شهدت مجموعة معابد الكرنك، اليوم الخميس، ظاهرة فلكية فريدة، بتعامد الشمس على قدس أقداس المعابد، الذي يمثل أقدس مكان في المعبد. ورصد فريق من الباحثين هذه الظاهرة، التي تحدث كل عام فيما يسمى بالانتقال الصيفي للشمس، والتي تحدث وقت الظهيرة ثم تعود أكثر إيضاحا وقت الغروب.
وشهد المعبد في وقت الظهيرة أمس تساقط الشمس عمودية من خلال فتحات أسقف معابد ومقاصير الكرنك لتنير التماثيل المقدسة، وأماكن موائد القرابين وصالات الأعمدة.
كما أنارت أشعة الشمس الساقطة على شكل حزم ضوئية أجزاءً من صالات المعبد وفي وقت الغروب، ظهر قرص الشمس بين بوابات الكرنك التي تمثل الأفق وغرب في مشهد رائع.
وقال أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، إن فريقا من الباحثين بالجمعية، رصد هذه الظاهرة الفلكية بمعبد الكرنك بالتعاون مع الباحث الأثري أحمد عبد القادر على مدار سبعة سنوات بقصد خلق نمط سياحي جديد يخدم السياحة الثقافية بمدينة الأقصر، تحت مسمى سياحة الفلك الأثري.
وتمكن الفريق من رصد 17 ظاهرة فلكية في المعابد المصرية القديمة بأسوان والأقصر والوادي الجديد وقنا والجيزة، خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك بموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار.
وأضاف أبو زيد أن معابد الكرنك تحتل المرتبة الأولى عالميًا في استقبال الظواهر الفلكية، حيث تشهد خمسة ظواهر فلكية في العام، و تتنوع تلك الظواهر ما بين شمسية وقمرية ولا توضع منهم على الخريطة السياحية للأقصر إلا واحدة فقط من الظواهر الخمسة.
وطالب رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، من وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط، بالعمل على دعم مشروع التوثيق السياحي للظواهر الفلكية في المعابد المصرية القديمة، الذي تتبناه الجمعية، ويقوم به فريق بحثي وعلمي متخصص برئاسة الدكتور أحمد عوض، وذلك بهدف دعم السياحة الثقافية والفلكية.
وتشارك المشاط في احتفالية تعامد الشمس على معبد آمون بالكرنك، 21 ديسمبر المقبل، كأحد أهم الأحداث والظواهر الفلكية في مصر، والذي تم وضعه على خريطة الأجندة السياحية بمدينة الأقصر.