span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وسط أمواج عاتية بدت تطبق الخناق على أنفاس حكومته حتى باتت أعين وزرائه وحكومته ترى بداية النهاية، ارتباك في القرارات، ضغوط دولية يرسم خيوطها «الأمر الواقع على الأرض»، حتى ظهر في الأفق ما ظنه فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية نجاة، لكنه كان «ظاهره فيه النجاة وباطنه النهاية والهلاك»، أسرع إلى إسطنبول ليستنجد بمن يحفرون قبر حياته السياسية ومعه حكومته ليشيعوا «اتفاقية الصخيرات» إلى مثواها الأخير. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""الأحداث المتوالية السياسية والعسكرية في ليبيا وخاصة في عرب البلاد حيث العاصمة طرابلس التي تحكمها حكومة الوفاق كلها تسلط الضوء وتفضح كيانا ظاهره «رسمي» وباطنه فوضى عارمة، لا مؤسسات لا قيادات لا مركزية من يملك السلاح يستطيع تهديد «أسماء وضعت نفسها موضع متخذي القرار» بل يمكنه اقتحام مكاتبهم وترويع أمنهم.. فهل من فقد الأمن والآمن لحياته يستطيع تحقيقه لملايين غيره. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""هروب «السراج» span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""نبدأ القصة من آخر مشاهدها وهو ما شاهده ملايين الليبيين قبل العالم، ظهر أمس الأربعاء، حيث هروب المهندس فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بعد اقتحام span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وحصار مجموعة من المليشيات المسلحة التابعة لمدينة مصراتة مقر ديوان رئاسة الوزراء، ما اضطره إلى استخدام مبنى وزارة المالية المقابل لديوان المجلس span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""لمغادرة المقر قبل اقتحامه. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""ووفق موقع «الساعة 24» الليبي، فإن فائز السراج هرب من الأبواب الخلفية لمقر ديوان مجلس الوزراء بعد محاصرة مقره من قبل المليشيات، واتجه إلى أحد المنازل القريبة للاختباء فيها وسط أصوات من الرماية بالأسلحة المتوسطة في محيط الموقع، وبالتزامن مع ذلك هاجمت قوة من ميليشيات مصراتة وزارة مالية وحاصرت إدارة الميزانية بالوزارة، وظل الموظفون محاصرين داخل المبنى حتى تم تحريرهم. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""لم تكتف المليشيات التابعة لحكومة الوفاق ب«ترويع» رئيسها فائز السراج، فوفقا ل«الساعة 24» فإن المجموعة المسلحة التي هاجمت مبنى رئاسة الوزراء في طرابلس جردت حرس الديوان من أسلحته تماما، واستولت على عدة منقولات كان من بينها 3 سيارات مصفحة مزودة بنظم حماية حديثة، بينها سيارة تخص «السراج» ذاته. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""الأمر ليس قصة خيالية بل واقع span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""ذكره المتحدث باسم مليشيات صبراتة عادل بنوير، والذي دافع عن هجوم ميليشيات «مصراتة» لمقر مجلس وزراء حكومة الوفاق، حيث قال عبر حسابه ب«فيسبوك»: «اللي بيقول اللي حصل اليوم في الرئاسي فوضى.. لم حكومة 8 شهور متستجبش لأي مطلب.. لم حكومة قاعده تساير في اللي يتاجر بالجرحى.. لم حكومة متعلنش النفير.. اللي ميستجيبش للعقل والنظام يتحمل ما يسميها فوضى»، حسبما قال. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""إنفاق للتأمين الشخصي span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""مشهد ثانٍ في كيان حكومة الوفاق قبل أن نتحدث عن الاتفاقية التي وقعتها مع تركيا ما بدا أنها فتحت عليها النار من جميع الاتجاهات بل ربما أنها قد تكون قد حفرت قبرها دون لا تدري، المشهد بطله هذه المرة «الصديق الكبير» محافظ مصرف ليبيا المركزي في العاصمة صرابلس span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""الذي طلب من إحدى شركات السلامة ومعدات الأمن بتوريد خوذ عسكرية ضد الرصاص ودروع واقية للرصاص بقيمة إجمالية مائة وثلاثة وستون ألف يورو، لتكثيف الحماية الشخصية له، وفق مستندات رسمية نشرها رئيس لجنة السيولة في مصرف ليبيا المركزي البيضاء رمزي آغاspan lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif"" عبر صفحته ب«فسيبوك». span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""مظاهرة في قلب العاصمة span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""المشهد الثالث كان من ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس الذي طالما دعا قيادات مليشيات وقوات الوفاق أهالي طرابلس للتظاهر ضد الجيش في أكثر من 10 مرات باءت كلها بالفشل، إلا أن أمس الأربعاء كانت هناك تظاهرة أخرى على غير ما تشتهي سفن حكومة الوفاق، حيث نظم أهالي مدينة طبرق، وقفة احتجاجية لرفض الاتفاقية الموقعة بين فائز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""حول التعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية، وspan lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""أصدروا بيانا لرفض تلك الاتفاقية، معلنين أنهم سوف ينظمون وقفة احتجاجية أخرى أمام البرلمان صباح الأحد المقبل لحرق العلم التركيspan lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif"". span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""فلم يمر أسبوع كاملا على الاتفاقية التي وقعها فائز السراج رئيس حكومة الوفاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتعاون الأمني والعسكري وترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، وهو ما أشعل غضبا كبيرا داخليا وظهرت الأصوات التي تطالب بسحب الاعتراف الدولى من حكومة الوفاق لما وصفوه بتسليم السيادة الليبية للاحتلال التركي، وذلك قبل أن يتجاوز ذلك الغضب والرفض حدود الدولة إلى المجتمع الدولي. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""طلبات بسحب الاعتراف span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""المطالبات الداخلية الليبية بسحب الاعتراف من حكومة الوفاق الآن في منظمة الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، مطالبات بدأها span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""مجمع ليبيا للدراسات، ثم بعد ذلك مجلس النواب الليبي الذي زاد على ذلك باعتزامه تقديم «السراج وأردوغان» إلى المحكمة الجنائية الدولية لتوقعهما اتفاقية تعد تمهيدا لاحتلال ليبيا، أما آخر الجهات الرسمية التي حازت نفس الحزو كانت الحكومة المؤقتة في الشرق الليبي بقيادة عبدالله الثني، أما مطالبات الداخل فحدث ولا حرج، حيث توالت بيانات زعماء ومشايخ وأعيان القبائل التي تعلن رفضها واستنكارها لتلك الاتفاقية. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وفقا لصحفية «العرب اللندنية»، فقد أكدت مصادر دبلوماسية عربية بتونس، إن هناك مشاورات واتصالات حثيثة تجري حاليا على مستوى الدول العربية، لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، لبحث تداعيات الاتفاقية التي وقعها فائز السراج رئيس حكومة الوفاق مع تركيا، على الأمن القومي العربي، ولوضع آليات عملية لسحب الاعتراف العربي من المجلس الرئاسي الليبي برئاسة"السراج". span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""الصحيفة نقلت عن المصادر قولهم، إن تلك الاتصالات انطلقت منذ يومين على مستوى عدد من العواصم العربية، وتتقدم بسرعة وسط إجماع على خطورة تلك الاتفاقية التي كانت محور اللقاء اللافت الذي جمع في وقت سابق بين العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس البرلمان الليبي، المستشار عقيلة صالح، متوقعين أن يكون الاجتماع في بداية الأسبوع المقبل لبلورة موقف عربي موحد برفض تلك الاتفاقية. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""محاولة خروج من المأزق span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""من جانب آخر يحاول وزير الخارجية التابع لحكومة الوفاق الليبية محمد الطاهر سيالة span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""إجراء تواصل مع العديد من الدول العربية لجلب تأييد لتلك الاتفاقية والتحذير من محاولات المساس بشرعية حكومة الوفاق، بدأها باتصال هاتفي مع كل من وزير خارجية الأردن وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ونائب وزير خارجية الكويت خالد الجار الله، span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وكذلك span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية لسلطنة عُمان يوسف بن علوي، وأيضا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""يبدو أن حكومة الوفاق أصبحت محاصرة من الداخل من خلال العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في مدينة طرابلس لتطهير العاصمة من المليشيات والعصابات المسلحة التي تسيطر على الأوضاع في المدينة، ومن خارج أيضا بالتحركات الدبلوماسية والدولية لسحب الاعتراف من تلك الحكومة.. فهل كتبت اتفاقية السراج وأردوغان نهاية «الوفاق»؟