تشتهر معظم قرى محافظة الوادي الجديد بزراعة أشجار النخيل، فلا توجد قرية على مستوى المحافظة إلا واهتم أهلها بزراعة النخيل منذ القدم. وأوضح د. مجدي المرسي وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة أن إجمالي عدد نخيل البلح بالمحافظة وصل إلى 2 مليون نخلة تنتج أكثر من 60 ألف طن من أجود أنواع البلح «الصعيدي، والمنتور، والفالق، والحمراوي، والقعقاع، والرطب»، مشيرا إلى أن المحافظة تتميز بصفة خاصة بزراعة البلح الصعيدي والذي يغزو آسيا وأوروبا، حيث يقبل على شرائه المصريين والعرب والأجانب.
وأضاف أن المحافظة تمتلك الآن أكثر من 50 وحدة لتعبئة وتغليف البلح الذي أصبح مصدر رزق رئيسياً للفلاح بالوادي الجديد، وتعتمد عليه الآسر بالواحات لزيادة دخل الأسرة، وهو ما دفع مديرية الزراعة لإنشاء مشاتل لبيع فسائل النخيل بمقر مديرية الزراعة التي توفر الفسائل للمزارعين بواقع 300 جنيه للفسيلة الواحدة.
وأوضح حسين عبد المنعم أحد مزارعي الوادي الجديد بواحة الخارجة أن زراعة النخيل عرفناها منذ نعومة أظافرنا وأن الأباء والأجداد زرعوا داخلنا نحن الصغار العديد من المبادئ الأساسية التي تؤصل للاهتمام بتلك الشجرة التي تطرح الخير لنا نحن أبناء الوادي الجديد، وأشار إلى أن النخلة الواحدة تعطى إنتاج ما يقرب من 300 إلى 500 كيلو بلح يباع الكيلو الآن بما يقرب من 15 جنيها أى أن النخلة الواحدة تجلب لصاحبها على الأقل ما بين 4500 إلى 7500 جنيه في الموسم الواحد.
وقال حسين سلمة- مزارع- من مدينة الخارجة: "إنني امتلك حقلا من النخيل يوجد به عدد 50 نخلة أقوم على رعاية أشجار النخيل منذ الصغر"، وأشار إلى أن النخلة ليست زرعا فقط.. بل أن النخلة هي ابنتي التي أحبها وأخاف عليها فهي تعطيني من الطعام والأموال كلما اهتممت بها.
أما صابر محمود من أهالي قرية الموشية، قال إن القرية معروف عنها إنتاجها من «التمر» وهو نوع من البلح يحتوي على القليل من السكريات والألياف العالية التي تعالج عمليات عسر الهضم. وأكد عماد بحر أحد أبناء مدينة الخارجة أن زراعة أشجار النخيل بالوادي الجديد تستطيع أن تنقل المحافظة نقلة أكبر ووضعها في أكبر المحافظات المنتجة والمصدرة للبلح على مستوى مصر والشرق الأوسط إذا ما اهتم الفلاح أكثر بالعمليات الفنية التي تسبق عمليات حصاد البلح.
وقال محمد المفتي إنني خضت تجربة التصدير مع أصدقائي من الشباب الذين يمتلكون مصانع لتعبئة تغليف البلح وحققنا نجاحات كبيرة بتصنيع وإضافة منتجات من البلح منها «المربى، وعسل البلح، وعصير البلح بطعم التفاح والمانجو».
وأوضح كمال ضاحي أحد أبناء مدينة الخارجة أنه يقوم بتصدير إنتاج البلح الخام إلى دولة المغرب وجنوب شرق آسيا وأوروبا وأن تلك الأسواق مازالت تحتاج إلى بلح الوادي الجديد، نظرا لارتفاع قيمته الغذائية.