زيزو يترقب ووسام يستغرب.. لحظات ما قبل ركلة جزاء الأهلي الضائعة أمام إنتر ميامي (صور)    بعد التعادل مع إنتر ميامي.. موعد مباراة الأهلي المقبلة بكأس العالم للأندية 2025    أكثر من 100مصاب فى قصف إيران الأخير لتل أبيب    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    إصابات واستهداف منشآت استراتيجية.. الصواريخ الإيرانية تصل حيفا    إعلام إسرائيلي: مصرع 5 وأكثر من 100 مصاب جراء القصف الإيراني على تل أبيب    مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة    «زي النهارده».. وفاة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل 15 يونيو 2009    بكام الفراخ النهارده؟.. أسعار الدواجن والبيض في بورصة وأسواق الشرقية اليوم الأحد 15 يونيو 2025    اليوم.. طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة اللغة الإنجليزية    السينما والأدب.. أبطال بين الرواية والشاشة لجذب الجمهور    ذكريات مؤثرة لهاني عادل: كنت بابكي وإحنا بنسيب البيت    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    احتفالًا برأس السنة الهجرية 1447.. أجمل صور لتصاميم إسلامية تنشر البهجة والروحانية    الجرام يسجل 5600 جنيه.. ارتفاع كبير في أسعار الذهب والسبائك اليوم الأحد 15 يونيو 2025    شديد الحرارة ورياح.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأيام المقبلة ( بيان مهم)    سبب دمارًا كبيرًا.. شاهد لحظة سقوط صاروخ إيراني في تل أبيب (فيديو)    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    أعراض السكتة القلبية، علامات صامتة لا يجب تجاهلها    حدث منتصف الليل| السيسي يبحث مع أردوغان الأوضاع الإقليمية.. وسبب ظهور أجسام مضيئة بسماء مصر    3481 طالب يؤدون امتحانات نهاية العام بجامعة حلوان التكنولوجية    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    المهرجان القومي للمسرح يعلن عن برنامج ندوات الدورة 18 بالإسكندرية    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    سوريا تغلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران    الحرس الثورى الإيرانى: موجة جديدة من العمليات المرکبة ردا على عدوان إسرائيل    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    «الإصلاح والنهضة» ينظم صالونًا حول المستهدفات الحزبية في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    رسميًا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 15 يونيو 2025    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    شهادة أم وضابطين وتقارير طبية.. قائمة أدلة تُدين المتهم في واقعة مدرسة الوراق (خاص)    بالخطوات.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في الجيزة عبر الرابط الرسمي المعتمد    إصابة سيدتين وطفل في انقلاب ملاكي على طريق "أسيوط – الخارجة" بالوادي الجديد    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    نتناولها يوميًا وترفع من نسبة الإصابة بأمراض الكلى.. أخطر طعام على الكلى    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    بث مباشر مباراة الأهلي ضد إنتر ميامي اليوم (0-0) في كأس العالم للأندية    هشام حنفي: بالميراس أقوى فريق في مجموعة الأهلي.. ومواجهة إنتر ميامي ليست سهلة    النيابة تدشن المرحلة الأولى من منصتها الإلكترونية "نبت" للتوعية الرقمية    فرصة للراحة والانفصال.. حظ برج الدلو اليوم 15 يونيو    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    بدأت في القاهرة عام 2020| «سيرة» وانكتبت.. عن شوارع مدن مصر القديمة    إصابة 10 أشخاص إثر حادث تصادم 3 سيارات في دمنهور (صور)    وزيرة التخطيط تلتقي بمجموعة من طلاب كبرى الجامعات بالمملكة المتحدة    محافظ الدقهلية يتابع خطة ترشيد استهلاك الكهرباء وتخفيض إنارة الشوارع 60%    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    أسرار صراع المحتوى «العربي - العبري» في الفضاء الاصطناعي    مجدي عبدالغني: الأهلي قادر على الفوز أمام إنتر ميامي.. وأتمنى تعادل بورتو وبالميراس    الهلال الأحمر المصرى: تنظيم حملات توعوية لحث المواطنين على التبرع بالدم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخبول!.. الغاز يوجه تركيا نحو ليبيا

يبدو أن عقله شط وأصابه الجنون.. فأفعاله لا تصدر إلا من أحمق أو فاقد الهوية.. تارة يتخيل أن الشمال السورى هو جزء لا يتجزأ من دولة تركيا وتارة أخرى يرى أن جنوب العراق ما هو إلا قطعة من أراضى الدولة العثمانية.
وتارة ثالثة يخيل له شيطانه أنه مالك البحر المتوسط والحاكم بأمره ومسيطر على غازه الطبيعى.. قرينه يسيطر عليه ويقر له أوهام السيطرة على المنطقة فيخيل له أنه أمير المؤمنين وحامى حمى الديار العربية والإسلامية!.
إنه رجب طيب أردوغان أو المخبول أو الرئيس التركى الذى اتخذ قرارا مؤخرا بإرسال قوات تركية إلى ليبيا مهددا بذلك سلامة الأمن القومى المصرى ولكن يبدو أنه لا يعلم أن ليبيا ستكون المقبرة التى ستحضنه على يد قوات هم خير أجناد الأرض.
أردوغان يسعى لإحياء العثمانية الجديدة وبسط نفوذه على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
50 مليار دولار فاتورة استيراد أنقرة للطاقة.. وتوفير موارد جديدة وراء تقاربها مع ليبيا
تركيا تخالف القانون بالتحرك فى «المتوسط» لعدم توقيعها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار
تزخر منطقة شرق المتوسط بالثروات التى أصبح من الواضح أنها تمثل مطمعا للعديد من الدول، خصوصا بعد الإعلان عن اكتشافات كبيرة من النفط والغاز الطبيعى بهذه المنطقة، حيث أنه وفقا لدراسات مسحية تم إجراؤها مؤخرا، قدرت احتياطيات شرق المتوسط من الغاز الطبيعى بحوالى 122 تريليون قدم مكعب، بينما تقدر احتياطات النفط فيها بحوالى 1.7 تريليون برميل، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن الاحتياطات من هذه الثروات تفوق كثيرا الأرقام المعلنة والمقدرة.
وتنقسم دول البحر الأبيض المتوسط إلى 5 مجموعات حسب موقعها الجغرافى، ففى الشمال نجد فرنسا وموناكو وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا والبوسنة وصربيا ومنتينيجرو وألبانيا واليونان وتركيا.
أما فى الشرق فهناك لبنان وسوريا وإسرائيل وفلسطين، وفى الجنوب نجد مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، وفى الغرب تحضر إسبانيا.
بينما يوجد فى الوسط مالطا وقبرص ولكل من هذه الدول منطقتها الاقتصادية الخاصة بها، وقاد اكتشاف هذه الثروات الطبيعية فى شرق المتوسط إلى مطالب بترسيم المناطق الاقتصادية لكل من هذه الدول حفاظا على مواردها.
وأكدت جميع المؤشرات وبيانات الطاقة على أن خريطة الغاز الطبيعى ستتغير فى العالم كله باستخراجات حقول البحر الأبيض المتوسط بما تحمله من انتاج ضخم، وهناك من يعى جيدا أن مصر هى المستفيد الأكبر من تلك الإكتشافات كونها ستتحول إلى مركز إقليمى للطاقة، من خلال تصدير الغاز من البحر المتوسط إلى الدول التى ترغب فى تسييله وتصديره سواء إلى أوروبا شمالا أو إلى آسيا شرقا.
الحقول المصرية
تمتلك مصر عددا من اكتشافات الغاز فى البحر المتوسط سواء فى المياه الضحلة أو العميقة، مثل حقل ظهر وحقول الإسكندرية وحقول آتول وغيرها من الحقول وذلك على النحو التالي:
حقل ظهر: أعلنت شركة إينى الإيطالية عن اكتشافه فى 30 أغسطس 2015 ويقع على مسافة 190 كيلو مترا من سواحل مدينة بورسعيد وفى عمق مياه 4100 متر فى منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط، على مساحة تصل إلى 100 كيلو متر مربع.
وتقدر احتياطات الحقل بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، جعلته الأضخم فى البحر المتوسط، بما يوزاى 135% من احتياطيات مصر من الزيت الخام.
حقول شمال الإسكندرية: أحد أهم حقول الغاز المصرية فى البحر المتوسط، حيث يقع المشروع على بعد 65 كيلو مترا من ساحل مدينتى إدكو ورشيد، ويمتد على عمق يتراوح ما بين 350 إلى 850 مترا من سطح البحر.
وتبلغ احتياطيات المشروع نحو 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز، وبدأ الإنتاج منه فى شهر مايو 2017 بطاقة انتاجية تزيد على 600 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز من المرحلة الأولى من المشروع فى حقلى تورس وليبرا، وتولى تنفيذ المشروع تحالف مكون من شركة بى بى الإنجليزية و»ديا» الألمانية.
حقل آتول: تم اكتشافه فى مارس 2015 ويعد واحدا من أهم الاكتشافات الغازية التى حققها قطاع البترول ويقع على بعد 90 كم شمال مدينة دمياط و50 كم من تسهيلات الإنتاج الخاصة بحقل التمساح بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية التابعة لشركة بى بى الإنجليزية فى شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط، فى مياه عمقها 923 مترا.
حقل نورس: يقع بمنطقة دلتا النيل وتم الإعلان عن اكتشافه فى يوليو 2015، ويصل معدل إنتاجه حاليا إلى 1.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى، فيما يبلغ إجمالى احتياطى الحقل إلى نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز.
سلامة والقطامية الضحلة: يقع كشف القطامية على بعد 60 كم شمال مدينة دمياط فى منطقة امتياز شمال دمياط البحرية بمنطقة شرق الدلتا، وتم حفر البئر الاستكشافية «القطامية الضحلة 1» حتى عمق 1961 مترا فى مياه عمقها 108 أمتار تقريبا، ليكشف عن وجود طبقة حاملة للغاز سمكها 37 مترا فى صخور رملية عالية الجودة فى تكوين البليوسين، بالإضافة لاكتشاف بئر للغاز بالمياه العميقة «سلامات»، منطقة امتياز شمال دمياط، شرق دلتا النيل.
كما تم اكتشاف الغاز بمنطقة غرب الدلتا العميق، وبدأ الإنتاج من المرحلة الأولى لمشروع تنمية حقول غرب الدلتا بالمياه العميقة بالبحر المتوسط «9-أ» فى 6 أبريل 2015 بمعدل إنتاج 400 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى و2500 برميل يوميا من المتكثفات باستثمارات 1.6 مليار دولار التابع لشركة البرلس للغاز.
قبرص واليونان
تقع قبرص التى تبلغ مساحتها 9250 كيلو مترا مربعا فى شرق البحر المتوسط على بعد 60 كم من السواحل التركية و100 كم عن الشواطئ السورية، ويسكن الجزيرة نحو 1.15 مليون نسمة، 80% منهم مسيحيون و18% مسلمون والبقية أقليات دينية مختلفة.
ولا تسيطر الحكومة القبرصية إلا على القسم الجنوبى من الجزيرة، ما مساحته ثلثى البلاد فقط، ويخضع الشطر الشمالى لسيطرة تركية منذ عام 1974 عندما تدخلت أنقرة عسكريا ردا على محاولة انقلاب قام بها قبارصة يونان أرادوا ضم الجزيرة إلى اليونان فى حين تحظى جمهورية قبرص اليونانية باعتراف دولى فيما لا تعترف بشمال قبرص التركية سوى أنقرة.
وتقدر احتياطيات الغاز الطبيعى بالجزيرة ما بين 102 و170 مليار متر مكعب فى منطقة تعتبرها قبرص منطقتها الاقتصادية، وكانت شركة «نوبل إينرجى» ومقرها تكساس أول من أعلن عام 2011 اكتشاف الغاز قبالة قبرص فى حقل «أفروديت» الذى يقدر مخزون الغاز به ب 4.5 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى، وفى فبراير عام 2019، اكتشفت «إكسون موبيل» و»قطر للبترول» احتياطيا ضخما من الغاز الطبيعى قبالة ساحل قبرص، قدر بأنه يحتوى على نحو 85 تريليون قدم مكعب.
أما عن اليونان فلم تعلن عن اكتشافات للغاز فى البحر المتوسط لكنها أعلنت قبل سنوات عن بدء تنفيذ المسح السيزمى لبدء خطط التنقيب والحفر.
لبنان
فى 29 مايو 2018 أعلن سيزار أبى خليل وزير الطاقة والمياه اللبنانى، أن البحث عن أول احتياطيات للنفط والغاز فى البلاد بدأ بعد أن منحت السلطات موافقتها على خطة تنقيب قدمها كونسورتيوم يضم توتال الفرنسية وإينى الإيطالية ونوفاتك الروسية.
وبحسب مسح زلزالى أجرى فى المياه اللبنانية أشار إلى وجود مستودعات هائلة من الغاز الطبيعى تحت قاع البحر حوالى 25 تريليون قدم مكعب.
منتدى غاز المتوسط
تأتى أهمية المنتدى فى تفعيل وتنسيق الدول الأعضاء به لتطوير سوق الغاز الإقليمى فى شرق المتوسط من أجل إطلاق الإمكانات الكامنة من موارد الغاز فى المنطقة، وتمهيدا لإيجاد مركز متكامل للطاقة إقليميا ودوليا، فضلا عن تنمية سوق غاز إقليمى يخدم مصالح الدول الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب واستغلال الموارد على الوجه الأمثل، وتعزيز العلاقات التجارية البينية.
قمة أثينا إيميد إيست
على الرغم من أن قمة أثينا، التى جمعت بين إسرائيل وقبرص واليونان فى أثينا للتعجيل بمشروع خط أنابيب الغاز شرق المتوسط «إيست ميد»، لها هدف سياسى حيث سعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتخفيف من حدة المعارضة الداخلية له عبر تشغيل منصات غاز المتوسط التابعة لحقل «ليفياتان» لبعدها 10 كيلومترات عن شاطئ البلاد، إلا أن القمة كان لها الكثير من الأهداف الاقتصادية.
ويعتبر مشروع إيست ميد أحد المشاريع التى ستغير خريطة الطاقة فى أوروبا، حيث من المتوقع أن يكون هذا المشروع بطول 1900 كيلو متر، بالإضافة إلى قدرته على نقل ما يصل إلى 11 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من احتياطيات حوض شرق المتوسط البحرية قبالة قبرص وإسرائيل إلى اليونان وإيطاليا ودول أخرى فى جنوب شرق أوروبا، عبر خطوط أنابيب الغاز اليوناينية «بوزيدون» و»أى جى بى»، وهو الأمر الذى ترفضه تركيا بسبب تأثيره على خط غاز ترك ستريم، وفى محاولة من تركيا لتفادى الآثار المتوقعة جراء هذا المشروع سعت إلى توقيع اتفاق مع حكومة السراج لترسيم الحدود البحرية، ومن هنا يمكن القول بأن الغاز هو المحرك الأساسى خلف التحرك التركى فى ليبيا.
الموقف التركى
عارضت تركيا عمليات التنقيب قبالة سواحل قبرص، كما أنها منحت ترخيصا لشركة «تركيش بتروليوم» فى 2009 و2012، للتنقيب فى المياه قرب الشطر المسيطر عليه من تركيا، وأكدت أن تحركاتها فى التنقيب والبحث عن النفط والغاز تتم ضمن القانون الدولي، وأن التنقيب يجرى داخل «جرفها القاري».
كما أرسلت تركيا فى 20 يونيو «يافوز»، وهى السفينة الثانية التى تجرى عمليات تنقيب قبالة سواحل قبرص، بعد أن كانت قد أرسلت السفينة «فاتح» للتنقيب فى مياه المنطقة الاقتصادية الحصرية القبرصية، بالإضافة إلى أن منطقة «أوفشور» التى أرسلت إليها السفينتان، هى قسم مما تعترف به المجموعة الدولية على أنه «المنطقة الاقتصادية الحصرية» لجمهورية قبرص، والتى وقعت عقود استثمار مع مجموعات نفط عملاقة مثل «إيني» الإيطالية و»توتال» الفرنسية و»إكسون - موبيل» الأمريكية، للتنقيب عن النفط والغاز.
قانونية التحركات
يأتى التحرك التركى فى المتوسط مخالفا للقانون الدولي، إذ أن أنقرة لم توقع إلى الآن على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982، والتى دخلت حيز التنفيذ عام 1994، وحسب هذه الاتفاقية تمتد المياه الإقليمية لبلد ما 12 ميلا فى البحر، إلا أن المنطقة الاقتصادية الخاصة لذلك البلد يمكن أن تمتد إلى 200 ميل، حيث باستطاعته المطالبة بحقوق الصيد والتنقيب والحفر.
وعندما تكون المسافة البحرية بين البلدين أقل من 424 ميلا، عليهما تحديد خط فاصل متفق عليه بين منطقتيهما البحرية، وتلحظ الاتفاقية حقوق الجزر البحرية كما هو حال قبرص، ولعل هذا ما يفسر سبب عدم توقيع تركيا الاتفاقية، وتطالب بدلا من ذلك بحقوق استنادا إلى جرفها القاري، وتوقيع اتفاقية للجرف القارى مع جمهورية شمال قبرص التى لا يعترف بها أحد إلا أنقرة.
ويتناقض هذا السلوك التركى مع حقوق قبرص وفقا للقانون الدولي، إذ إن العالم لا يعترف إلا بجمهورية قبرص اليونانية التى هى عضو فى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعنى قانونا الاعتراف بسيادتها على جميع أراضيها، وهذا الاعتراف الدولى ينزع عن تركيا الذرائع القانونية التى ترفعها فى معركة الطاقة فى البحر الأبيض المتوسط.
ترغب أنقرة أيضا من خلال انخراطها سياسيا وعسكريا فى ليبيا فى أن تكون قريبة من مصر عن طريق التواجد على حدودها الغربية، خاصة بعد الموقف المعادى الذى اتخذته تركيا من مصر عقب ثورة يونيو 2013 والتى أطاحت بنظام الإخوان، لذلك سعت تركيا إلى اتخاذ موقف معاكس للموقف المصرى من خلال دعم السراج.
الحلم العثمانى
الدور التركى فى ليبيا يأتى فى إطار مساعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى إحياء العثمانية الجديدة وبسط نفوذ واسع لأبناء أتاتورك على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتأكد هذا الحلم من خلال دعم مشروع الإخوان المسلمين فى ليبيا وهذا يبين الطابع الأيديولوجى للعداء حيث ترغب أنقرة فى الاقتراب أكثر من الحدود المصرية وتهديدها.
حل الأزمة الاقتصادية
تعانى تركيا من أزمة اقتصادية طاحنة تعول على حلها من خلال مشاركة أنقرة فى مشاريع إعادة الإعمار واستثمارات مستقبلية فى البلاد، والحفاظ على استثمارات الشركات التركية فى ليبيا والتى تناهز قيمتها 30 مليار دولار، كما تسعى أنقرة لاغتنام قيمة تعويضات المشروعات المتوقفة والتى تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
هذا بالإضافة إلى استفادة تركيا من إمداد ليبيا بالسلاح، فعلى الرغم من صدور القرار الدولى 1970 عن مجلس الأمن خلال مارس 2011، والذى طالب جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بمنع بيع أو توريد الأسلحة ومتعلقاتها إلى ليبيا، بجانب القرار 2420 والذى يسمح للدول الأعضاء بتفتيش السفن المتجهة إلى ليبيا أو القادمة منها بهدف التصدى لدخول السلاح إلى ليبيا، إلا أن الواقع على الأرض أمر مختلف تماما، حيث أوقفت اليونان سفينة متجهة إلى ليبيا من تركيا تحمل مواد متفجرة.
موارد الطاقة
تركيا تستهلك كميات هائلة من الطاقة سنويا، وليس لديها موارد كافية وتستورد ما قيمته 50 مليار دولار فى العام الواحد، ورغم عمليات التنقيب التى تقوم بها أنقرة، إلا أن المناطق البحرية التابعة لها لا توجد بها آبار غاز أو نفط، وهو ما دفعها فى وقت سابق من هذا العام خلال شهر يوليو الماضى إلى إرسال سفن للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، وهو ما اعتبرته نيقوسيا استفزازا وتحركا غير قانونى.
وبالتالى فالتقرب التركى نحو ليبيا هو رغبة منها فى توفير موارد طاقة جديدة لأنقرة، ولذلك أبرمت أنقرة فى 27 نوفمبر الماضى اتفاقا بحريا مثيرا للجدل مع حكومة الوفاق الوطنى الليبية تسيطر بموجبه تركيا على مناطق لا تخضع لها بموجب القانون الدولي، وهو ما أثار غضب اليونان وقبرص.
ثروات المتوسط
تعد منطقة شرق المتوسط مطمعا كبيرا لدول المنطقة برمتها لما تحتويه من مخزون هائل من الغاز الطبيعى يقدر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب، وأنقرة تريد أن يكون لها نصيب وفير من تلك الثروات، وجاءت اتفاقية «شرق المتوسط» المعروفة باسم «ايست ميد» بين اليونان وقبرص وإسرائيل والتى تهدف إلى تأمين إمدادات الطاقة فى أوروبا عبر خط يبلغ طوله 2000 كيلومتر، لتعرقل محاولات تركيا توسيع سيطرتها على شرق البحر المتوسط، لذا يمكن القول أن التحالف التركى الليبى جاء ردا على تلك الاتفاقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.