20 عاما في المستطيل الأخضر.. وكل أخواتي «حكام» والدي معلمي الأول.. والكرة في دمي اختبارات التحكيم «صعبة جدًا».. ويختبروننا في القانون واجهت صعوبات لإثبات وجودي .. وهذا سر سيطرتي على المباريات عشقت كرة القدم منذ نعومة أظافرها، حيث تربت في منزل كروي جدًا، كان لأخواتها الأكبر سنا «أحمد ومحمد» دورًا كبيرًا في فهمها مصطلحات اللعبة، ومن ثم متابعتها المباريات المحلية والأوروبية، وكذلك الديربي والسوبر وغيرهما، وأخيرًا اقتحامها مجال تحكيم المباريات.. إنها منى محمود عطا الله، أول حكم نسائي في مصر، الحاصلة على بكالوريوس تربية رياضية. « بوابة أخبار اليوم » حاورت الحكم النسائي الأول، لمعرفة سر مجازفتها واقتحامها عالم الرجال وخصوصًا المستطيل الأخضر، وكواليس رحلتها في عالم الساحرة المستديرة من الطفولة حتى الوصول للقمة. بداية.. حدثينا عن سر حبك لكرة القدم؟ والدي له الفضل بعد ربنا في وجودي في هذا المجال ونجاحي فيه إلى الآن، ولولا وعي والدي عن أهمية العمل والرياضة للمرأة وثقافته الرياضية لامتلاكه مكتبة رياضية كبيرة في البيت وملقب بأشهر قارئ رياضي في مصر. هذا بالفعل ساعدني في حياتي بصفة عامة والتحكيم بصفة خاصة، فعندما أعلن الاتحاد عن قبول تحكيم السيدات، توجه سريعا والدي، وقدم الأوراق المطلوبة حتى أكون حكم كرة قدم. وماذا عن اختبارات قبول الحكم النسائي؟ يختبروننا في قانون التحكيم قبل الامتحان، لأني أمتحن في القانون تحريريا، وكذلك اللياقة البدنية لتأهيلنا للاختبار البدني، وبعدها يعلنون النجاح في الاختبار التحريري والكشف الطبي. كيف اتخذت قرار التحكيم؟ اتخذت قرار المشاركة في حكم المباراة بسبب حب والدي وأخواتي للتحكيم، بالإضافة إلي حكم دراستي بكلية التربية الرياضية، فأسرتي بالكامل كانت تشجعني وتساعدني. والدي معلمي الأول منذ أن بدأت تحكيم من ٢٠ سنة إلي الآن فهو يرافقها فى جميع مبارياتها، ويكتب لها ملاحظاته في كل مباراة وكانت على يقين باراه وتثق في رأيه. ألم يمانع أشقائك «الشباب» ذلك؟ بالعكس، أخي الأكبر محمد هو حاليا حكم بالدوري الإيطالي لأنه مقيم في إيطاليا من فترة طويلة ويمارس التحكيم فيها إلي الآن، بالإضافة إلي أن كل أخواتي حكام، كشقيقتي أسماء وأخي الصغير مصطفى مهندس وحكم درجه أولى حاليا. وماذا عن البداية؟ دخلت المجال عام 1998، حيث كنت أول دفعة حكام بنات في مصر وكانت بالتأكيد شيئًا جديدًا على المجتمع، لذلك واجهت صعوبات في إثبات وجودي وإقناع جميع أعضاء المنظومة بتقبل محكمة بالملعب لها نفس قدرات ومسؤوليات الحكم الراجل. كيف تسيطرين على مجريات المباراة في الملعب؟ السيطرة في الملعب ترجع لشخصيه الحكم وثقته بنفسه، فبمجرد نزولي للملعب بفرض شخصيتي على كل اللاعبين وثقتي في قراراتي وتركيزي في تطبيق القانون طبعا يساعدوني في السيطرة على أي شيء وطبعا لو في اعتراض على الحكم بشكل غير لائق يكون في عقاب من الحكم لهذا اللاعب بما ينص عليه القانون. كم بطولة شاركتي فيها؟ شاركت في بطولات دولية أضافت لي خبرات كثيرة سواء على المستوى الشخصي أو في مجال الرياضة، فمن يمثل بلده في أي بطولة دولية فيجب أن يكون على قدر المسؤولية بالإضافة إلي أنه من المهم اختلاف الحكام من جميع دول العالم للتعرف على ثقافات دول أخرى وعاداتهم بجانب الصداقات الكثيرة التي تكتسبها من وجودها في هذا المجال. وشاركت في كأس العالم ٢٠٠٨ بشيلي والاوليمبياد الأولى للشباب ٢٠١٠ بسنغافورة كما شاركت في كأس عالم تحت ٢٠ سنه ٢٠١٦ في نيو غينيا وأول بطوله عربيه للسيدات ٢٠٠٦ بمصر و٢٠١٤ في الدوحة وبطوله شمال إفريقيا ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ و٢٠٠٩ وبطولة أمم أفريقيا للسيدات ٢٠٠٦ و ٢٠٠٨ و٢٠١٠ و٢٠١٢ و٢٠١٤ . ما أبرز موقف لا ينسى؟ من المواقف المضحكة التي تعرضت لها أن في إحدى المباراة التي قمت بتحكيمها، ما دخل المدرب غرفة الحكام ورآني ضمن طاقم التحكيم ، فقال لي «ايه ده هو احنا نسيبكم في البيت نلاقيكوا فى الملعب كمان». وأخيرا.. بما تحلمين؟ أحلم بالمشاركة في الدوري الممتاز، وأكون أول مساعد دولي سيدة بالدوري الممتاز للرجال، كما أتمنى أن يكون لدينا ثقافة رياضية أكثر من ذلك، ويكون هناك في نظرة أعمق لوجود للمرأة في مختلف المجالات، بأنها تستطيع النجاح مثل الرجل بالضبط.