الإسكندرية.. تواجه أزمة بين عقارات «آيلة» وعمارات «مايلة»

2400 مبنى مهدد بالسقوط.. وإزالة 9 فقط فى 4 سنوات

العقارات المائلة أزمة كبيرة تواجه محافظة الإسكندرية.. وخلال السنوات الأخيرة تزايدت الأزمة بشكل كبير، خاصة فى الشوارع والأحياء القديمة، والبيوت مهددة طوال الوقت حتى إن الإحصاءات الرسمية تشير إلى وجود نحو 2400 عقار آيل للسقوط بالمحافظة.
وتبقى أزمة عقار «الأزاريطة المائل» منتصف العام 2017 هى الأشهر والأكثر تعبيراً عن خطورة الأزمة، بعدما تحولت إلى حديث وسائل الإعلام العالمية، نظراً للميل الشديد واستناد العقار المكون من 12 طابقاً بالكامل على واجهة العقار المقابل له. ثم توالت حوادث ميل العقارات فى العاصمة الثانية، إذ شهد عام 2018، ميل 3 عقارات بمناطق « العصافرة، غبريال، كفر عشري» بأحياء المنتزه ثان، شرق، غرب، أكبرهم مكون من 14 طابقاً. وفى عام 2019، حدث ميل مفاجئ ل 3 عقارات أخرى بمناطق «الساعة، الورديان، اللبان»، أحدها مكون من 17 طابقا، معظمها دون ترخيص انتهت بإخلاء السكان والإزالة حتى سطح الأرض.
وتجددت أزمة العقارات المائلة العام الماضى، بحدوث ميل مفاجئ بمقدار 50 سم لعقار مكون من 12 طابقاً بمنطقة كرموز بحى غرب، ما سبب أضراراً لعدد من العقارات المجاورة.
وقبل أيام عادت الأزمة للصدارة من جديد بميل عقار كوم الشقافة بحى غرب، مما استدعى إخلاء 5 عقارات مجاورة له، قبل البدء فى إزالته.
ومع ورود البلاغ بحدوث ميل مفاجئ لأى عقار، سرعان ما تتحرك أجهزة المحافظة للتعامل مع الموقف، إلا أن الحلول دائماً مؤقتة حيث تبدأ بإخلاء العقار المائل ومحيطه وتوفير إيواء عاجل لقاطنيها، وانتهاء بالإزالة حتى سطح الأرض، دون حلول جذرية.
وأكدت سحر شعبان، رئيس حى غرب الإسكندرية، إن العقارات المائلة تتركز فى حى غرب يليه حى الجمرك، وأشارت إلى وجود مناطق كاملة يزيد عمر العقارات فيها على 100 عام.
وأضافت أن أزمة العقارات المائلة لا تزال تحتاج إلى حل جذرى بإعادة تخطيط المناطق القديمة بشكل كامل .
قائلة: «احتياجات تلك المناطق منذ 100 عام أيام الإنجليز ليست هى نفس الاحتياجات الآن». وأشارت إلى إجراء حصر لكل العقارات المائلة فى نطاق حى غرب، وذلك لبحث سلامتها الإنشائية.
من جانبه قال المهندس هشام سعودى، نقيب المهندسين بالإسكندرية إنهم يتابعون مع اللجان الهندسية المتخصصة بكلية الهندسة هذه الظاهرة، لافتاً إلى أن تكرار ميل العقارات بالمحافظة يرجع إلى غياب الرقابة على عملية الإنشاء، خاصة فى السنوات السابقة التى شهدت بناء الكثير من العقارات بدون ترخيص وبدون إشراف هندسي. وطالب بضرورة إشراف لجان هندسية على عملية البناء وذلك للتأكد من صلاحية التربة وسلامة الإنشاءات، مؤكداً أن العقارات غير المرخصة بالاسكندرية مشكلة كبيرة وتحتاج إلى جهود كثيرة.