جاء العام الجديد يحمل معه الخير للعديد من العمال أصحاب الدخول المنخفضة في أمريكا، حيث بدأت أمس عدد من الولاياتالأمريكية في زيادة الحد الأدنى للأجور في خطوة تدريجية لرفع مرتبات العاملين ذوي الأجور المنخفضة علي مدار الأربعة سنوات المقبلة. وجاءت تلك الخطوة بناءَ على عدة مبادرات تقدمت بها اتحادات العمال وجماعات حقوق العاملين خلال السنوات القليلة الماضية. ووصل عدد الولايات التي بدأت في تطبيق زيادة الحد الأدنى للأجور إلى ١٨ ولاية أمريكية، تضمنت ولاية واشنطن التي رفعت الحد الأدنى بقيمة خمسين سنتا (نصف دولار)، حيث وصل أجر ساعة العمل في الولاية إلي ١١.٥ دولار. وطبقا لمبادرات اتحاد العمال سيرتفع أجر العاملين في واشنطن خلال الثلاثة سنوات المقبلة إلي ١٣.٥ دولار في الساعة بزيادة قدرها ثلاثة دولارات عن مستوي الأجور الحالي بعد الزيادة الجديدة. وكان اتحاد العمال قام بعدة مبادرات اقتراع لرصد أراء العمال وأصحاب الأعمال في زيادة الأجور، وتمت الموافقة علي تلك المبادرات في عام ٢٠١٦ ونصت علي تطبيق زيادة تدريجية في الأجور علي مدار أربعة سنوات ليصل أجر العامل في الساعة إلي ١٣.٥ دولار في عام ٢٠٢١. واحتلت ولاية "مين" الأمريكية المرتبة الأولي من حيث نسبة زيادة الحد الأدني للأجور ، حيث ارتفع أجر العامل إلي ١٠ دولارات في الساعة مقابل ٩ دولارات العام المنتهي، بزيادة نسبتها ١١٪ عن مستوي الأجر السائد قبل تطبيق الزيادة التي بدأ تفعيلها في اليوم الأول من العام الجديد. وطبقا للاقتراع الذي تم الموافقة عليه عام ٢٠١٦ تستمر زيادة الأجور في الولاية حتي تصل إلي ١٢ دولار في الساعة بحلول عام ٢٠٢٠. وسوف يستمتع أصحاب الدخول المنخفضة في ولاية كاليفورنيا بزيادة في الأجور تصل إلي ٢ دولار في الساعة، ليصل أجر العامل في الساعة إلي ١٥ دولار بدلا من ١٣ دولار خاصة في مناطق "ماونتن فيو"و "كاليف". فيما تصل أجر ساعة العمل في مناطق سان ماتيو وكان جوز إلي ١٣.٥ دولار. وتصل إلي ١٥.٤٥ في مدينة سياتل. ومن المتوقع أن تشهد ولايات كونيكتكت وماساشوستس زيادات في الحد الأدني للأجور خلال العام الجديد. علي الجانب الأخر، ارتفع الحد الأدني للأجور في ولايات أريزونا، كاليفورنيا، هواي، كولورادو ونيويورك بقيمة خمسين سنتا لكل ساعة عمل. فيما ارتفعت الأجور بنسبة أقل من ذلك في ولايات ألاسكا، فلوريدا، نيوجيرسي، ميتشجين، ميزوري، أوهيو، جنوب داكوتا ومينيسوتا. وقال جاريد بيرنشتاين، كبير المستشارين الاقتصاديين لنائب الرئيس الأمريكي في إدارة أوباما، إن معظم الولايات الأمريكة كان لديها رغبة في زيادة الحد الأدني للأجور حتي يتمكن أصحاب الوظائف ذات الدخول المنخفضة من الحصول علي فرص تعليمية أفضل لهم ولأسرهم، خاصة في ظل اقتصاد تقل فيه فرص الوظائف ذات الدخول المرتفعة. وأشار خلال حوار صحفي أمس أنه مازال الحد الأدني للأجور المفروض من الحكومة الفيدرالية عند مستوي ٧.٢٥ دولار للساعة وهو قليل جدا مقارنة باحتياجات العمال للعيش حياه كريمة. وقال مايكل سالتسمان، مدير إدارة الأعمال بمعهد سياسات التوظيف، إن رفع الأجور عادة ما يصاحبه رغبة من العمال في تخفيض عدد ساعات العمل التي اعتادوا عليها قبل تطبيق الزيادة. فيما أكد مراقبون إن الفترة القادمة ستشهد زيادات كبيرة في الحد الأدني للأجور في العديد من الولايات وذلك نتيجة للحملات التي قام بها الاتحاد الدولي لخدمة الموظفين خلال السنوات الماضية.