ربما لا توجد شخصية فى عالم الغناء العربى الحديث حازت من التقدير والاحترام مثلما حصلت أم كلثوم التى استطاعت بثبات ومثابرة أن تؤسس لنفسها مكانة لم تصلها أية مطربة عربية أخرى، كانت قريبة جدا من عقل وقلب جمال عبد الناصر ومحمد نجيب أول رئيس للجمهورية وأغلب ضباط مجلس قيادة ثورة 23 يوليو، المكانة التى حظت بها أم كلثوم جعلت عبد الناصر ينزعج بشدة عندما علم ببداية ظهور مرض الغدة الدرقية لدى سيدة الغناء. وكانت الحكومة الأمريكية قد عرضت على أم كلثوم علاجها بمستشفى البحرية الأمريكية، وأوفدت من أجل ذلك الأدميرال "بروف" كبير الأطباء لدعوة أم كلثوم للعلاج ورحبت أم كلثوم بالدعوة، لكن مجلس قيادة الثورة قرر علاجها بنفس المستشفى الأمريكى على نفقة الحكومة المصرية، وتم تكليف البكباشى محمد أنور السادات بتوديعها حتى سلم الطائرة ممثلا للقيادة العامة، وقبل أن تدخل أم كلثوم الطائرة أخرجت من حقيبة يدها منديل مسحت به دموعها وهى على سلم الطائرة. "الأخبار" - 23 مايو 1953