أعلن العالم الدكتور هشام سلام، مدير مركز جامعة المنصورة لدراسة الحفريات الفقارية، أن الفيوم سوف تشهد قريبًا افتتاح متحف يسجل التراث الطبيعى فى منطقة جبل قطرانى شمال بحيرة قارون بالفيوم. وقال إنه تم وضع حفريات به من 30 و 35 و 40 مليون سنة، على مساحة فدانين يبدأ من طريق معبد قصر الصاغة مرورًا بالغابة المتحجرة، مشيرًا إلى أن المتحف يحتوى على عينات حقيقية من الاكتشافات العلمية التى يعود تاريخها ل 40 مليون سنة بالفيوم، وتم وضعها بشكل هندسى حتى تكون متاحة للزائرين.
وأوضح أنه سيتم وضع لوحات إرشادية للتعريف بما يحويه المتحف من الكائنات التى كانت تعيش فى هذه الفترات وأهميتها العلمية وعمرها ومن الذى قام باكتشافها.
وتابع أن العمل على إنشاء المتحف استغرق عامًا كاملا ويعتبر نقلة سياحية كبيرة لمصر فى الوقت الحالى ونقلة كبيرة للفيوم بشكل خاص، فبدلا من أن يقوم السائح بزيارة الفيوم لمدة يومين أصبح من المحتمل تواجده على مدار أسبوع يبدأ بزيارة المتحف، ومن ثم وادى الحيتان، وباقى المناطق الآثرية الفريدة التى تتمتع بها المحافظة، لافتا إلى أن الفيوم من أعظم الأماكن عالميًا ويقع بها أقدم طريق ممهد فى العالم وتاريخ حضارى يبدأ من الفراعنة وبها كل الحضارات المختلفة وكلها مزارات سياحية بالإضافة إلى أن بها توثيق لفترة زمنية لم يشهدها بشر وكافة العلماء أتوا لدراسة الكائنات التى كانت تتمتع بها الفيوم.
وذكر أن الكثير من المواطنين لا يعرف أن منشأ الفيلة وبداية حياتها قبل حتى أن تتطور ويصبح لها زلومة كان فى الفيوم وهناك حفريات للفيلة منذ 37 مليون سنة. جاء ذلك خلال مشاركته فى المؤتمر العلمى الدولى الثانى لكلية العلوم بجامعة الفيوم تحت عنوان "العلوم الأساسية والتطبيقات البيئية والذى تنظمه الكلية خلال الفترة من 3 إلى 5 إبريل الجارى والذى عقد بقاعة المؤتمرات بالمكتبة المركزية بالجامعة، بحضور الدكتور محمد عبد الوهاب والدكتور أشرف رحيل نائبا رئيس الجامعة، والدكتور أحمد جابر شديد النائب السابق لرئيس الجامعة والأستاذ بكلية العلوم.
وأوضح أن مصر لديها مدرسة علمية فى جامعة المنصورة لدارسة التراث الطبيعى من الحفريات الفقارية فى مصر، وتمكنت المدرسة من الاكتشاف الذى هز الوسط العلمى العالمى عن نوع جديد من الديناصورات المصرية "منصوراسورس" التى سجلت فترة كانت مفقودة من الزمن الجيولوجى، مشيرًا إلى أن مصر لديها اكتشافات جديدة فى جنوب مصر فى الواحات الداخلة والخارجة وفى منطقة الفيوم بالقربة من جبل قطرانى ووادى الحيتان وسيتم الإعلان عنها عندما يكتمل البحث العلمى لها ويتم التأكد من صحة المعلومات.
وأشار إلى أن الفيوم منطقة عالمية بها حفريات من 40 مليون سنة يأتى إليها جميع العلماء من جميع أنحاء العالم المتهمين بدراسة الثدييات والحياة البرية منذ 30 إلى 40 مليون سنة، مؤكدًا أن كافة الكتب العالمية تحتوى على كلمة الفيوم وتتصدر الصفحات الأولى فى دراسة الحفريات الفقارية عالميًا لأنها تسجل التاريخ الطبيعى لكافة الأزمنة ما قبل التاريخ وما بعده وكانت أرضها خصبة للمعيشة، لأنها كانت قبل 30 مليون سنة غابة استوائية بها أشجار عالية الكثافة، بالإضافة إلى تمتعها بالحيوانات الأولة منها أسلاف الفيلة والقردة والنمور والأسود البدائية وفرس النهر، وأضخم الحيتان التى كانت تعيش بها نوع يسمى "البسيلسورس".
يذكر أن الفيوم كانت دوما منطقة جذب للعلماء ودراسة الحفريات الفقارية من جميع أنحاء العالم بدأت منذ عام 1885 وتم اكتشاف العديد من الحفريات وبعدها 11910 واستمر البحث حتى أخر العلماء عام 1961 بتواجد العالم الكبير الأمريكى "سايمون" الذى اكتشف معظم الاكتشافات لأنه تواجد منذ عام 1961 حتى 2012 .