◄تعيش الرياضة المصرية والعالمية الأوقات الأصعب بسبب فيروس كورونا الذى أجبرها هى وغيرها من الأنشطة على التوقف.. وإذا كانت المقارنة بين اقتصادات الرياضة محليا ودوليا واضحة المعالم وتميل كثيرا الى صالح الخارج إلا أن آثار ومخاطر التوقف تجعل الإثنين على نفس القدر بل ربما تزيد فى أوروبا التى تتضاعف إيراداتها عنا فى عائد تذاكر المباريات والمراهنات.. علاوة على حجم التعاقدات الأخرى من رعاية وحقوق بث وتسويق الشعارات والملابس وغيرها من تجارة متعلقات النجوم وكثافة الشعبية وإن كان يقابلها مصروفات أكبر وأضخم من رواتب اللاعبين والمدربين. ◄حتى الآن.. الرياضة المصرية تعانى مشكلة وبمرور الوقت ستعانى أزمة.. ثم إذا امتد الوقت ستصبح فى ورطة وكلما زاد عمر التوقف قل عمر الصمود مما يهدد مباشرة بالدخول فى دائرة الافلاس.. أمام الأندية التزامات مالية مع كل عناصر اللعبة وفى نفس الوقت توقف ضخ الايرادات.. فلا توجد عوائد من أى نوع حتى ولو كانت هناك عقود سارية تلزم الشركات بالدفع لكنها لن تدفع لأنها هى أيضا لا عوائد ولأن الرياضة وكرة القدم بالتحديد بلا نشاط.. ومكمن الخطر أن الحلول الآن معدومة تماما.. لا توجد جهة قادرة على طرح حل إلا انتظار القضاء على فيروس كورونا.. ولكن متى ينتهي؟.. هذه هى المشكلة الكبرى.. فلو امتد به العمر فسوف يجهز لا محالة على عمر الرياضة.. كيف إذن نفهم الحالة وتفاصيلها؟.. الإجابة عند عمرو وهبة المدير التنفيذى لشركة بريزينتيشن الراعية للأندية المصرية والذى جمع فى تجاربه وخبراته فى إتحاد الكرة وشركات التسويق ما بين اقتصادات الكرة وممارستها.. وقد صدمه سؤالى عن احتمالات الإفلاس فأراد أن يخفف فى البداية من وطئ الكلمة لكنه فى النهاية لم يستبعد أى شيء خطير بما فيه إفلاس الأندية.. كيف؟. ◄قال عمرو وهبة إن الحالة الآن لا علاقة لها بخطر الإفلاس ولكن العلاقة فقط بالوقت.. حاليا يخسر الأندية أرباحا كانت تحصل عليها وهو ما يسميه الربح المفقود من عائد النشاط.. وكل ناد حسب قدراته فى التعامل.. هل لديه الاحتياطى الذى يغطى فقدان الربح أم لا.. ويزيد من التوضيح بأن التوقف إذا استمر عدة أسابيع لن تكون هناك خسائر فادحة بالمعنى المتعارف عليه سوى ما ذكرناه من افتقاد الربح.. وتستطيع الأندية أن تتحمل ذلك لمدة شهرين.. لكن ماذا لو امتد التوقف لما بعد الشهرين؟.. والاجابة عنده ليست اقتصادية ولا رياضية بل هى الأمل.. أمل فى ظهور علاج للفيروس؟.. فقلت له: لا أحد يعرف متى يظهر العلاج.. ثم إذا ظهر لن يتوفر للتداول إلا بعد أشهر طويلة وربما سنة أو أكثر.. وإلى حين أن يحدث ذلك يكون الإفلاس قد ضرب الجميع. ◄ويضيف عمرو وهبة: الشركة عندنا سددت التزاماتها المالية للأندية قبل التوقف.. وكان آخر قسط فى شهر مارس الحالي.. وتختلف الاندية فى قدرتها على الصمود حسب اتساع أو ضيق أنشطتها.. فمنها من سيتحمل شهرا ومنها ما هو أقل ومنها ما هو أكثر. ◄وفاجأته بسؤال: ماذا لو طلبت الأندية من شركة بريزنتيشن الالتزام بالعقود رغم توقف النشاط؟. فجاء الرد سريعا لن ندفع.. لأنه فى القانون يوجد ما يسمى بالقوة القاهرة.. من أين نأتى بالأموال.. لا يوجد أحداث حتى تخرج منها عوائد.. وهذا منصوص عليه فى العقود.. وحتى لو اشتكى أى ناد فإن الاتحاد الدولى يعرف جيدا الظروف التى يمر بها العالم وستكون نظرته مختلفة.. الشركات متضررة مثل الأندية.. أصبحنا جميعا فى قارب واحد. ◄ولأن المشكلة عالمية.. سألته عن الفارق بيننا وبين غيرنا فى أوروبا مثلا.. وقال هم هناك خسروا أكثر منا بكثير.. لأن عوائدهم أكثر اتساعا منا.. عندهم «5» مصادر: تذاكر المباريات وحقوق البث وحقوق الرعاية والمراهنات ومنتجات الدعاية.. وليس عندنا من ذلك المراهنات وتذاكر المباريات لأنه لا يوجد جمهور فى الأصل.. وضرب مثلا بملعب الأنفيلد (ليفربول).. يحضر كل مباراة 54 ألف مشجع لو ضربته فى سعر التذكرة 50 جنيه إسترلينى يكون المتوسط من 250 إلى 300 ألف استرلينى فى المباراة الواحدة ولو لعب الفريق «5» مباريات يصبح الايراد ثلاثة ملايين استرلينى فى شهر واحد. وطبعا المراهنات تأتى بالكثير لكن لا أعرف تفاصيلها. ◄لم يتبق إلا العودة مرة أخرى (بتأثير تعقيدات المشكلة) للسؤال: ما هو الحل؟.. والرد كما هو عند الجميع: لابد من فكرة خارج الصندوق يساهم الجميع فى صنعها وليس الأندية فقط.. لا فرق بين برشلونة وريال مدريد وليفربول وبين الاهلى والزمالك والاسماعيلي.. ولا بين ميسى ورونالدو ونيمار وبين ساسى وبن شرقى وبادجى واجايى وأى نجوم يريدون مستحقاتهم من أندية تريد أيضا مستحقاتها وشركات تبحث هى الأخرى عن مستحقاتها.. دائرة مفرغة إذا طال عمرها.. سوف يقع الافلاس لا محالة.