فى كل مهنة موسم يزداد فيها الرزق، ومواسم يقل فيها الخير، وخلال فصل الشتاء يضطر معظم الصيادين فى المحافظات الساحلية الى الدخول فى "بيات شتوى" بسبب كثرة النوات لدرجة أن الإسكندرية وحدها تتعرض لما يقرب من 18 نوة. ويعرفها الصيادون بأسماء معينة مثل "قاسم" و"السلوم" و"الفيضة الصغرى والكبري" و"الشمس" وغيرها. مجدى أبوشنب، شيخ صيادى أبوقير، قال إن للنوات علامات ودلائل يعرفها الصيادون منذ قديم الأزل عن طريق حركة النجوم والشمس والسماء، وأوضح أن موعد النوة كان يعرف بعلامات مثل تساقط النجوم من السماء أو هياج طائر النورس وغروب الشمس وسط هالة حمراء أو قدوم رياح غربية. وأضاف: قبل يومين ضربت الإسكندرية نوة الفيضة الكبرى التى صاحبها تقلبات جوية شديدة وهطول أمطار الأمر الذى يصاحبه أيضا توقف حركة الصيد، حيث يشير أبوشنب إلى أن الصيادين لا يخرجون للصيد خلال النوات. وأضاف أن الصياد يخرج كل يوم للبحث عن رزقه فى البحر ولكن خلال أيام النوات يضطر للجلوس فى بيته إلى أن تنتهى النوة حرصا على سلامته. بينما أوضح ياسين سعد الدين، صياد ببحيرة مريوط، أن الدولة بدأت عملية تطهير وإزالة الحشائش فى بحيرة مريوط منذ أكثر من سنة وبالتالى أصبحت البحيرة أكثر عمقا ولا يصلح الصيد خلال النوات فالبحيرة أصبحت "مكشوفة" وأشار إلى أنهم يتجنبون الصيد خلال النوات التى تتعرض لها الاسكندرية خلال فصل الشتاء حفاظا على سلامة الصيادين. بينما يقول مجدى مرعى رئيس الاتحاد العام للصيادين بكفر الشيخ: أنه يوجد 3 مصادر للصيد بكفر الشيخ وهى: بحيرة البرلس والنيل والبحر المتوسط، موضحا أنه بالنسبة للصيادين بنهر النيل وبحيرة البرلس فإن الوضع سيئ للغاية حيث يتم الصيد من خلال قوارب صغيرة لا تقوى على التصدى للرياح الشديدة خلال النوات كما لا يوجد بها وسائل حماية للصياد ومعرضة للانقلاب بسهولة مما يعرض الصياد للموت غرقا أو لانخفاض درجة حرارة الجسم بسبب برودة المياه. وبالنسبة لوضع الصيادين فى البحر المتوسط يوضح أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ، أن الصيد فى البحر المفتوح يتوقف خلال أيام النوات، مشيرا إلى أن الصيادين لا يخرجون للصيد سوى حوالى 20 يوما فقط طوال موسم الشتاء بسبب عدم استقرار حالة البحر المتوسط، ولأن الصيد هو مصدر الرزق الوحيد للصياد فإنه يضطر للاستدانة طوال فترة الشتاء ليتمكن من الإنفاق على أسرته، مطالبا بإنشاء صندوق لرعاية الصيادين تدعمه الدولة.
