«ميسيه آنا ناليه».. هذه الكلمات يستقبل أبناء النوبة شهر رمضان وتعني في اللغة النوبية «يعود عليكم رمضان بالخير»، ويتبادل أبناء النوبة هذه العبارة للتهنئة بحلول شهر رمضان. ويختلف شهر رمضان في «بلاد الذهب» عن غيره من المحافظات الأخرى، فشهر الصيام عادات وطقوس عند النوبيين الذين لا يزالون يحتفظون بها حتى الآن، ومع اختلاف هذه العادات يبدو التباين في نوعية الأكلات والمشروبات عند أبناء النوبة، ومن أشهر المأكولات على مائدة رمضان عند أهل النوبة (الأتر) و(الويكة) ومشروب (الأبريه). يظهر «الأبريه» بوضوح ليروي عطش الصائم في بلاد الذهب؛ حيث يعد المشروب الرسمي على مائدة إفطار النوبيين، وهنا تقول «سهير محمد – 50 عامًا»: «يتكون الأبريه من خليط من دقيق القمح بالإضافة إلى دقيق الذرة والخميرة، وتخلط المكونات ثم تترك لتتخمر لفترة ما بين يوم إلى يومين حسب حرارة الجو، ويخبز على صاج الدوكة ويكون عبارة عن طبقة رقيقة ثم يترك ليجف، وبعد ذلك يتم تفتيته إلى أجزاء صغيرة». لا يتم تصنيع الأبريه في شهر رمضان بل قبلها بفترة كافية لكي تكون هناك فرصة لإرساله إلى الأهل والأقارب المغتربين خارج النوبة، بالإضافة إلى مشروب الكركديه والدوم والعراديب. اقرأ أيضًا| كنافة من الصعيد «الجواني».. للمسلمين والأقباط و«ديلفري» للخليج وأوروبا وبعد تحضير الأبريه يتم إضافة بعض العصائر مثل الليمون أو الكركديه أو أي نوع آخر من العصائر المتوفرة ولكن الشائع يخلط بعصير الليمون. ويعتبر من المشروبات المفضلة لدى الكثير من النوبيين، حيث يخفض ضغط الدم، ونظرا لشدة الحرارة فهو أيضا يخفف العطش. أما «منى عبده – 48 عامًا» فتحدثت عن الصلابة وهي عجينة أشبه ب«الكريب»، ويتم صنعها على صاج مخصص لها وتكون بالحليب والسمنة، بالبامية «الويكا» أو «الإتر» أو ما يشبه الملوخية، وهي من الأكلات الأخرى التي يتميز بها أهل النوبة. و«الإتر» من أشهر المأكولات النوبية التي يعتاد عليها النوبيون؛ حيث تشبه الملوخية، ولكن يُضاف عليها أوراق السبانخ، وبعض التوابل، ويتم وضع البامية المطحونة عليها، مع استخدام «المفراك» لهرسها.