التموين تزف بشرى سارة إلى المخابز غير المرخصة    الإسكان: جار تنفيذ وطرح مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل    وزير الخارجية الإيراني: وجهنا رسائل للأمريكيين قبل وبعد عملية الوعد الصادق    عاجل...تحديد موعد مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    إجراءات صارمة من التعليم لضبط الغش الالكتروني بامتحانات الثانوية العامة 2024    تنبيه مهم بشأن حجز قطارات النوم.. اعرف الجديد قبل ما تحجز    دفاع حسين الشحات يطلب استدعاء علام وقفشة وطاقم الحكام في واقعة الشيبي    إيرادات الأربعاء.. فيلم شقو يواصل صدارة شباك التذاكر وفاصل من اللحظات اللذيذة بالمركز الثاني    دعاء الشفاء الذاتي: فن الاتصال بالروح لتحقيق الشفاء الداخلي    "كنترول إس"، مشروع تخرج لطلاب إعلام حلوان يستهدف الحفاظ على الممتلكات العامة    ليفربول يواجه أتالانتا في الدوري الأوروبي    عاجل...غياب حسين الشحات بدء محاكمة لاعب الأهلي في قضية التعدي على الشيبي    بعد تراجع الحديد أمس.. تعرف على أسعار الحديد اليوم الخميس بالأسواق (موقع رسمي)    وزير المالية: نعمل وفقًا استراتيجية لإدارة الدين والنزول بمعدلاته لأقل من 80٪ في 2027    جداول امتحانات صفوف النقل لمدارس التعليم الفني الزراعي التيرم الثاني بالفيوم    3 مصابين في حريق مخبز بقنا    بعد 5 أيام من البحث.. انتشال جثمان غريق الساحل الشمالي بعد ظهوره على سطح المياه    النشرة المرورية.. خريطة الكثافات والطرق البديلة بالقاهرة والجيزة    عضها حصان.. إصابة سائحة سورية في الأهرامات    عالم هولندي يثير الرعب مجددا، تحذير من زلزال مدمر خلال أيام    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع منظمة "الألكسو"    الجيش السوداني عن احتجاز مصر سفينة متجهة للسودان: معلومات مضللة    احذروا الذباب الصحراوي، ضيف ثقيل على مصر يسبب لدغات مؤلمة وحكة شديدة    إبراهيم صلاح: الزمالك لا يحتاج ل لاعب في مركز 6 بعد تواجد شحاتة ودونجا    مفاجأة أسعار الحديد والأسمنت اليوم 18 أبريل.. عز عامل عمايله    "ريمونتادا" ومفاجآت فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا    الرياضية المغربية: كاف لا ينوي إقامة نسخة جديدة من الدوري الأفريقي في 2024    الرعاية الصحية: 10 مستشفيات جديدة ومجمع الفيروز الطبي يدخلون الخدمة 30 يونيو المقبل    8 علامات قد تشير إلى تدهور البصر    مجموعة السبع: الإفراط فى تداول العملات الأجنبية له آثار سلبية على الاقتصاد العالمى    بعد ثوران بركان روانج.. إندونيسيا تصدر تحذيرا من تسونامي    جامعة أسيوط تشارك في مسابقة دولية للبرمجة.. منافسة مع طلاب 111 دولة    مستشارة وزيرة الثقافة: مصر لديها بصمة تراثية تختلف عن الآخرين.. فيديو    بالتواريخ| عدد إجازات الموظفين في عيد العمال وشم النسيم    مجلس النواب يكشف عن مواعيد عقد الجلسات العامة    وزير النقل يشهد توقيع مذكرة تفاهم بشأن بناء وتطوير البنية الفوقية لميناء برنيس البحري    هولندا تعرض على الاتحاد الأوروبي شراء "باتريوت" لمنحها إلى أوكرانيا    «الرقابة الصحية»: وضع ضوابط ومعايير وطنية لتدعيم أخلاقيات البحوث الطبية    وزير الري: تحديد مواقع ورسم خرائط مآخذ المياه ومراجعة منحنيات التصرفات    ‫وزارة الزراعة تطلق 10 منافذ متحركة لبيع كرتونة بيض المائدة ب140 جنيها    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    قصف إسرائيلي شمالي مخيم النصيرات وسط غزة    «كن فرحًا».. مؤتمر لدعم وتأهيل ذوي الهمم بالأقصر    السفارة الأمريكية تنظم فعاليات لدعم التدفق السياحي إلى الأقصر    مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة صادمة عن كولر    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية لقرية سيدى شبيب الأسبوع المقبل    طارق الشناوي: «العوضي نجح بدون ياسمين.. وعليه الخروج من البطل الشعبي»    منة عدلي القيعي: بجمع أفكار الأغاني من كلام الناس    أحمد عبد الله محمود يكشف كواليس تعاونه مع أحمد العوضي ومصطفى شعبان    وزارة الطيران المدني توضح حقيقة انتظار إحدى الطائرات لمدة 6 ساعات    مدير أعمال شيرين سيف النصر: كانت عايزة تشارك في عمل ل محمد سامي ( فيديو)    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    شاب يتحول من الإدمان لحفظ القرآن الكريم.. تفاصيل    دعاء الرياح والعواصف.. «اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها»    الصين قادمة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    إبراهيم نور الدين: كنت أخشى من رحيل لجنة الحكام حال إخفاقي في مباراة القمة (فيديو)    الجزائر تقدم مساهمة استثنائية ب15 مليون دولار للأونروا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلاوة شمسنا.. «بنبان» عندنا

- تفاصيل أكبر مجمع لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بقدرة 1500 ميجاوات
- البنك الدولي يختاره أفضل مشروع للعام الحالي .. والتكلفة الإجمالية مليارا دولار
- الانتهاء من 24 محطة بقدرة 1200 ميجاوات.. والباقي خلال أشهر
«حلاوة شمسنا بنبان عندنا»..أخيراً وبعد طول انتظار مصر فى مصاف الدول الكبرى لإنتاج الطاقة الكهربائية..فبعد عقود من عدم انتظام التيار الكهربائى فى ربوع البلاد أصبحت أرض الكنانة الآن لديها فائض من الإنتاج الكهربائى بلغ نحو25 ألف ميجاوات بما يعادل 12 ضعف قدرة السد العالي.. إنجازات حقيقية حدثت بتوجيهات القيادة السياسية وبسواعد مصرية 100% خلال خمس سنوات فقط.
عزيزى القارئ..اليوم نقودك لجولة داخل أكبر مجمع لإنتاج الطاقة الشمسية فى العالم.. فبمجرد أن تطأ قدماك ساحة الموقع ستشاهد على الفور ألواحا معدنية متشابكة أشبه برقعة شطرنج متقاطعة أفقياً ورأسياً على غرار التخطيط «الهيبودامى» الشهير.. أو قد يخونك بصرك برهة ما وتعتقد فى البداية أن ما تراه ما هو إلا «خلية نحل» من شدة تداخل تلك الألواح بعضها البعض ولكنها فى واقع الأمر ألواح الخلايا «الفوتوفلطية» التى تولد الطاقة الشمسية فى مجمع «بنبان» تلك المعجزة التى حدثت على أرض أسوان فى اقصى صعيد مصر الذى اهتم به الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب سنوات طويلة من التهميش.
ويُعد مجمع «بنبان»، أكبر مشاريع توليد الطاقة الشمسية على مستوى العالم ويضم 32 محطة، بل أنه أصبح حديث العالم أجمع عقب فوزه كأفضل مشروعات البنك الدولى تميزاً هذا العام، كما أن هذا المشروع يعكس ما وصلت إليه علاقة مصر مع البنك من شراكة استراتيجية شاملة، حينما جاءت موافقة البنك الدولى بالإجماع فى يوليو 2017 على إقامة المشروع وتمويله بقيمة 653 مليون دولار، ضمن القيمة الإجمالية البالغة للمشروع والبالغة 2 مليار دولار لتوليد طاقة كلية تصل إلى 1500 ميجاوات، وبمشاركة البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية وعدد كبير من الشركات العالمية الكبرى، كما أنها تعكس التزام مصر دولياً بتعهداتها بشأن الاتفاقات الدولية لتغير المناخ، وإقليمياً فى إطار خطة تحول مصر لمركز محورى للطاقة فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ووطنياً من خلال دعم هدف توليد 20٪ من الكهرباء من الطاقة النظيفة بحلول عام 2022.. «الأخبار» قامت بجولة ميدانية بين العمال والمهندسين للتعرف على أبرز العقبات التى واجهتهم خلال فترات تنفيذ المشروع ولمشاركتهم روح الانتصار عقب تحقق حلمهم على أرض الواقع.
بداية تحدثنا مع د. محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والذى يعد «الجندى المجهول» خلف هذا الانتصار العظيم، أن إجمالى القدرات التى سيتم تنفيذها تقدر بحوالي1465 ميجاوات، جميعها فى مدينة بنبان بمحافظة أسوان باستثمارات تقدر بحوالى مليارى دولار من خلال جهات تمويل دولية، معظمها من مؤسسة التمويل الدولية بتمويل قدره 653 مليون دولار والبنك الأوروبى للإعمار والتنمية 500 مليون دولار، حيث تقود مؤسسة التمويل الدولية تحالفا مكونا من 9 بنوك عالمية وهى البنوك التى تستثمر للمرة الأولى فى قطاع الطاقة المتجددة بمصر، حيث يضم التحالف البنكى كلا من بنك التنمية الأفريقي، البنك الأسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، مصرف البحرين العربي، مؤسسة سى دى سى بالمملكة المتحدة، البنك العربى الأوروبي، البنك الصناعى والتجارى الصيني، بنك التنمية النمساوي.
وأعرب «الخياط» عن سعادته بتنفيذ المشروع فى مصر قائلاً : «حلم وتحقق على أرضنا بإرادة وعزيمة وتعاون تُوج بنجاح، ومن المتوقع ان يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع بالكامل خلال أشهر موضحاً أن هذا المشروع يعد رسالة امان وطمأنينة لدى الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مجال الطاقة المتجددة فى مصر، كما أنه نتج عن تعاون عدة جهات مختلفة مثل وزارة الكهرباء والمالية والاستثمار والعدل والبنك المركزى أيضاً».
نتائج مذهلة
ومن جانبة أكد المهندس عمرو عوض مدير الإنشاءات بالمشروع، والذى أكد أن العمل فى المشروع يسير بشكل منتظم للغاية على مساحة توازى 9 آلاف فدان، ما يوفر لمصر احتياجاتها من الطاقة وبسعر رخيص، وأضاف أن التحدى فى بداية المشروع هو وجود عمالة يمكنها إنجاز ما ينجزه العاملون بالشركات العالمية.
وأضاف عوض أن المهندسين المصريين حققوا نتائج مذهلة فاقت المهندسين الأجانب وفى وقت قياسي، وأشار إلى أن المفارقة هى أن العمال بالمشروع تم تدريبهم وتأهيلهم رغم أن جزءا منهم حديث العهد بالعمل فى إنشاءات محطات الطاقة الشمسية لكن مع التدريب استطعنا تحويل الشباب إلى عناصر فاعلة فى هذا المشروع.
وقال إن أكثر الأزمات التى واجهتهم فى بداية عملهم كانت تخص ثقافة العمالة، أو عدم وجود الخبرة بمثل هذه المشروعات، بالإضافة إلى عامل الوقت، ولذلك تم العمل من خلال ورديتين أو ثلاث، وأشار إلى أن مشكلة نقص الخبرة تم حلها من خلال الاستعانة بفريق متخصص من بلغاريا، وبمرور شهرين كانوا قد دربوا العمال المصريين.
وأشار إلى أن أحد العوامل التى قابلتهم واستطاعوا التغلب عليها كان الحر الشديد فى المنطقة وكذلك الطبيعة الجغرافية للمنطقة.
ومن جانبها قالت رحاب عبد الفتاح المدير الإدارى لإحدى الشركات المستثمرة فى المشروع، إنها تعمل فى مشروع الطاقة الشمسية ببنبان منذ يوليو الماضى، وأنها تقيم فى أسوان وأسرتها فى القاهرة، وأضافت أن معدلات العمل وصلت إلى 15 ساعة أو أكثر يومياً، فى درجات حرارة مرتفعة جدًا.
وأضافت: «فى البداية كانت هناك صعوبة فى العمل فى الصحراء خصوصًا أننى فتاة، لكن مع مرور الوقت تعودت على العمل، بل أصبحت فخورة لكونى أحد السواعد العاملة فى المشروع، وأننى أساهم فى إنجاز مثل هذا المشروع الضخم الذى حصل على جائزة أفضل مشروع من مشروعات البنك الدولى على مستوى العالم».
ومن جانبه قال المهندس فريد رشاد إن مشروع بنبان فريد من نوعه وأكبر مشروع للطاقة الشمسية على مستوى العالم، مضيفًا أنه أكتسب وزملاؤه بالشركة الكثير من الخبرات خلال عمله فى المشروع التى تؤهلهم للعمل وحدهم دون وجود شركات أجنبية.
وأضاف أن المشروع استطاع أن يوفر فرص عمل كثيرة للشباب وبالأخص فى أسوان، وأشار إلى أن أهم المشكلات التى كانت تواجههم خلال عملهم بالمشروع هو نقص الخبرات بين العمالة ولكن تم تدريبهم ليحققوا انجازًا فريدًا فى التعلم السريع، وكذلك كانت درجة حرارة الجو أحد العوامل الصعبة التى واجهتهم فى بداية عملهم بالمنطقة ولكن تمكنوا من التغلب عليها.
فرص عمل
وقال المهندس عبد السلام محمد مهندس ميكانيكا تركيبات بالمشروع، إن مشروع بنبان مشروع عالمى على أرض مصرية، وأضاف أن المشروع وفر الكثير من فرص العمل للعمال والمهندسين وفتح أبواب الرزق للكثير من الشباب، والمشروع يزرع الأرض المصرية ليس بالنباتات ولكن بالكهرباء والأيدى العاملة المدربة.
وأضاف أنه يتمنى أن تكون هناك الكثير من المشروعات مثل مشروع بنبان لأنه جعل الشباب يعمل فى بلده دون التفكير فى السفر للخارج، وأشار إلى أنه فى البداية تم تدريب العمالة على العمل فى المشروع وكيفية تركيب ألواح الطاقة الشمسية.
و أوضح المهندس حسام الأمير مدير مشروع بإحدى المحطات، أنهم يعملون على حوالى 200 الف لوح طاقة شمسية فى كل محطة، مضيفًا أن المشروع فتح باب الرزق للكثير من أبناء مصر خاصة أبناء الصعيد.
وأضاف أن مثل هذه الفرص للعمل لم تكن متاحة من قبل ولكن الحمد لله لوجود هذا المشروع على أرض أسوان الذى وفر آلاف الفرص لأبناء الصعيد وخصوصًا أسوان.
عمالة مدربة
وأشار إلى أنه يعمل بالمحطة الواحدة من 500 إلى 700 عامل تتراوح أجورهم ما بين ال 150 إلى 200 جنيه يوميًا، وأضاف أنهم استلموا الأرض صحراء وعملوا عليها من خلال العمالة المدربة بدءا من تسوية الأرض ودق الخوازيق ووضع ألواح الطاقة الشمسية.
وأوضح أن إحدى المشكلات التى واجهتهم فى بداية عملهم هى العمالة، ولكن تم تدريبهم حتى استطاعوا استيعاب كل العمل فى المحطات خصوصًا أن المشروع جديد فى مصر.
باب رزق
وقال إسماعيل عبد الحافظ، أحد عمال المشروع، إن مشروع بنبان من أكبر المشروعات فى مجال توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة وهى الطاقة الشمسية التى تتميز بها قرية بنبان، وأضاف عبد الحافظ: «فخور بعملى فى إنجاز مثل هذا المشروع، لأن الطاقة المولدة من المشروع هى طاقة نظيفة تعتمد على البيئة، وتم اختيار هذه البقعة من أسوان لأنها أكثر بقاع الأرض سطوعاً للشمس».
وقال عبد الله محمد، عامل: «بحمد ربنا على إنشاء هذا المشروع على أرض مصر لأنه وفر فرص عمل كثيرة جداً لأبناء الصعيد وفك كرب ناس كتيرة كانت تحتاج لوظيفة».
وأضاف أن المشروع يعمل به حوالى 10 آلاف عامل، وأنه تم تدريبهم على العمل فى مثل هذه المشروعات الكبرى، وأصبح العمال جاهزين للعمل فى أى مشروع مثل بنبان، وأوضح أنه يتمنى أن يكون هناك الكثير من المشروعات لقومية مثل هذا المشروع فى الصعيد.
واستطرد قائلاً : «الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتم بأبناء الصعيد بعد فترة طويلة من التهميش عانى منها أبناؤه وكانوا يسافرون إلى القاهرة أو خارج مصر لإيجاد أى فرصة عمل، وأضاف أن تلك المشروعات ستأتى بالخير لمصر وأبنائها.
وأضاف أن العمال استفادوا كثيرًا من التدريب الذى حصلوا عليه فى بداية عملهم فى المشروع خصوصًا أنه جديد عليهم، وأضاف أنه تم التعرف على كيفية التركيبات الميكانيكية لهياكل الألواح الشمسية وتوصيل الألواح الشمسية وصولا إلى المحولات المركزية، بما يتضمنه من تدريب على تجهيزات البنية التحتية للمحطات، بجانب مراعاة الأمن والسلامة المهنية طوال مراحل تنفيذ المشروع.
ويوضح طارق فؤاد أحمد، مساعد فنى فى المشروع، أنه من أبناء محافظة أسوان وأنه سعيد بالمشاركة فى هذا المشروع لأنه وفر فرص العمل، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات كثيرة جدا، وأكد أن العقبات التى واجهتهم من بداية المشروع بدأت تتضاءل تباعا، وأكد أنه إذا أرادت الحكومة تكرار مشروع آخر مثل بنبان فى أى نقطة أخرى فى مصر لن نحتاج إلى تلك الشركات ويمكن الاعتماد فقط على أبناء الدولة فى إنشاء مثل هذا المشروع.
وأكد إبراهيم الشحات محمد مساعد المدير الإدارى لمشروع بنبان، إنه يعمل فى المشروع منذ 8 شهور، وأنه خلال تلك الفترة واجه عددا من العقبات كان على رأسها المناخ ووجود الزواحف فى تلك المنطقة، وأشار إلى أن هذا كان لفترة وجيزة وأنه استطاع هو وزملاؤه تجاوز تلك العقبات.
وأضاف أن الانخراط فى العمل جعلهم لا يرون إلا إنجاز المشروع واتخاذ ما يكفى من خبرات من اللجان الدولية التى كانت تعقب فنيا على اعمال المشروع، وأكد أن تلك التقارير أفادتهم كثير.
تخطيط وتنفيذ
وأكد المهندس حسام علام العضو المنتدب لإحدى شركات الخدمات العاملة بمشروع بنبان، أن هناك حوالى 32 موقعا داخل المشروع، يعمل بهم 14 شركة منهم 3 شركات مصرية، وأضاف أن البنوك الأجنبية هى صاحبة نصيب الأسد من تمويل المشاريع داخل المحطة..وأشار علام إلى أن تمويلات البنوك كبيرة بسبب قلة المخاطر الموجودة بالمشروع، وأوضح أن الشركات المصرية العاملة فى المشروع كمستثمرين أو مقاولين من الباطن اكتسبت الخبرات من خلال العمل مع الشركات الأجنبية وخصوصا الهندية والصينية التى لها باع كبير فى إنشاء محطات الطاقة الشمسية.
وأضاف أننا بدأنا فى وضع الشركات المصرية على المسار الصحيح من خلال العمل مع الشركات الأجنبية للحصول على الخبرات اللازمة، وأن الشركات المصرية أصبح باستطاعتها القيام بتنفيذ محطات الطاقة الشمسية وحدها.. وأضاف: مدة العقود الموقعة بين الدولة والشركات تصل إلى 25 عاما بنظام «حق الانتفاع» وهذا لا يعنى أن عمر المحطة هو 25 عاما فقط لأنها ربما تعيش لأكثر من ذلك، مشيرا إلى أن المحطات تفقد من 1% إلى 1.5% من إنتاجها سنويا حتى مع الصيانة حيث تفقد الخلايا نفسها طاقتها ولكن مثلا فى 2040 فقد تكون تكلفة الخلية ضئيلة فنقوم بتغيرها من الأساس.. ومن جانبه قال أحمد هيكل، رئيس إحدى الشركات المشاركة فى المشروع إن شركته أنتجت ما يقرب من 50 ميجاوات من الطاقة الشمسية بصورة لحظية، وتقوم ببيعها بالكامل للحكومة.
وأكد أن مشروع «بنبان» يعكس اهتمام الحكومة باستغلال الموارد والطاقة النظيفة واستكمال خطة تنمية الصعيد لخلق المزيد من فرص العمل وزيادة معدلات النمو والاستهلاك.. وأشار إلى أن شركته تعتزم ضخ استثمارات تقدر بحوالى 30 مليار جنيه خلال ال5 سنوات المقبلة بمختلف القطاعات الإنتاجية.
«20 ألف فرصة عمل.. والمشروع مطابق للمعايير الدولية»
الدكتور أشرف شوقى المدير التنفيذى لمشروع مجمع «بنبان» للطاقة الشمسية والذى أكد أن المشروع استطاع ان يوفر 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وأشاد بدعم مجموعة البنك الدولى وإشرافه الدائم على العمل، والتشديد على رقابة مخالفة أى من المعايير المشترطة لتنفيذ المشروع.
وحول الدافع وراء تنفيذ مثل هذا المشروع على أرض مصر، أكد أن الدافع الأساسى أن مصر تعد واحدة من الدول التى يمر بها الحزام الشمسى فيمنحها أفضلية فى الاستفادة من الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء من هذه الطاقة ويمكننا القول بأن الله منحنا هديتين وهما الشمس والرياح لذلك لابد أن نستغلهما أفضل استغلال تماماً مثل بعض دول الخليج الذين منحهم الله ثروة معدنية مثل النفط وهكذا.
ولفت إلى أن الصعوبات التي واجهت المشروع تمثلت فى قلة الخبرة المصرية فى هذا المجال وأيضاً ارتفاع درجات الحرارة، بالنسبة للعمالة كان من ضمن اشتراطات ومعايير البنك الدولى ان يكون 80% من العمالة من أهل المحافظة وال 30% الآخرون يمكننا الاستعانة بهم من باقى المحافظات الأخرى وهنا بدأت المشكلة لأن معظم أهالى أسوان إما مزارعون أو يعملون بالسياحة ولا احد منهم له علاقة بالطاقة ولكننا راهنا على سرعة استجابة العامل المصرى للتدريب، وبالفعل استقدمنا شباب المحافظة وحولناهم من مزارعين إلى عناصر فاعلة فى هذا المشروع، ووصل العدد فى اليوم الواحد إلى ألف عامل بعد ان قمنا بعمل دورات تدريبية وتثقيفية للعمال على مدار ستة أشهر متواصلة خاصة فيما يخص معايير الأمن والسلامة المهنية فى هذا المجال.
وتابع: «بدأنا المشروع فى فبراير 2018، وتم الانتهاء من إنشاء 24 محطة بقدرة 1200 ميجاوات من أصل 32 محطة ليصبح المتبقى 8 محطات فقط وسوف يتم الانتهاء منهم قبل نهاية العام الجاري، بحيث تنتج كل محطة 50 ميجاوات ماعدا ثلاث محطات تنتج 20 ميجاوات ليكون إجمالى القدرات نحو 1500 ميجاوات، كما أن البنك الدولى كان قد اشترط أن يتم اختيار الشركات العاملة فى هذه المحطة ممن كان لهم سابق خبرة فى مجال الطاقة الشمسية، وكان هذا عقبة أمام الشركات المصرية، وكانت البداية بشركات هندية، اسندت بعض الأعمال للمقاولين المصريين المسئولين حاليا عن كافة أعمال التركيبات».
وأضاف: «وفرنا نحو 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وتم الاستعانة بالعمالة المصرية الموجودة فى أسوان للعمل فى هذه المحطة وهذا يهدف لتحقيق التنمية المستدامة عن طريق توفير فرص العمل».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.