كشفت صحيفة (نيويورك تايمز)، الأمريكية أن كوريا الشمالية طالبت اليوم الثلاثاء بالإفراج عن سفينة احتجزتها الولاياتالمتحدة لتهربها من العقوبات الدولية، ووصفت الاستيلاء عليها بأنه "فعل صارخ من أعمال السطو" انتهك روح الاتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي بين زعيمها كيم جونج أون، والرئيس دونالد ترامب. وأفادت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - أن السفينة الشمالية، والتي تحمل اسم "وايز أونست" – وبحسب ما أعلن عنه مدعون أمريكيون - كانت تُستخدم لتصدير الفحم واستيراد الآلات الثقيلة، وهو ما يعد انتهاكا للعقوبات المفروضة على بيونج يانج بسبب برنامج الأسلحة النووية.. وتم احتجاز السفينة في المياه الإندونيسية من قبل السلطات هناك في أبريل من العام الماضي، وتم الإعلان عن الاستيلاء عليها من قبل الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي. ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان لها (نقلته الصحيفة) إن عمل الولاياتالمتحدة هو امتداد لحساباتها الهادفة إلى إخضاعنا من خلال ممارسة الضغط الأقصى المزعوم واستنكار روح 12 يونيو المشتركة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة بشكل صريح وذلك في إشارة إلى الاتفاق الواسع الذي تم التوصل إليه بين ترامب وكيم في اجتماعهما الأول في سنغافورة حيث وافق الجانبان على بناء علاقات جديدة وأبرزت الصحيفة أن الاستيلاء على وايز أونست يعد المرة الأولي التي تحتجز فيها الولاياتالمتحدة سفينة شحن كورية شمالية بسبب انتهاكات مزعومة للعقوبات الدولية.. وقد أعلن الأمريكيون ذلك بعد فترة وجيزة من إطلاق كوريا الشمالية صاروخين قصيرين المدى، وهو ثاني إطلاق من نوعه خلال خمسة أيام. وتعليقا على ذلك، قال محللون إن استئناف كوريا الشمالية لاختبارات الصواريخ قصيرة المدى كان يهدف إلى الضغط على واشنطن لتخفيف موقفها من العقوبات؛ لاسيما بعد انهيار اجتماع القمة الثاني بين البلدين في فبراير الماضي بفيتنام، بعد أن رفض ترامب عرض كيم بتفكيك أحد منشآته النووية مقابل رفع العقوبات الأكثر إيلاما. حيث أصر ترامب على التفكيك الكامل لبرنامجها النووي. وتابعت الصحيفة: "أن بيونج يانج استشعرت اليأس من رفع سلسلة من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضدها خلال الفترة من عامي 2016 و2017. وعلى عكس العقوبات السابقة التي استهدفت النخبة الحاكمة فيها، سعت العقوبات الأمريكية الجديدة إلى خنق اقتصاد كوريا الشمالية عن طريق حظر جميع صادرات البلاد الرئيسية، بما في ذلك الفحم والحديد الخام والمنسوجات ومصايد الأسماك والعمالة الرخيصة. كما سعت إلى الحد بشكل كبير من قدرة كوريا الشمالية على استيراد الوقود". وأبرزت أن كيم أعلن مسبقا أنه سيتخلى عن الارتباط الدبلوماسي مع الولاياتالمتحدة ويجد "طريقة جديدة" لحماية المصالح الوطنية لبلاده ما لم تغير الولاياتالمتحدة مسارها. وأعطى ترامب حتى نهاية العام لتقديم اقتراح جديد لإنهاء الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية. مع ذلك، اعتبرت (نيويورك تايمز)، أن الاستيلاء على وايز أونست أشار إلى أن الولاياتالمتحدة تضاعف جهودها لفرض العقوبات، لا سيما من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد عمليات النقل غير القانونية للوقود والفحم من السفن إلى السفن. وحول هذا الأمر، أضاف محللون أن الإطلاقات الأخيرة للصواريخ قصيرة المدى من كوريا الشمالية هدفت إلى تحذير الولاياتالمتحدة من أن بيونج يانج ستعود إلى اختبارات صاروخية أكثر جرأة ما لم تتنازل الولاياتالمتحدة عن العقوبات. وقالوا إن الاستيلاء على السفينة الشمالية زود كوريا الشمالية بعذر لتصعيد التوترات التي كانت بالفعل في ازدياد مطرد.