نشرت لى صحيفة الأهرام بتاريخ 7/4/2012 مقالة عن الثروة المعدنية فى مصر أشرت فيها إلى مأزق قانون المشاركة فى الأرباح الذى تتعامل به إدارة الثروة المعدنية مع المستثمرين فى هذا المجال وقلت أن هذا القانون جيد فى الظاهر والمشكلة فى التطبيق ولتوضيح ذلك نفترض أن مستثمراً فى مجال الثروة المعدنية أنتج ما قيمته مائة جنيه فإنه سوف يضع تكاليف إستثمارية نحو 99 جنيهاً ومن ثم يكون الربح هو جنيه واحد فقط يقتسمة مع الدولة، وفى تعقيبه على هذا المقال نشرت صحيفة الأهرام بتاريخ 14/5/2012 مقالاً للأستاذ سامى الراجحى صاحب منجم السكرى قال فيه "رضى البعض أم أبى فى مصر فإن منجم السكرى إكتشاف جديد بإعتراف جميع العاملين فى التعدين على مستوى العالم وأنه لم يكن هناك جرام واحد من الذهب عندما بدأ المستثمر عمله فى منجم السكرى... الخ، وفى مقال لكاتب هذه السطور .. ذكرت فيه تاريخ منجم بالسكرى وأن المساحة الجيولوجية المصرية قد درست هذا المنجم فى بعثتين جيولوجيتين وحفرت آبار (أخرام) وبينت أن الذهب يوجد فى بعض أحجار منجم السكرى بنسب تصل إلى 13 جرام فى الطن وهو معدل كبير... الخ. وفى ندوة بالهيئة العامة للاستثمار عام 2016 القى فيها صاحب المنجم محاضرة، وجهت إليه عدداً من الأسئلة أهمها ما هى قيمة النفقات الاستثمارية التى إستثمرها المستثمرون فى المنجم ويريدون استردادها؟ كم إنتاج المنجم منذ بدأ العمل فيه؟ من الذى يحدد قيمة النفقات الإستثمارية، ومن الذى يحدد إنتاج المنجم... الخ، ولم يجب السيد الراجحى على أى من هذه الأسئلة وغيرها المتعلقة بنفس التساؤلات. وبتاريخ 11/11/2016 نشرت صحيفة المصرى اليوم فى الصفحة الثالثة تصريحاً بعنوان "الحكومة تبدأ إقتسام الأرباح فى منجم السكرى جاء فيه" أعلنت شركة سنتامين منجم ذهب السكرى بدء تفعيل اتفاقية مشاركة الأرباح فى منجم السكرى مع الحكومة المصرية بعد أن إنتهت الشركة من إسترداد التكلفة الإستثمارية لها من إنتاج المنجم والتى بلغت أكثر من مليار دولار... الخ. وأخيراً وبتاريخ 26/12/2019 نشرت صحيفة المصرى اليوم تصريحاً للسيد/ يوسف الراجحى جاء فيه ".... حصلت الهيئة العامة للثروة المعدنية على نحو 75 مليون دولار من الأرباح خلال الفترة من بداية العام الحالى وحتى نوفمبر الماضى، كما حصلت على ضريبة إتاوة بقيمة 18٫4مليون دولار ليصل إجمالى ما حصلت عليه الهيئة خلال العام الحالى من أرباح وإتاوة إلى 93٫4 مليون دولار... وتحصل الهيئة على 55% من أرباح سنتامين عن عملياتها فى منجم السكرى بعد أن تسترد الشركة التكاليف الاستثمارية ". والسؤال المكرر هو من الذى يحدد قيمة هذه التكاليف الاستثمارية، وإنتاج المنجم ونصيب الدولة؟ ثم ماذا عن تلوث البيئة بل وتدميرها فى المنطقة؟ أستاذ الجيولوجيا
