أوضح مفتي الجمهورية السابق الدكتور علي جمعة، أن الإسلام دين الحياة، ودين النظام، وعلم الإنسانية آداب التعايش مع كون الله، كما علم الإنسان كيفية التعايش مع نفسه، ولذلك وضع آداباً للطعام، وآداباً للشراب، وآداباً للنوم، وآداباً للحديث، وآداباً للجلوس، وآدابا للقيام، وآداباً لقضاء الحاجة. وأضاف خلال سلسلة تدوينات عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، أن كل هذه الأشياء عرفتها الحضارة الغربية بعد ذلك باسم «الإتيكيت»، أي أدبيات التعايش مع المجتمع الإنساني، لافتا إلى أن الإسلام سباق في وضع تلك الأدبيات، وعلم الدنيا كلها هذه الأمور. وقال الشيخ علي جمعة، إن قضاء الحاجة هو التخلص من فضلات الطعام من أي السبيلين، وعبر الإسلام بقضاء الحاجة تنزها من التحدث في تفاصيل تفهم تأباها النفس البشرية، مشيرا إلى أن من يقضي حاجته يحتاج أن يعرف كيف يكون متطهرا بعد هذه العملية، بمعنى كيف يتطهر منها؟، وهو ما يسمى بعملية «الاستنجاء». وأوضح أن الاستنجاء عند الفقهاء هو إزالة الخارج النجس من الفرج عن الفرج بماء أو حجر بشرطه، والمقصود «بحجر الاستنجاء»، كل طاهر جامد قالع غير محترم. كالمناديل الورقية في أيامنا هذه، والاستنجاء واجب على المسلم، يأثم تاركه حتى وإن لم يكن يريد التطهر، لأن ترك النجاسات بغير عذر على الإنسان حرام شرعا. وذكر أن الأولى أن يجمع من يتطهر من البول والغائط بين حجر الاستنجاء «المنديل الورق» والماء، وإن أراد الاقتصار على أحدهما «المنديل الورق أو الماء» فالماء أولى. وأوضح آداب قاضي الحاجة، في نقاط كالتالي: 1- إن احتاج الإنسان إلى قضاء الحاجة في أرض فضاء «كأن يكون مسافرا برا مثلا»، فعليه أن يتجنب استقبال الكعبة أو استدبارها. أما في دورات المياه والحمامات المعروفة فليس هناك حرمة ولا شيء عليه في تلك الأماكن المعدة لقضاء الحاجة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول ولا بغائط» [أحمد ومسلم] 2- وعلى من يقضي حاجته في أرض فضاء «كالمسافر برا» أن يجتنب مواضع الماء الجاري والراكد، ومواضع الأشجار المثمرة، وطرق الناس المسلوكة، ومواضع جلوس الناس، ومواضع الخطر. 3- ولا يتكلم أثناء قضاءه للحاجة لغير ضرورة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال على التحدث على قضاء الحاجة : «إن الله يمقت على ذلك» [أحمد وأبو داود وابن ماجة]. 4- ولا يدخل الحمام بغير نعال في القدمين، ويبتعد الرجل عن التبول قائما حتى لا يصيب البول ثيابه. اقرأ أيضا: تفاصيل إنشاء ميناء صيد رشيد الجديد