العجوز عاشق الحرام

امتلأ قلبه بالجهل، وتجرد من العبودية ولم يفكر ولو لبرهة بأنه يقف على أعتاب دنياه، وسار وراء شهوته وغريزته الحيوانية.
لجأت الزوجة العاملة بأحد المصانع إلى زميلها العجوز 71 عامًا تطلب منه العون واقتراض مبلغًا من المال نظرًا لمرورها بضائقة مالية، ولم تكن تعلم بأنه ذئب عجوز حيث ساومها على المبلغ مقابل ممارسة الحب المحرم معها، فما كان منها إلا أن أخبرت زوجها بما يطلبه منها العجوز، وفي جلسة مع الشيطان رسما خطتهما أيضًا بمداد قاتم وعقل هائم، حيث طلب منها الزوج أن تستدرجه إلى المنزل وتبدي موافقتها.
ارتدى العجوز المتصابي أغلى الثياب وبخطوات ثقيلة يتوكأ على عصاه تراود مخيلته قضاء سهرة حمراء مع الشيطان لكن حدث ما لم يحمد عقباه حيث علت وجهه الذي تغطيه ندبات وخيوط الزمن الرعب وتملكت جسده القشعريرة عندما فوجئ بالزوج يقتحم عليهما غرفة النوم وجرده من ملابسه وأجبره بالتوقيع على إيصالات أمانة، واستولى على نقوده، وهدده بالقتل، بينما يرمق العجوز بعينيه الضيقة الممزوجة بصفار باهت وغشاوة رمادية وبنظرات غير مستقرة تعلوها خوف ورهبة بريق السكين.
وأمام المقدم محمود إسماعيل، رئيس مباحث قسم شرطة القطامية الذي علت وجهه الدهشة وهو يستمع إلى أقوال العجوز المتصابي يتهم الزوجة وزوجها بالاحتيال وسرقته بالإكراه وإجباره بالتوقيع على إيصالات أمانة تحت تهديد السلاح بعدما أوهمته الزوجة بقضاء ليلة حمراء، وبعمل التحريات المكثفة التي أجراها الرائدان محمد كمال، ومحمد صقر، معاونا المباحث وبمساعدة النقيبين مصطفى عامر، وأحمد عبد الله تمكنوا من القبض على الزوجة وزوجها المتهم بعدما أكدت التحريات صحة الواقعة.
تم تحرير المحضر اللازم وأحالهم العميد أيمن إسماعيل مأمور قسم شرطة القطامية إلى النيابة التي تولت التحقيقات.