنين ‬ومن ‬يتعدى ‬هذا ‬الحق ‬يتعرض ‬للمساءلة ‬القانونية.‬
‬هل ‬ستفرض ‬تلك ‬الحفلات ‬نفسها ‬على ‬الساحة ‬الفنية ‬خلال ‬الفترة ‬المقبلة ‬بالرغم ‬من ‬أن ‬قيمة ‬التذكرة ‬باهظة ‬الثمن؟ ‬أجاب ‬قائلا: ‬بالطبع ‬ستفرض ‬نفسها ‬فالإقبال ‬عليها ‬لا ‬يتوقف ‬ولكن ‬مشكلتها ‬حتى ‬الآن ‬أنها ‬حفلات ‬للصفوة ‬وليست ‬متاحة ‬لكل ‬الفئات ‬وهو ‬سبب ‬ارتفاع ‬قيمة ‬التذكرة ‬وهو ‬بديهى ‬فكل ‬شئ ‬فى ‬أوله ‬صعب ‬وكل ‬جديد ‬غالى ‬لكن ‬مع ‬الوقت ‬وكلما ‬تم ‬تبسيط ‬التقنية ‬وانخفضت ‬التكلفة ‬كلما ‬زاد ‬انتشارها ‬لتصبح ‬فى ‬متناول ‬الجميع.‬
‮«‬أبيض ‬وأسود ‬بالألوان‮»‬
محاولات ‬تلوين ‬الأعمال ‬الفنية ‬القديمة ‬"الأبيض ‬والأسود" ‬لم ‬تتوقف, ‬وتجددت ‬مؤخرا ‬بمبادرة ‬هيئة ‬الترفيه ‬السعودية ‬بتلوين ‬مسرحية ‬"مدرسة ‬المشاغبين" ‬وعرضها ‬على ‬احدى ‬المنصات ‬الإلكترونية ‬لأول ‬مرة ‬بالألوان, ‬الأمر ‬الذى ‬أثار ‬جدلا ‬كبير ‬بين ‬الجمهور ‬وانشق ‬بين ‬مؤيد ‬ومعارض ‬للفكرة, ‬فهل ‬إضافة ‬طابع ‬الحداثة ‬بالألوان ‬هو ‬رغبة ‬فى ‬إعادة ‬التراث ‬الفنى ‬بشكل ‬عصرى ‬أم ‬أنه ‬تفريغ ‬لتلك ‬الأعمال ‬من ‬قيمتها ‬وسحرها؟
الفكرة ‬لم ‬تكن ‬مستساغة ‬لدى ‬بعض ‬الورثة، ‬فأثارت ‬حفيظتهم،ف ‬وكان ‬من ‬الرافضين ‬تماما ‬لها ‬هند ‬ابنة ‬الراحل ‬سعيد ‬صالح ‬أحد ‬أبطال ‬مسرحية ‬‮«‬مدرسة ‬المشاغبين‮»‬ ‬والتى ‬أعلنت ‬رفضها ‬للتجربة ‬عبر ‬صفحتها ‬الخاصة ‬على ‬موقع ‬التواصل ‬الإجتماعى ‬‮«‬فيس ‬بوك‮»‬ ‬حيث ‬قالت: ‬‮«‬مش ‬عاجبنى ‬فكرة ‬تلوين‮»‬ ‬مدرسة ‬المشاغبين‮«‬ ‬سيبوا ‬الفن ‬زى ‬ما ‬صناعه ‬قدموه‮»‬، ‬وتابعت: ‬‮«‬أصدروا ‬حكمهم ‬على ‬الشباب ‬والجيل ‬الجديد ‬بأنه ‬رافض ‬لمشاهدة ‬فن ‬الأبيض ‬والأسود ‬ولكن ‬ما ‬هى ‬ركيزتهم ‬وأين ‬قدم ‬جيلنا ‬هذا ‬الطلب ‬لإصدار ‬أحكامهم، ‬وكنا ‬جيل ‬جديد ‬بالنسبة ‬لمسرحية ‬‮«‬إلا ‬خمسة‮»‬ ‬على ‬سبيل ‬المثال ‬وحبينها ‬وتعلقنا ‬بها‮»‬.‬
‬وأشارت ‬إلى ‬أنه ‬كان ‬من ‬الأفضل ‬صرف ‬تلك ‬المبالغ ‬لترميم ‬التراث ‬الفنى ‬دون ‬تغير ‬معالمه ‬وحتى ‬الألوان ‬مختلفة ‬تماما ‬عن ‬الواقع ‬مؤكدة ‬أن ‬ألوان ‬ملابس ‬والدها ‬سعيد ‬صالح ‬لم ‬تكن ‬كما ‬ظهرت ‬فى ‬العمل ‬الملون, ‬فما ‬يحدث ‬ليس ‬إحياء ‬للتراث ‬بشكل ‬عصرى ‬إنما ‬هو ‬انتهاك ‬لحقوق ‬مشروعة ‬للحفاظ ‬على ‬ذكرياتنا ‬دون ‬تشويه.. ‬من ‬وجهة ‬نظرها.‬
‮«‬إتقان ‬مزيف‮»‬
تتفق ‬فى ‬الرأى ‬أيضا ‬الناقدة ‬ماجدة ‬خير ‬الله ‬حيث ‬ترى ‬أنه ‬يعد ‬اعتداء ‬على ‬الحق ‬الأدبى ‬للمصنف ‬الفنى ‬ومساسا ‬بالحقوق ‬الأدبية ‬للمشاركين ‬فيه ‬وتقول: ‬"أنا ‬ضد ‬الفكرة ‬تماما ‬لأنها ‬تلغى ‬مرحلة ‬التطور ‬الطبيعى ‬للفن, ‬فالسينما ‬بدأت ‬صامتة ‬إلى ‬أن ‬دخل ‬الصوت ‬ولغة ‬الحوار ‬وظلت ‬بالأبيض ‬والأسود ‬فترة ‬طويلة ‬إلى ‬أن ‬استحدثت ‬بالألوان ‬، ‬فالمسألة ‬تعمل ‬على ‬إلغاء ‬مرحلة ‬مهمة ‬جدا ‬أنتجت ‬أهم ‬الأعمال ‬الفنية ‬بل ‬وتفريغ ‬ذلك ‬التراث ‬من ‬قيمته ‬وسحره, ‬ولو ‬كانت ‬تجربة ‬ناجحة ‬لتمسك ‬بها ‬"الخواجات" ‬ففى ‬الولايات ‬المتحدة ‬تم ‬منع ‬تحويل ‬أى ‬فيلم ‬أبيض ‬وأسود ‬إلى ‬ألوان ‬باعتباره ‬تراثا ‬يجب ‬عدم ‬المساس ‬به ‬كما ‬توجد ‬سابقة ‬قضائية ‬فى ‬فرنسا ‬لفيلم ‬"غابة ‬من ‬الأسفلت" ‬فبعد ‬اعتراض ‬ورثة ‬الممثل ‬والمؤلف ‬"جون ‬هيوستون" ‬على ‬تلوين ‬الفيلم ‬قضت ‬المحكمة ‬بمنع ‬عرض ‬الفيلم ‬نهائيا".‬
وتضيف ‬قائلة: ‬"بعيدا ‬عن ‬مدى ‬جودة ‬الألوان ‬لأننا ‬طبعا ‬نعيش ‬ثورة ‬رقمية ‬وتكنولوجية ‬هائلة ‬قادرة ‬على ‬تقديم ‬العمل ‬بإتقان ‬قد ‬يضاهى ‬الحقيقة ‬لكن ‬مع ‬ذلك ‬سيظل ‬هذا ‬الإتقان ‬مزيف ‬يفقدها ‬قيمتها ‬وسحرها ‬ويشوهه ‬العمل ‬تمام ‬كما ‬لو ‬قمت ‬بتلوين ‬الأهرامات ‬فهو ‬تشويه ‬للواقع ‬وللتاريخ ‬ونوع ‬من ‬الجهل ‬الفنى ‬والإنسانى".‬
‮«‬الظل ‬والنور‮»‬
هل ‬سحر ‬الأفلام ‬القديمة ‬يكتمل ‬بكونها ‬تعرض ‬بفخامة ‬اللونين ‬الأبيض ‬والأسود ‬مع ‬درجات ‬الرمادى؟ ‬أما ‬أننا ‬اعتدنا ‬مشاهدتها ‬على ‬هذا ‬النحو؟ ‬سؤال ‬يجيب ‬عليه ‬الناقد ‬أحمد ‬سعد ‬الدين ‬قائلا: ‬‮«‬الموضوع ‬مرتبط ‬بالجانب ‬الإبداعى ‬أكثر ‬من ‬كونه ‬تعود ‬، ‬وعندما ‬تتم ‬عملية ‬التلوين ‬من ‬الممكن ‬أن ‬يكون ‬الناتج ‬بألوان ‬رائعة ‬إلا ‬أنه ‬لن ‬يعطى ‬الإحساس ‬بالكادر ‬كما ‬أرده ‬المخرج.‬
صحيح ‬أن ‬‮«‬مدرسة ‬المشاغبين‮»‬ ‬ارتبطت ‬فى ‬وجداننا ‬بالأبيض ‬والأسود ‬ولكن ‬فكرة ‬التلوين ‬قد ‬تعيد ‬اكتشاف ‬جوانب ‬جديده ‬للعمل ‬المسرحى ‬، ‬والتلوين ‬هنا ‬قد ‬يكون ‬مقبولا ‬بعض ‬الشئ ‬، ‬فالمسرح ‬يعتمد ‬على ‬مكان ‬ثابت ‬وإضاءة ‬ثابتة ‬معظم ‬الأوقات ‬، ‬أما ‬فى ‬السينما ‬فهناك ‬فرق ‬لأن ‬براعة ‬الصورة ‬فى ‬الأبيض ‬والأسود ‬كانت ‬تعتمد ‬على ‬المنطقة ‬الرمادية ‬وتطويعها ‬فى ‬التوزيع ‬الضوئى ‬داخل ‬الكادر ‬لإعطاء ‬إحساس ‬الظل ‬والنور ‬فمثلا ‬فيلم ‬‮«‬السيرك‮»‬ ‬لسعاد ‬حسنى ‬أراد ‬المصور ‬عبد ‬العزيز ‬فهمى ‬إدخال ‬نور ‬الشمس ‬من ‬الشباك ‬لينعكس ‬على ‬وجه ‬سعاد ‬حسنى ‬ولو ‬تم ‬تلوينه ‬أعتقد ‬أنه ‬سيقتل ‬المشهد ‬الدرامى ‬والمستوى ‬البصرى ‬الذى ‬أراده ‬المخرج ‬، ‬لذلك ‬فإن ‬عملية ‬التلوين ‬فى ‬السينما ‬مرفوضة ‬بالنسبة ‬لى ‬لأنها ‬تخل ‬بالقيمة ‬الأساسية ‬لتصوير ‬الفيلم ‬نفسه ‬وتؤثر ‬على ‬الشكل ‬البصرى.‬
‮«‬خيارات ‬متعددة‮»‬
للناقد ‬طارق ‬الشناوى ‬رأى ‬مختلف ‬فهو ‬لا ‬يمانع ‬من ‬خوض ‬التجربة ‬بل ‬وتكرارها ‬مستقبلا ‬ويقول: ‬"صحيح ‬أن ‬السينما ‬بدأت ‬بلا ‬ألوان ‬وبلا ‬صوت ‬لكنها ‬كانت ‬تحاول ‬تجاوز ‬ذلك ‬القصور ‬وكان ‬يتم ‬تلوين ‬الأفلام ‬باليد ‬حتى ‬نهاية ‬السبعينيات ‬إلى ‬أن ‬بدأ ‬التلوين ‬الرقمى ‬على ‬استحياء، ‬وتم ‬تحويل ‬الأبيض ‬والأسود ‬لألوان ‬وبالتالى ‬لا ‬أعتقد ‬أن ‬تلوين ‬الأعمال ‬القديمة ‬يفقد ‬من ‬قيمتها ‬ورونقنها ‬وبالتأكيد ‬مسار ‬الاهتمام ‬بالتلوين ‬سيخلق ‬تيارا ‬جديدا ‬وسيظل ‬هذا ‬التيار ‬منقسما ‬بين ‬من ‬يريد ‬الماضى ‬كما ‬هو ‬وبين ‬من ‬انقطع ‬صلته ‬بالماضى ‬ويريد ‬فقط ‬الألوان .‬
ويضيف: ‬أعلم ‬أن ‬ل«مدرسة ‬المشاغبين‮»‬ ‬وضع ‬خاص ‬لدى ‬الجمهور ‬فأصبحت ‬طقس ‬من ‬طقوس ‬العيد ‬ولها ‬سحر ‬خاص ‬لكن ‬ما ‬المانع ‬من ‬إلباسها ‬ثوبا ‬جديدا ‬وطرح ‬اختيارات ‬متعددة ‬للمشاهد ‬وأعتقد ‬أن ‬العدد ‬الضخم ‬من ‬الجمهور ‬والذى ‬يمثل ‬الشباب ‬سينجذب ‬للفكرة ‬لعدم ‬امتلاكه ‬رصيد ‬من ‬الأبيض ‬والأسود ‬فى ‬وجدانه, ‬ففكرة ‬القبول ‬والرفض ‬أمر ‬متعلق ‬بالجمهور.‬
وأتصور ‬أن ‬التجربة ‬مع ‬"مدرسة ‬المشاغبين"ستفتح ‬المجال ‬لتلوين ‬العديد ‬من ‬الأعمال ‬الفنية ‬وإن ‬كنت ‬أفضل ‬رؤية ‬أعمال ‬الثلاثى ‬سمير ‬غانم ‬وجورج ‬سيدهم ‬والضيف ‬بالألوان, ‬فنحن ‬بحاجة ‬لرؤية ‬الأفلام ‬القديمة ‬بنمط ‬وشكل ‬جديد.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.