بطل الجمهورية لألعاب القوى عايش في «عشة» | صور

- الحديدي: ببيع ميدالياتي علشان أصرف على بناتي.. والفئران والأمطار تهاجم "عشتي"
- مهدد بالطرد لعدم دفع إيجار مسكني.. وأعمل عامل بناء رغم إعاقتي
- رفضت اللعب باسم إحدى الدول الآسيوية حباً لبلدي.. وحتى لا أتنازل عن جنسيتي المصرية
حوار: عصام عمارة
داخل منزل مسقوف بالبوص وسط الأراضي الزراعية بقرية كفر ديما مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية.. يعيش عصام جميل الحديدي بطل الجمهورية في ألعاب القوى للمعاقين دون مرافق أو مياه أو كهرباء سوى طلمبة مياه (حبشية).
"الأخبار المسائي" رصدت المأساة الإنسانية التي يعيشها عصام الحديدي لسنوات طويلة؛ حيث يبلغ من العمر 44 عاماً.. وحصل على 46 ميدالية متنوعة ما بين ذهبية وفضية وبرونزية على مدار عدة سنوات والعديد من شهادات وجوائز اللجنة البارالمبية.
أكد البطل الرياضي أنه اضطر لبيع ميدالياته التي حصل عليها طوال مشواره الرياضي للإنفاق على أسرته وبناته الثلاثة لعدم وجود مصدر رزق ثابت له إلى جانب معيشته في مسكن وسط الأراضي الزراعية منعدم من جميع المرافق الحيوية ولم تصله مياه الشرب أو الكهرباء وتنعدم فيه آدمية الحياة؛ حيث يتكون سقفه من البوص والخشب, لافتاً إلى أنه في فصل الشتاء يتعرض منزله للأمطار لكون سقفه من البوص إلى جانب الفئران التي تهاجم منزله غير الآدمي لكونه مسكن غير مؤثث مثل كل المنازل بل هو مأوى فقط لي ولأسرتي.. مناشداً وزارة الرياضة ورجال الأعمال مساعدته لتجهيز مسكنه المتواضع أو "عشته" حسب وصفه حفاظاً على أسرته من التشرد وبرد الشتاء.
وأضاف باكياً أنا كنت متزوجاً في سكن بالإيجار منذ سنوات داخل القرية وأعمل بأعمال البناء ورفع الرمال والأسمنت للبنية الجديدة تارة والدهانات تارة أخرى دون مصدر رزق ثابت وأعمل على يدي رغم إعاقتي في قدمي, ومؤخراً أصبحت مهدداً بالطرد لارتفاع الإيجارات بالقرية بعد بناء إحدى الجامعات الخاصة بالقرب من القرية وقام الطلاب بالسكن بالقرية, مما أدى إلى رفع قيمة الإيجارات، وتهديدي بالطرد ولا أمتلك من حطام الدنيا سوى نصف قيراط قمت ببنائه منذ سنوات بالبوص والطوب وسط الأراضي الزراعية.
وقدمت طلباً للتصالح بمجلس مدينة كفرالزيات والوحدة المحلية بالدلجمون كلفني أكثر من 5 آلاف جنيه استدنت حتى أوفرها ولا أستطيع دفع باقي قيمة التصالح؛ حيث لا يوجد مصدر رزق سوى راتب 800 جنيه فقط أتحصل عليها من أحد الأندية الخاصة بطنطا, وأقوم بالعمل في أعمال البناء ورفع الأسمنت بالرغم من الإعاقة في قدمي حتى أصرف على بناتي وزوجتي وابنتي الكبرى في الصف الأول الإعدادي, مناشداً محافظ الغربية إعفائه من قيمة التصالح مراعاة لظروفي ومساعدتي من التضامن الاجتماعي أو رجال الخير والأعمال لإنقاذي وإنقاذ أسرتي من التشرد .
وأضاف أنه رفض في مشواره الرياضي اللعب باسم إحدى الدول الآسيوية في البطولات الرياضية حباً لوطنه مصر وحتى لا يتنازل عن الجنسية المصرية.
وأشار الحديدي إلى أنه في حالة طرده من مسكنه بالإيجار والانتقال إلى مسكنه الآخر لن يستطيع إيجاد مكان لقضاء حاجته خاصة أن المنزل دون مرافق أو كهرباء ولا يوجد مصدر للمياه سوى "طلمبة" حبشية بجوار السكن الذي يقع وسط الأراضي الزراعية بالقرية.
وتابع: أطالب بأي مأوى لي ولأولادي البنات فلم أحصل على أي شقة أو سكن من المحافظة أو حتى وظيفة حكومية أنفق منها على أولادي بينما نجد الملايين تنفق على كرة القدم وهذا حقي لأنني تفوقت رياضياً وكنت أتفوق على الأصحاء في العديد من البطولات .
وأضاف: وأطالب بمصدر رزق ثابت لي يكفيني الحاجة ويوفر عيشة آمنة لبناتي الثلاثة وزوجتي ولم يبق لي سوى الميداليات التي حصلت عليها وبدأت في بيعها الواحدة تلو الأخرى وسط حسرة وألم ينتابني أن أبيع كل ميدالية خلفها قصة تعب ونجاح وفوز حقيقي وجهد وعرق والحمد لله على كل شىء.
هذا وقد ناشد شباب وأهالي القرية بضرورة تدخل الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية لإعفائه من رسوم التصالح في مخالفات البناء علي منزله مراعاة لظروفه المادية الصعبة كونه حالة إنسانية لا يوجد أي مصدر رزق لها.