بمجرد أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي 2019 عام التعليم، جاءت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة لتثبت أن مصر لها فضل على دول العالم في تقدم تعليمهم، ومن هنا دعت نبيلة مكرم 30 عالما مصريًا ليجتمعوا تحت سقف واحد، وشغلهم الشاغل بحث مشكلة التعليم في مصر في مؤتمر «مصر تستطيع بالتعليم»، الذي يعقد يومي 17 و18 ديسمبر بمدينة الغردقة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي. « بوابة أخبار اليوم » حاورت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، قبل انطلاق المؤتمر بثلاثة أيام، لكشف كواليس المؤتمر، وكيف تم الإعداد له. ٣٠ عالمًا يشاركون في المؤتمر.. من وجهك نظرك ماذا سيقدمون لمصر في المرحلة القادمة؟ في الحقيقة هذا السؤال غاية في ألأهمية لأننا نضع نصب أعيينا الاستفادة القصوى من خبرات العلماء والباحثين المشاركين في المؤتمر؛ ولأننا نعمل على دعم جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة مصر 2030، وجدنا أنه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة من خلال الحلول التكنولوجية أو الأنظمة السياسية أو الصكوك المالية وحدها، فنحن بحاجة إلى أن نغيّر طريقة تفكيرنا وعلمنا، الأمر الذي يفرض توفير نوعية تعليم وتعلّم من أجل التنمية المستدامة على جميع المستويات وفي جميع البيئات الاجتماعية، وهو ما يمثل جانبا من معايير اختيار العلماء المشاركين في المؤتمر، لتحقيق هذا الهدف.
أضف إلى ذلك أن التعليم من أجل التنمية المستدامة يمكنا من مواجهة التحديات العالمية الحالية والمستقبلية مواجهة بناءة وخلاقة، وفي إنشاء مجتمعات أكثر استدامة وسهولة في التكيّف. ما هي معايير اختيار علماء مصر تستطيع بالتعليم؟ جاء حرصنا في عملية اختيار العلماء وفق معايير محددة من أهمها اختلاف تخصصات العلماء في جوانب التعليم المختلفة صحيًا وبيئيا وحرفيا وغيرها من المجالات، كذلك عامل التجارب والخبرات وما يمتلكه كل منهم من تأثير فاعل في مجالات التعليم بالدول المقيم به، كذلك ما احدثه من تطور وتقدم في هذا المجال. وحضور العلماء والخبراء لتقديم ومناقشة أطروحات التطوير المختلفة سيمكننا من إتاحة التعليم والتدريب للجميع بجودة عالية دون التمييز، وفي إطار نظام مؤسسي، وكفء وعادل، ومستدام، ومرن، وهدفنا تحقيق الرؤية الاستراتيجية للتعليم حتى عام 2030. جاءت فكرة المؤتمر بناء على إعلان الرئيس السيسي عام ٢٠١٩ عام التعليم.. كيف تري أهمية هذه القضية التي تواجه مصر؟ بالطبع تمثل قضية أهمية كبيرة وواحدة من التحديات التي تواجهها مصر، لذلك جانب من جلسات عمل المؤتمر تستهدف مناقشة ما يتعلق بالمتعلم، الركن الأساسي في هذه المنظومة، وكذلك المتدرب القادر على التفكير والمتمكن فنياً وتقنياً وتكنولوجيًا وأن يساهم أيضاً في بناء الشخصية المتكاملة وإطلاق إمكانياتها إلى أقصى مدى لمواطن معتز بذاته، ومستنير، ومبدع، ومسئول، وقابل للتعددية، يحترم ألاختلاف وفخور بتاريخ بلاده، وشغوف ببناء مستقبلها وقادر على التعامل تنافسياً مع الكيانات الإقليمية والعالمية، وهذه كلها قضايا مهمة، ونحن نمتلك خبرات ممتدة لعشرات السنين؛ كما لدينا علماء حضروا لتقديم خبراتهم لبلدهم؛ حرصا على الارتقاء والنهوض به. نسعى كذلك لمناقشة آليات واستراتيجيات الارتقاء بجودة نظام التعليم بما يتوافق مع النظم العالمية، وذلك بتفعيل قواعد الجودة والاعتماد المسايرة للمعايير العالمية، ومناقشة تمكين المتعلم من متطلبات ومهارات القرن الواحد والعشريين ومناقشة تطوير المناهج وتوفير بنية تحتية قوية داعمة للتعلم، من معامل مكتبات، اتصال بالإنترنت، مرافق لممارسة الأنشطة، وخلافه. الرئيس دائما يتحدث عن المشروعات الضخمة وينفذها ويوجد نقص في العمالة المدربة كيف سيناقش المؤتمر مشكلة التعليم الفني ؟ نحرص كل الحرص على مناقشة قضايا التعليم الفني، وغرس تلك الثقافة لبدء الاعتماد على المنتج المحلي، وتصنيع احتياجاتنا، وذلك بتوفير المدارس ومراكز التدريب الجاذبة بما يزيد الرغبة في الالتحاق ويحقق الانضباط، وتحقيق الربط الفعال للمدارس ومراكز التدريب وفقاً إلى التركيبة السكانية والأنشطة ألاقتصادية وتحسين النظرة المجتمعية للتعليم الفني والمهني بالمشاركة الفعالة مع المجتمع، ومن المؤكد سيعود ذلك بالنفع على المشروعات القومية التي تحتاج لأدي عاملة ذات كفاءة عالية. وحضور عدد كبير من علمائنا وخبرائنا بالخارج واحتكاكهم بأبناء مصر بالداخل، يسهم في نقل الخبرة، والعصف الذهني لتحسين وضع مصر في المؤشرات العالمية للتعليم الفني والتدريب. كيف تم التواصل مع هذا العدد الكبير من هؤلاء العلماء؟ يتم التواصل مع العلماء من مختلف الوسائل المتاحة بالاعتماد على قاعدة البيانات الخاصة بالعلماء لدى الوزارة، وحرصنا على استخدام اسرع سبل التواصل مع العلماء حتى يمكننا الحصول على كافة المعلومات اللازمة للمشاركة. ما هو نصيب ذو الاحتياجات الخاصة في المؤتمر ؟ بالفعل وضعنا في اعتبارنا ضرورة مشاركة أبناءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث سيشارك بالمؤتمر عدد من أبناءنا بمؤسسة أولادنا، ما يضفي على المؤتمر أهمية كبيرة ومنحي مختلف. ما هي أهم المعوقات التي وجهتك اثناء تنظيم المؤتمر؟ لا يمكن القول بأن هناك معوقات بمعناها الحرفي وإنما نجاحات المؤتمرات السابقة وحرصنا على الخروج من هذا المؤتمر بأقصى استفادة ما يضعنا تحت ضغط يتمثل في مسئوليتنا بإخراج هذه الفعالية بالشكل اللائق لذا اختيارنا للعلماء والخبراء المصريين بالخارج المشاركين بهذا المؤتمر جاء بعناية كبيرة وفق معايير وضعناها منذ التفكير في أن يكون التعليم محور نقاش مؤتمرها الرابع، بالإضافة لوعينا بضرورة أن يتحلى الحضور المشارك بالمؤتمر على قدر كبير من التوع حتى نتمكن من الوصول لمختلف العمليات والمراحل التعليمية. هل من المتوقع أن يصدر عن المؤتمر توصيات بإنشاء مدارس مصرية للجاليات المصرية بالخارج ؟ اهتمامنا في المقام الأول بتطوير التعليم في مصر ومناقشة كل السبل الممكنة لتحقيق ذلك من خلال خبرات وتجارب خبراءنا بالخارج، وبالرغم من ذلك يمكننا مناقشة إنشاء مدارس للمصريين بالخارج الأمر الذي تمت مناقشته قبل ذلك وجاري مناقشة كافة ابعادة.