تعمل السلطات الروسية على قدم وساق من أجل تأمين كافة الملاعب التى ستقام عليها مباريات المونديال ومواجهة كل المخاوف العالمية بشأن ما يمكن حدوثه أثناء البطولة، وتحاول أن تستفيد من درس بطولة أمم أوروبا 2016 التى أقيمت فى فرنسا بعد أن شهدت اشتباكات عنيفة بين الجماهير وأعمال شغب كادت أن تعكر صفو الأجواء هناك، وتأتى أهم المخاوف العالمية من الأعمال العدائية على النحو التالى: محاولات التهدئة مستمرة بدأت محاولات تهدئة الجماهير فى جميع أنحاء العالم بمقاومة أى محاولات للخروج عن النص فى مباريات كأس العالم، وذلك منذ صيف 2017، بعد صدور قرارات هامة من السلطات الروسية كان من ضمنها إصدار قائمة تضم 109 مشجعين من «الهوليجانز» الروس المعروفين بشغبهم وتم اتخاذ قرار بمنعهم من حضور مباريات المونديال فى جميع المدن التى سوف تستضيف الحدث العالمى، وجاء على رأسهم مشجعة روسية مشاغبة معروفة بإجرامها علاوة على 108 مشجعين، على أن تكون عقوبة مخالفة هذا القرار هو السجن لمدة 15 يوماً وغرامة مالية قدرها ما يوازى 325 جنيهاً إسترلينياً. وكانت القائمة الممنوعة من حضور المباريات تضم ما يقرب من 2750 مشجعاً، إلا أنها تم تخفيضها إلى 108 فقط مما يطلق عليهم الأشرس والأعنف. وفى نفس السياق تحدث المدير الفنى لمنتخب روسيا ستانيسلاف تشيرتشيسوف عن محاولات الشغب قائلا: «العنصرية لن تؤثر على المونديال»، وأكد أن مثيرى الشغب منتشرون فى كل أنحاء العالم وليس روسيا فقط، وشدد على ثقته التامة بمعاقبة من تسول له نفسه بإفساد وتعكير صفو البطولة الأهم فى تاريخ كرة القدم. والمفارقة أن الثقة التى تحدث بها تشيرتشيسوف، أتت فى يوم حدثت بعض أعمال شغب فى الدورى الروسى. درس كأس القارت ينحصر تركيز قوات الأمن واللجنة المنظمة فى كأس العالم على الاستفادة من درس كأس القارات التى أقيمت فى روسيا العام الماضى والتى فاز بها منتخب ألمانيا، فقد كانت السلطات هناك قد منعت بشكل فعال مثيرى الشغب من المشجعين من حضور المباريات. ونصح حينها جهاز الأمن الفيدرالى الروسى باتباع تعليمات كالمحافظة على الهدوء وضبط النفس فى الحالات الطارئة، وعدم الانضمام لمجموعات المتظاهرين لأجل المتعة وعدم الانضمام لمنظمات غير مرخصة، ومحاولة البقاء بعيدا عن الحشود. وشددوا على تفاصيل مثل عدم التحرك عكس السير فى أماكن مزدحمة والابتعاد عن الأشخاص ذوى البنية الجسدية الضخمة وأخذ الحذر من الأماكن الضيقة، واعتبر البعض فى وقتها تلك الأمور بديهية، ولكنها كان لها تأثير بالغ على المشجعين. ويرفض البعض أن يتم الاعتماد على ما حدث فى كأس القارات خاصة أنها تعد نسخة مصغرة من البطولات الكبرى، والظروف السياسية والرياضية فى العام الحالى تختلف عن 2017. وبعد كل خطوات التأمين ونجاح كأس القارات تفاجأ الجميع باندلاع أعمال شغب فى الملاعب الروسية خلال مواجهة ماريبور السلوفينى وسبارتاك موسكو الروسى فى الجولة الأولى من دور المجموعات لمسابقة دورى أبطال أوروبا فى 2017، وكانت واقعة الشغب مؤسفة بعد أن أطلق أحد جماهير الفريق الروسى ل «شمروخ» مشتعل كاد أن يصيب حكم اللقاء. سيناريو يورو 2016 «فى البال» رغم مرور عامين على بطولة اليورو التى أقيمت فى فرنسا، إلا أن ظهور أعمال عنف فيها بين جماهير المنتخبات المختلفة يجعل الأمر يشغل بال اللجنة المنظمة لكأس العالم، حيث تم التهديد وقتها بعدم استمرار البطولة، وفى المونديال سيكون الأمر أكثر صعوبة بسبب حضور أكثر من قارة وثقافات وعقليات مختلفة، ولذلك سيظهر عمليات التأهب والاستعداد فى حالة حدثت مواجهة كلاسيكية بين البرازيل والأرجنتين أو السعودية وإيران بسبب الخلافات السياسية أو التنافس الكروى بينهم.