غلاء الأسعار والظروف الاقتصادية المتدهورة دفعت بعض البسطاء والمحتاجين إلي ابتكار اسلوب جديد من التسول، وانتشرت هذه الظاهرة بكثرة في القري النائية والمترامية الأطراف التابعة للمدن الكبري، وانتشار هذه الظاهرة بدأ في التوسع، في ظل جائحة فيروس كورونا، ولا يوجد رقيب ولا حسيب علي هؤلاء المسؤولين ولا تأخذهم رحمة بتلك البسطاء. اقرأ أيضا: اعترافات مثيرة ل«كاتعة بدر» في خطف وتعذيب الأطفال لإجبارهم على التسول ويبدو أن خط أبوالمطامير- كفرالدوار، كان له السبق في انتشار تلك الظاهرة وهي أن تقوم إحدي السيدات بوضع مكبر صوت علي أعلي إحدي التكاتك وتنادي علي المارة لإعطائها المال وذلك لاحتياجها له، في حين أن التكاتك تيسير ببطئ في الشوارع الرئيسية والجانبية لجمع أكبر عدد من الأموال من المارة. أكد كمال النجار «سائق»، أن هناك العديد من المتسولين الذين يجوبون جميع الشوارع الرئيسية والجانبية بهذه التكاتك أو السيارات التي يعتليها مكبر الصوت، وتتوسل إلي المارة لإعطائها المال وذلك لاحتياجها له. وأوضح «النجار» أن هناك العديد من الأقاويل الذين يقولوها علي المارة عبر مكبر الصوت ومنها، أن ولدها يحتاج إلي المال لإجراء عملية جراحية خطيرة خلال أيام وليس معها أي شىء منه، وأيضا بأنها تحتاج المال لعدم قدرة زوجها علي الإنفاق وذلك لعجزه وشلل أحد أعضاء جسمه، وأيضا منهم من يقول إنها لا تستطيع دفع قيمة الإيجار لمنزلها مما يعرضها للطرد في الشارع من المستأجر في ظل وجود جو الشتا الممطر. وتساءل « النجار « من الممكن بأن بعضهم يكون في حاجة فعلية إلي المال، ولكن كثرتهم يوميا تفقد مصدقيتهم لدي العديد من المواطنين، وذلك لأنهم يقولون أسباب وظروف مختلفة، وقال إن هناك العديد من الأهالي تقوم بإعطائهم المال وذلك لأنهم يقومون «بالبكاء» عبر مكبر الصوت، مما يجعل تجاوب عدد كبير من المارة معهم. وفي ذات السياق أكد صلاح سعيد «فلاح» بأن هناك أسلوبًا جديدًا ومبتكرًا من التسول وهو الجلوس في المساجد وبعد الإنتهاء من الصلاة يقومون بالبكاء والتوسل إلي المصلين لإعطائهم المال، وأوضح أن هذه الأسلوب يجعل هناك حالة من النفور لدي العديد من الأهالي وذلك لأن طريقتهم في التسول «مستفزة» ويصرون علي طلب المال باستمرار من الشخص المتواجد أمامهم، وأردف بأنهم من الممكن أن يقوموا بطلب المال من أحد الأشخاص وهو يقوم بجمع المال من الأهالي ثم يقوم بإعطائهم المال الذي تم جمعه، وأكد أن تلك الظاهرة أصبحت منتشرة بكثرة، وذلك لأن تلك السيده تقوم بالمناداة علي المارة لاستعطافهم مقابل إعطائها المال، وغالباً ما تقوم بشرح حالتها المعيشية الصعبة، واحتياج طفلها لإجراء عملية جراحية عاجلة ولا تستطيع إجراءها لتكاليفها المرتفعة. وقال إن هناك العديد من هؤلاء المتسولين يقومون بالنزول إلي إحدي القري التى يتم تحديدها، ويكون عددها أكثر من 5 أفراد، ثم يقومون بتوزيع أنفسهم علي جميع القرية من حيث إن كل شخص له بعض الشوارع والأخري له الشوارع الأخري، ولا يجوز لشخص تابع لهم أن يقوم بالنزول إلي المنطقة المحددة للشخص الآخر . وفي سياق متصل أكد عاطف الجمال «مزارع» أنه يرفض ذلك الأسلوب المبتكر من التسول، ويقول لا يجب إعطاؤهم المال لأنهم لا يستحقونه لأنهم أكثرهم من الشباب القوي جسمانياً، وفي استطاعة العمل في أي شركة بمرتب شهري ثابت أو العمل باليومية في إحدي الحقول الزراعية علماً بأن اليومية اليوم تخطت المئة جنيه، وهناك العديد من الأسر الفقيرة التي تحتاج إلي المال ولا تقوم بفعل هذا النوع من التسول، ولكن يقوم بعض الأهالي بجمع عدد من الأموال شهرياً وإعطائها لهم، وأوضح أن تلك الأسر يكون لديهم أبناء في مراحل التعليم المحتلفة الذين يحتاجون العديد من الأموال للإنفاق عليهم. وأوضح أنه يجب علي جميع الجمعيات الأهلية المشهرة من الشؤون الاجتماعية يكون لديهم دور في هذه الظاهرة وهي درس الحالة ومناقشتها، من حيث استحقاقها أم لا، وإن كانت تستحق فيجب علي المسؤول إعطاؤها مبلغًا ماليًا شهرياً من خزينة الجمعية، وإن كانت لا تستحق فيجب تسليمها إلي الشرطة لمعاقبتها. وقد أكدت ربة منزل رفضت ذكر اسمها من قرية كوم الفرج التابعة لمركز أبوالمطامير، بأن هناك الكثير من المتسولين قاموا بوضع مكبر الصوت علي «التوك توك»، وأيضاً يقوموا بالدخول في الأماكن المزدحمة لجمع أكبر عدد من المال، وأوضحت أنهم لا يتركوا أي شخص دون الإلحاح عليه بدفع المال، وذلك لاحتياجهم له. وأوضحت أنهم يقومون بالذهاب إلي الأراضي الزراعية في موسم حصاد أي محصول من الأرز والقمح والذرة والإلحاح علي المزارعين بأخذ نصيبهم من المحصول «كصدقة»، وبالفعل يجمعون أكبر عدد من المحاصيل الزراعية المختلفة، ثم يقومون بعد ذلك ببيعها إلي أحد التجار بسعر أقل من المعتاد، وهنا يكون المتسول قد حصل علي المال الكثير، والتاجر يكون قد استفاد مقابل شراء المحاصيل من هؤلاء المتسولين بسعر رخيص جداً. وطالبت المتسولين بالذهاب إلي الشؤون الاجتماعية وتقديم أوراق للحصول علي معاش شهري، أكملت بأن هناك العديد من المرضي الذين يقومون بالتسول إلي المارة لشراء «الأنسولين» من مرضي السكر لعدم قدرتهم علي شرائه من الخارج، وقالت إن هناك العديد من المتسولين الذين يقومون بالتسول علي «عاهتهم»، فمنهم من فقد زراعه وأحد ساقيه، ويقوم بإستعطاف المارة لجمع المال وذلك لعدم قدرته علي العمل وإنفاقه علي أسرته . وقالت إن هذه الظاهرة انتشرت بكثرة وقيام هؤلاء المتسولين بابتكار الحيل الجديدة لجمع أكبر عدد من الأموال من المارة من المواطنين.